موانئ دبي تتهيأ لاستئناف العمل في أستراليا بعد هجوم إلكتروني
قالت "موانئ دبي العالمية أستراليا" (DP World Australia) إنها حققت "تقدماً كبيراً" في استئناف عمليات الشحن بموانئها في أستراليا، بعد هجوم إلكتروني قيّد الوصول إلى العديد من المرافق في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت الشركة في بيان اليوم الأحد، إن فرقها "تختبر الأنظمة الرئيسية الحاسمة لاستئناف العمليات الطبيعية وحركة الشحن المنتظمة، سنقدم تحديثاً آخر بخصوص الوضع بمجرد اكتمال مرحلة الاختبار هذه".
اكتشفت "موانئ دبي العالمية"، إحدى أكبر شركات تشغيل الموانئ في العالم، تسللاً إلكترونياً يوم الجمعة أجبرها على تقييد الوصول إلى أربعة من أكبر الموانئ الأسترالية، وهو إغلاق جماعي هدّد بتعطيل سلاسل التوريد لأيام، وهي أحدث ضحايا سلسلة هجمات إلكترونية مدمرة بارزة على مستوى العالم خلال العام الجاري.
تعمل "موانئ دبي العالمية أستراليا" على تقييم ما إذا كانت أي معلومات شخصية قد تأثرت، واتخذت "خطوات استباقية" للتواصل مع مكتب مفوض المعلومات الأسترالي وإحاطته علماً بالأزمة، وقال المكتب إنه يتعاون مع خبراء الأمن السيبراني.
جاء في بيان الشركة، أن "أحد الأمور الرئيسية في هذا التحقيق المستمر، هو طبيعة الوصول إلى البيانات وسرقتها، و(موانئ دبي العالمية أستراليا) تدرك تمام الإدراك أن هذا التطور قد يسبب القلق لبعض الأطراف المعنية".
كان البنك الصناعي والتجاري الصيني (آي سي بي سي) -أكبر بنك في العالم من حيث الأصول- قد تعرض الأسبوع الماضي لهجوم فدية طال فرعه في الولايات المتحدة، ومنع بعض تداولات سوق الخزانة من المقاصة وأجبر الوسطاء على إعادة توجيه المعاملات، وفي مثل هذا النوع من الهجمات، يثبت المتسللون برمجيات خبيثة على أنظمة ضحاياهم وتعطيلها لحين تلقيهم أموالاً، ولم يتضح بعد ما إذا كانت برامج الفدية هي التي تقف وراء الهجوم على "موانئ دبي العالمية" التي تعتبر من أكبر شركات تسهيل التجارة العالمية في العالم.
اجتماعات أزمة
عقّدت الحكومة في أستراليا اجتماعات أزمة في مطلع الأسبوع لتنسيق الاستجابة، إذ قال منسق الأمن السيبراني الوطني دارين جولدي أمس السبت إن الوكالات تعمل مع الشركة لاستئناف العمليات.
وقالت وزيرة الشؤون الداخلية كلير أونيل اليوم الأحد إن الواقعة "خطيرة ومستمرة"، وإن آلية التنسيق الوطنية ستجتمع مرة أخرى بعد الظهر مع الولايات والأقاليم المعنية وشركات الخدمات اللوجستية ومشغلي الموانئ الآخرين ووكالات الكومنولث.
كتبت أونيل على منصة (X) (تويتر" سابقاً): "تدير (موانئ دبي العالمية) نحو 40% من البضائع المتدفقة إلى بلادنا والخارجة منها، وهذه الواقعة تؤثر على موانئ ملبورن وفريمانتل وبوتي وبريزبن. تعمل هذه المجموعة على ضمان استمرار عمل موانئنا وشبكات النقل لدينا بينما تعكف (موانئ دبي العالمية) على حل الأزمة".
قالت "موانئ دبي العالمية أستراليا" في بيانها اليوم الأحد إن أولويتها القصوى هي استعادة عمليات الموانئ على نحو آمن. وأضافت أنه لتسهيل تدفق بعض الشحنات، "فعّلت الشركة خطتها القوية لاستمرار الأعمال وتتعاون مع شركاء الصناعة، بما في ذلك مشغلي الموانئ والمحطات الأخرى"، وقالت: "تعمل (موانئ دبي العالمية أستراليا) بشكل وثيق مع الجهات المعنية من الحكومة والقطاع الخاص لتحديد الشحنات الحساسة والواردة واستعادتها".
سلسلة هجمات سيبرانية
هدّدت الاضطرابات في سيدني وملبورن وبريزبن وفريمانتل بعرقلة سلاسل التوريد التي لم تتعاف تماماً بعد من آثار جائحة كوفيد-19، ويأتي الهجوم أيضاً في الوقت الذي تواجه فيه عمليات "موانئ دبي العالمية" إضراباً مستمراً ينظمه الاتحاد البحري الأسترالي للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها قراصنة الإنترنت موانئ رئيسية، ففي يوليو، تعرض أكبر ميناء بحري في اليابان لهجوم من عصابة القرصنة الإلكترونية "لوك بيت"، وهي مجموعة تنفذ برمجيات الفدية الخبيثة ذات علاقات روسية والتي كانت أيضاً وراء هجوم (آي سي بي سي) هذا الماضي.
وقبل شهر، واجه العديد من الموانئ الهولندية، بما في ذلك أمستردام وغروننغن، هجمات حجب الخدمة الموزعة، المعروفة باسم "دي دي أو إس".
وفي 2021، تعرضت شركة الموانئ والسكك الحديدية في جنوب أفريقيا لهجوم فدية أجبرها على إعلان القوة القاهرة في محطات الحاويات والتحول إلى التعامل يدوياً مع البضائع.
كتب أونيل على منصة (X) أن الواقعة الاي حدثت في "موانئ دبي العالمية" تمثل "تذكيراً بالخطر الجسيم الذي تشكله الهجمات السيبرانية على بلدنا، وعلى البنية التحتية الحيوية التي نعتمد عليها جميعاً".