ثورة في عالم الرقائق.. تطوير ذاكرة متناهية الصغر تتحمل ألف درجة مئوية
في ثورة جديدة في عالم الرقائق الإلكترونية الدقيقة ، تمكن علماء في جامعة "كيل" بالتعاون مع باحثين في "معهد فراونهوفر في ألمانيا من إحراز تقدم كبير فى عالم صناعة الرقائق الإلكترونية الدقيقة بتطوير رقائق ذاكرة متناهية الصغر يمكنها تحمل حرارة تبلغ ألف درجة.
شعرة الإنسان
تمكن العلماء الألمان من تحقيق إنجاز إلكتروني جديد بابتكار مادة تعرف باسم "نيتريد سكانديوم الألومونيوم الفيروكهربائي" تتمتع بخواص وقوة كبيرة تسهم في زيادة طاقة تحمل الرقائق الألكترونية الدقيقة للعمل الشاق والحرارة المرتفعة لساعات طويلة جدا، وأكد العلماء إمكانية الاستعانة بهذه المادة في صناعة رقائق إلكترونية متناهية الدقة يصل سمكها بضعة نانومترات فقط (أرق بآلاف المرات من شعرة الإنسان)، كما تتمتع هذه الرقائق المصنعة من مادة " النيتريد سكانديوم" بصلابة شديدة تمكنها من تحمل الحرارة الشديدة التي قد تبلغ ألف درجة مئوية.
وتشكل درجات المرتفعة المشكلة الأولى والأبرز التى تواجه معظم رقائق الكومبيوتر المستخدمة فى الوقت الحاضر، لتتعرض للتلف حتى حال الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة، كما يمكن الاستعانة بهذه الرقائق المطورة في تصنع أجزاء من الأجهزة الطبية التشخصيصة الدقيقة التي تعمل على مدار ساعات طويلة ما يجعل الرعاية الصحية أكثر تقدما.
وقال الدكتور سيمون فيشتنر أحد العلماء المساهمين في تطوير الرقائق، إن المادة الجديدة المستخدمة يمكن أن تعمل مع الأجزاء القياسية المستخدمة حاليا في الأجهزة الإلكترونية ما يعني أنه لن يكون من الصعب البدء في الاستعانة بها في تصنيع التقنيات الإلكترونية الجديدة، إلى جانب الاستعانة بها في العديد من الصناعات الدقيقة.
وأضاف أن هذه المادة تمتلك خواصا وإمكانات أفضل فى عملية تخزين المعلومات، حيث يمكن لخلايا الذاكرة (الأجزاء الموجودة فى الأدوات التى تعمل على حفظ البيانات) المصنوعة من هذة المادة التعامل مع درجات الحرارة الشديدة، في الوقت الذي تقتصر فيه قدرة الرقائق الإلكترونية الدقيقة المستخدمة اليوم على التعامل مع درجات الحرارة لا تتعدى 150 درجة مئوية، بعكس الرقائق موضع الدراسة التى تصل قدرتها على التعامل مع الحرارة الشديدة حتى ألف درجة مئوية.