«إبادة جماعية».. بريطانيا تصنف ممارسات داعش في حق الإيزيديين
اعتبرت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن ممارسات ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في حق الإيزيديين عام 2014 في العراق تشكل "إبادة جماعية"، وفقا لما قالته وزارة الخارجية البريطانية.
وأوضحت الحكومة البريطانية في بيان "أقرت المملكة المتحدة رسميا اليوم (الثلاثاء) بأن داعش ارتكبت ممارسات إبادة جماعية في حق الإيزيديين في العام 2014".
ودانت الحكومة البريطانية -في وقت سابق- فظائع داعش المرتكبة ضد الإيزيديين، لكن تلك الإدانات لم تصل إلى حد الاعتراف بهذه الجرائم على أنها إبادة جماعية.
وفي يناير الماضي، اعترف البرلمان الألماني (البوندستاج) بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديبن في العراق، كإبادة جماعية، موصيا بسلسلة من إجراءات الدعم للإيزيديين.
وتم اختطاف أكثر من 6 آلاف إيزيدي عندما هاجم داعش معقلهم في محافظة نينوى، وفقاً لمكتب حكومة إقليم كردستان لإنقاذ الإيزيديين المختطفين.
وبحسب المكتب فرّ أكثر من 120 ألف إيزيدي العراق منذ أن شن تنظيم داعش هجومه، ويعيش عشرات الآلاف ممن بقوا في المنطقة في مخيمات.
وبريطانيا تعتبر ممارسات ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في حق الأيزيديين "إبادة جماعية"
وأوضح البيان "أقرت المملكة المتحدة رسميا اليوم بأن داعش ارتكب ممارسات إبادة جماعية في حق الإيزيديين في العام 2014".
وقالت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث إن الإعلان يأتي قبل فعاليات تحيي الذكرى التاسعة لـ"الفظائع" التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في حق الأقلية الأيزيدية الناطقة باللغة الكردية في العراق.
وحتى الآن، اعترفت بريطانيا بأربع حالات حدثت فيها إبادة جماعية، هي محرقة اليهود ورواندا وسريبرينيتسا والإبادة الجماعية في كمبوديا.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط طارق أحمد في بيان "عانى الإيزيديون كثيرا على أيدي داعش قبل تسع سنوات وما زالت الانعكاسات محسوسة حتى اليوم".
وأضاف "العدالة والمحاسبة أمران أساسيان بالنسبة إلى الذين دمرت حياتهم" مشيرا إلى أن هذا الاعتراف "التاريخي"، "يعزز" التزام المملكة المتحدة ضمان "حصولهم على التعويض الذي يستحقّونه وإمكان حصولهم على العدالة".
ويذكّر البيان بالموقف البريطاني الذي يعود بموجبه تصنيف الإبادة الجماعية إلى المحاكم المختصة وليس إلى الحكومات أو الهيئات غير القضائية.
وجاء هذا الاعتراف الرسمي بعد حكم صادر عن محكمة العدل الفيدرالية الألمانية في يناير 2023 يدين مقاتلا سابقا في تنظيم الدولة الإسلامية بتهم ارتكاب ممارسات تشكّل إبادة جماعية في العراق.
وكان القضاء الألماني أول من اعترف في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بأن الجرائم التي ارتكبت في حق الإيزيدين تشكل "إبادة جماعية".
وأشادت منظمات حقوقية بالقرار معتبرة أنه "تاريخي".
بدوره، قال مراد إسماعيل، المؤسس المشارك لمنظمة "يازدا" إن الاعتراف البريطاني "خطوة مهمة"، مشيدا من بغداد بـ"العمل المتواصل لأصدقائنا الإيزيديين في المملكة المتحدة الذين كانوا حريصين على أن هذه الإبادة الجماعية لن يتم التغاضي عنها أو نسيانها".
وأضاف لوكالة فرانس برس "الاعتراف هو جزء جوهري من عملية العدالة والمساعدة في شفاء الضحايا من الجروح العميقة لهذه الإبادة".
أقلية كردية
وحكم قضاة محكمة فرانكفورت على طه الجميلي، المقاتل العراقي السابق في تنظيم الدولة الإسلامية، بالسجن مدى الحياة بتهم الإبادة و(ارتكاب) جرائم ضد الإنسانية أفضت إلى الوفاة وجرائم حرب وتواطؤ في جرائم حرب".
وأدين الجميلي الذي التحق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية العام 2013، بتهمة ترك طفلة إيزيدية في الخامسة من العمر تموت عطشا في صيف عام 2015 في الفلوجة في العراق بعدما اشتراها مع والدتها سبية على ما أفادت جهة الادعاء.
وتحظر الإبادة الجماعية في أوقات السلم كما في أزمنة الحرب بموجب "اتفاقية الإبادة الجماعية" التي أبرمت في العام 1948.
وتحدد الاتفاقية مجموعة من الجرائم على أنها تشكل إبادة جماعية، مشيرة إلى أنها "مرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
يذكر أنه في أغسطس 2014، اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية جبل سنجار في شمال العراق حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.
وقتل مقاتلو التنظيم آلافا من أفراد هذه الأقلية وسبوا نساءها وجنّدوا أطفالها.
وبعد صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014، أعلن العراق عام 2017 الانتصار على الجهاديين الذين فقدوا بعد ذلك معقلهم الأخير في سوريا في 2019.
وحتى اليوم، تُستخرج جثث من مقابر جماعية في سنجار، فيما لا يزال أكثر من 2700 شخص في عداد المفقودين، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.