هل كانوا يعبدون الموتى؟.. لغز تماثيل عين غزال الذي حير العالم
غيرت شركة جوجل شعار محرك البحث الخاص بها إلى صورة تماثيل عين غزال، اليوم 30 سبتمبر 2023، وهو اليوم الذي يصادف الذكرى 40 لاكتشاف هذه التماثيل. كما قامت جوجل بنشر مقال على مدونتها يسلط الضوء على أهمية هذه التماثيل. فما السر وراء تلك التماثيل؟
اكتشفت التماثيل لأول مرة في الموقع الأثري عين غزال شمال شرقي العاصمة الأردنية عمان في 30 سبتمبر 1983، وتم العثور على مجموعة ثانية عام 1985.
وتصور تماثيل عين غزال، شخصيات سكنوا منطقة عين غزال من الرجال والنساء والأطفال بملامح بشرية دقيقة مثل العيون اللوزية والأنوف البارزة والأرجل وأصابع القدمين والأظافر الواقعية.
وقد اكتسبت التماثيل جاذبية عالمية ويمكن مشاهدتها اليوم في صالات العرض مثل متحف الأردن، ومتحف الآثار الأردني، والمتحف البريطاني، ومتحف اللوفر أبوظبي للتأمل في ألغاز الماضي.
الأهمية التاريخية لتماثيل عين غزال
تعد تماثيل عين غزال من أهم الاكتشافات الأثرية في الأردن. وتتميز هذه التماثيل بتفاصيل دقيقة، بما في ذلك ملامح الوجه والشعر والملابس. كما أنها مزينة بزخارف هندسية.
وتكمن أهمية تماثيل عين غزال أيضًا في أنها تعد من أقدم النماذج التي صورت الشكل البشري. تم العثور على هذه التماثيل في عام 1983، ويعود تاريخ أقدمها إلى حوالي منتصف الألفية الثامنة قبل الميلاد.
وتشير هذه التماثيل إلى أن الناس في العصر الحجري الحديث كانوا مهتمين بتصوير أنفسهم ومحيطهم. كما أنها تشير إلى أن هذه الثقافة كانت متقدمة فنيًا، وأنها كانت لديها أفكار معقدة حول العالم من حولها.
لغز تماثيل عين غزال والتفسيرات المحتملة
هناك العديد من التفسيرات المحتملة لتماثيل عين غزال. وقد يفسر البعض هذه التماثيل على أنها صور لأرواح الموتى أو الآلهة، ويستند هذا التفسير إلى حقيقة أن التماثيل تم العثور عليها في مخبأين تحت الأرض، مما يشير إلى أنها كانت مخفية أو محمية. كما أن التماثيل مزينة بزخارف هندسية وحيوانية، مما قد يشير إلى أنها كانت ذات أهمية دينية أو طقسية.
وهناك بعض الأدلة التي تدعم هذا التفسير. على سبيل المثال، تم العثور على تماثيل مماثلة في مواقع أثرية أخرى في الشرق الأدنى، والتي يُعتقد أنها كانت مرتبطة بعبادة الموتى. كما أن بعض التماثيل المكتشفة في عين غزال تظهر علامات على الاستخدام، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم في الطقوس الدينية.
ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يدعم هذا التفسير. ومن الممكن أن تكون التماثيل مجرد صور لأشخاص حقيقيين، أو أنها كانت ذات معنى ديني أو طقسي مختلف.
تفسيرات أخرى لتماثيل عين غزال
هناك تفسيرات أخرى محتملة لتماثيل عين غزال. ويعتقد بعض العلماء أن التماثيل كانت بمثابة وسيلة للتواصل مع أرواح الموتى، أو أنها كانت بمثابة تذكار لهم.
لا يزال الغموض يحيط بتفسير تماثيل عين غزال. ومع ذلك، فإن هذه التماثيل تظل من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، حيث تشير إلى أن الناس في العصر الحجري الحديث كانوا مهتمين بتصوير أنفسهم ومحيطهم.
رسالة جوجل في الاحتفال بتماثيل عين غزال
من خلال الاحتفال بتماثيل عين غزال، ترسل جوجل رسالة إلى العالم، مفادها أن التراث الثقافي مهم ويجب الحفاظ عليه. كما تؤكد جوجل على أهمية الفن والإبداع في جميع الحضارات.
وكتبت جوجل في مدونتها حول احتفالها بتماثيل عين غزال: «تحتفل رسومات الشعار المبتكرة المصنوعة يدويًا اليوم بتماثيل عين غزال - التي يبلغ عمرها حوالي 9000 عام وتعتبر واحدة من أقدم التمثيلات واسعة النطاق للشكل البشري. في مثل هذا اليوم من عام 1983 تم اكتشاف التماثيل في الأردن».
وأضافت: لا يزال الباحثون ليس لديهم إجابات محددة. ومع ذلك، فمن المعروف أنه بعد أن أدت التماثيل غرضها، قام أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ بدفن التماثيل بشكل استراتيجي، ومحاذاتها من الشرق إلى الغرب.
وتابعت: اكتشف علماء الآثار أول مخبأ للتماثيل تحت الأرض في عام 1983 ومجموعة ثانية من المنحوتات في عام 1985 في عين غزال، وهو موقع من العصر الحجري الحديث في الأردن.