مبعوث الصين إلى الشرق الأوسط: العنف في غزة لا ولن يجد مخرجًا للمشكلة
قال تشاي جون، مبعوث الصين للشرق الأوسط، اليوم السبت، إن قمة القاهرة للسلام 2023 جاءت في توقيت حاسم، إذ إن الوضع في قطاع غزة خطير للغاية، إذ حثَّ على ضرورة حشد قوته وبذل جهود مشتركة لوقف إطلاق النار وأعمال العنف والقتال.
وذكر مبعوث الصين لدي الشرق الأوسط المجتمع الدولي خلال تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أنه في حال الاتفاق على وقف إطلاق النار سيتم عبور المساعدات بسلام، كما أن وقف القتال أيضًا يمكن أن نفكر بحل جذري ونهائي للقضية الفلسطينية.
وأكد مبعوث الصين أن موقف بلاده من القضية الفلسطينية واضح وثابت ولن يتغير، لافتًا إلى أن التأخر في إيجاد الحل في للقضية هو السبب الجذري لتفاقم الوضع الحالي، وأنه على المجتمع الدولي تجنب حدوث كوارث إنسانية أكبر في المنطقة.
مبعوث الصين: السبيل العسكري يؤدي إلى دوام الصراع
وأشار مبعوث الصين إلى أن العنف لا يجد مخرجًا للمشكلة، وأن السبيل العسكري أيضا لا يؤدي إلا لدوام الصراع، كما ذكر أن حل الدولتين اقتراح على الجميع العودة له، لتحقيق حقوق للشعب الفلسطيني المشروع وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
وتابع مبعوث الصين: تابعت كافة الكلمات وسعيد بعودة حل الدولتين الذي شكل توافقًا واسع النطاق بين قادة الدول الحاضرين لقمة القاهرة للسلام".
رئاسة الجمهورية: مصر لن تقبل أبدًا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة
وفي نفس السياق أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا، اليوم السبت، تعقيبًا على عقد قمة القاهرة للسلام 2023، في العاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة دولية واسعة، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وبحثت قمة القاهرة للسلام مستقبل القضية الفلسطينية، وتطورات الوضع في قطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة، بشكل آمن ومستدام وسريع.
وجاء في بيان رئاسة الجمهورية:
«بدعوة من جمهورية مصر العربية، اجتمع في القاهرة يوم السبت 21 أكتوبر 2023 قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر الجاري.
وسعت جمهورية مصر العربية من خلال دعوتها إلى هذه القمة، إلى بناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية.. توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعي.. ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق.. يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. يطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات.. ويعطي أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة.. ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم.
تطلعت مصر، أيضًا، إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالميًا للسلام.. يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية، بحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضي خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
إن المشهد الدولي عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لكونه سعي لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم.. اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقي لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عامًا من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل.
كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافس على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددًا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.
إن الأرواح التي تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رُعبًا تحت نير القصف الجوي على مدار الساعة، تقتضي أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث، فحق الإنسان الفلسطيني ليس مستثنًا ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والشعب الفلسطيني لابد أن يتمتع بكل الحقوق التي تتمتع بها باقي الشعوب، بدءًا بالحق الأسمى، وهو الحق في الحياة، وحقه في أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه، وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.
إن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة إلى قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التي استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت.
وتؤكد بهذه المناسبة، أنها لن تألو جهدًا في استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة، مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع، وسوف تحافظ مصر دومًا على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض في سلام.
وفي إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، لن تقبل أبدًا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة.. ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.. مستعينة في ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته».