اليورو يهبط لأدنى مستوياته أمام الدولار منذ بداية 2023
انخفض سعر صرف اليورو، لأضعف مستوى له منذ بداية 2023، حيث ارتفع الدولار مقابل جميع نظرائه العشرة الرئيسيين في بداية ربع جديد من التداول.
تراجع مستمر
تراجعت العملة الأوروبية الموحدة 0.9% أمام الدولار أمس الإثنين إلى 1.0478 دولار، مسجلةً أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2022، لتواصل هبوطها من أعلى مستوى في 16 شهراً وصلت إليه في يوليو، عندما كانت دورة تشديد البنك المركزي الأوروبي في أوجها.
تفاقم التراجع في نهاية تداولات بعد الظهيرة في نيويورك، إذ أدت عمليات البيع على سندات الخزانة الأميركية إلى ارتفاع العوائد على الأوراق المالية لأجل 10 أعوام بمقدار 11 نقطة أساس إلى 4.68% كما في الساعة 4:51 مساءً.
ارتفاع الدولار يخلق «تشديداً زائفاً» في منطقة جنوب شرق آسيا
تستخدم بنوك مركزية في جنوب شرق آسيا أدوات أخرى غير رفع أسعار الفائدة للدفاع عن عملاتها أمام ارتفاع الدولار، مع تزايد الرهان على إبقاء الفائدة في الولايات المتحدة مرتفعة لفترة أطول. تفرض إندونيسيا قيوداً مشددة على السيولة عن طريق بيع السندات، في حين ارتفع سعر الفائدة بين البنوك الماليزية إلى أعلى مستوى له منذ يوليو. ويأتي هذا التحول رغم التوقعات السابقة بوصول أسعار الفائدة إلى الذروة في جنوب شرق آسيا، إذ أن تهديد ضغوط التضخم المرتبطة بالغذاء والطاقة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة الفيدرالية، يؤدي إلى تبني سياسات أكثر حذراً.
قال أبهاي غوبتا، المحلل لدى "بنك أوف أميركا" في سنغافورة: "نتوقع أن تستمر البنوك المركزية في جميع أنحاء المنطقة في استخدام مزيج من تشديد السيولة والتدخل لاحتواء المزيد من الانخفاض في قيمة عملاتها مقابل الدولار". وأضاف غوبتا أن البنوك المركزية في جنوب شرق آسيا أصبحت أكثر تسامحاً مع "التشديد الزائف".
استمر فارق أسعار الفائدة بين جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة في الاتساع، حيث أوقفت البنوك المركزية في إندونيسيا والفلبينوماليزيا رفع أسعار الفائدة في النصف الأول من 2023. يقل سعر الفائدة القياسي في ماليزيا حالياً بمقدار 250 نقطة أساس عن الحد الأعلى لسعر الفائدة على الأموال لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهذا يمثل فجوة قياسية. كما أنه يقل بمقدار 2.3 انحراف معياري عن سندات الخزانة الأميركية لأجل 5 سنوات. يبلغ المؤشر ذاته في إندونيسيا والفلبين وتايلندا -2.2 و -1.8 و -1.7 على التوالي.
على الرغم من الفجوة الواسعة في أسعار الفائدة، فإن بنك إندونيسيا امتنع حتى الآن عن الإشارة إلى رفع أسعار الفائدة. وبدلاً من ذلك بدأ في بيع ما يسمى أوراقاً مالية قصيرة الأجل بآجال 6 و9 و12 شهراً لجذب التدفقات الأجنبية وتقليل الاعتماد على سعر الفائدة القياسي، والذي إذا تم تشديده أكثر من اللازم قد يلحق الضرر بالاقتصاد. قال غوبتا إن الأمر لا يقتصر على إندونيسيا فحسب، بل تستخدم البنوك المركزية في ماليزيا والفلبين أيضاً مبيعات سندات الخزانة لتشديد السيولة ورفع أسعار الفائدة.
ارتفع سعر الفائدة بين البنوك في كوالالمبور لأجل ثلاثة أشهر إلى 3.57%، وهو أعلى مستوى منذ 13 يوليو. بلغ متوسط العائد على أذون الخزانة الفلبينية لأجل 56 يوماً 6.7191% في 22 سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ إصدار 25 أغسطس. قال محافظ البنك المركزي الفلبيني يوم الثلاثاء الماضي إنه إذا تجسدت المخاطر الناجمة عن أسعار الطاقة والنقل، فإن البنك المركزي قد يزيد تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 16 نوفمبر أو قبل ذلك. رفع البنك المركزي التايلندي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات عند 2.5% يوم الأربعاء، مشيراً إلى مخاطر ارتفاع التضخم.
ستتم مراقبة بيانات التضخم لشهر سبتمبر من إندونيسيا والفلبين وتايلندا المرتقب صدورها خلال الأسبوع الجاري عن كثب، بحثاً عن أي علامات على ارتفاع ضغوط الأسعار.