تقنيات الذكاء الصناعي تتسبب في إضراب بعض ممثلي هوليود
علق الدكتور أحمد سلمان أستاذ مساعد أمن المعلومات بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، الذكاء الصناعي بعد تصريحات منسوبة للنجم العالمي توم كروز قال فيها إنه يخشى الذكاء الصناعي لأنه سوف يجتاح كل المجالات وربما يصل إلى صناعة السينما في يوم من الأيام، وقد يجعله وفنانين وعاملين آخرين بالوسط الفني دون عمل، بحيث يمكن لشركات الإنتاج ان تستخدم الذكاء الاصطناعي كبديل للممثلين.
وقال سلمان خلال مداخلة عبر تطبيق zoom ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين مصطفى كفافي وجومانا ماهر: «هناك إضراب شارك فيه عدد من النجوم والكتاب والممثلين عموما في هوليود بسبب هذا الأمر، وأصل المشكلة هو أن بعض العقود التي يتم توقيعها مع الكومبارسات تنص على إمكانية استخدام أشكالهم الرقمية لمدة 3 سنوات على سبيل المثال، حتى تستخدمها هذه الجهات في أفلام أخرى».
النسخة الرقمية
وأضاف أستاذ مساعد الشبكات والاتصالات وأمن المعلومات بجامعة جيمس ماديسون في ولاية فرجينيا الأمريكية: «جهات الإنتاج ترغب في استخدام تقنيات الذكاء الصناعي حتى لا تدفع للممثلين، وهو ما دفع بعض الممثلين إلى الدخول في إضراب، حيث يريدون الحصول على جزء من الأجر عند استخدام النسخة الرقمية في أعمال أخرى».
وتابع، أن الكُتاب متخوفون أيضا بسبب تقنيات الذكاء الصناعي مثل تشات جي بي تي، والذي قد يستخدم في كتابة النصوص، على أن يتم إجراء بعض المعالجات البسيطة.
كان قد حذر الأمين العام لـ الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من الاستخدام الخبيث لإمكانات الذكاء الصناعي، قائلا إن "خلل أنظمة الذكاء الاصطناعي يعد واحدا من المجالات المثيرة للقلق، فضلا عن أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا العصبية، والروبوتات، تعتبر عوامل أخرى مثيرة للقلق للغاية".
جاء ذلك في أول اجتماع على الإطلاق لـ مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، بشأن التهديدات المحتملة للذكاء الاصطناعي على السلم والأمن الدوليين.
سلاحا لشن هجمات إلكترونية
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام مجلس الأمن أنه إذا أصبح الذكاء الاصطناعي في الأساس سلاحا لشن هجمات إلكترونية، أو توليد التزييف العميق، أو لنشر معلومات مضللة وخطاب يحض على الكراهية، فسيكون له عواقب وخيمة للغاية على السلام والأمن العالميين.
وتابع الأمين العام لـ الأمم المتحدة، "إن الأدوات والمنصات التي تم تصميمها لتعزيز الاتصال البشري تستخدم الآن لتقويض الانتخابات ونشر نظريات المؤامرة والتحريض على الكراهية والعنف".
وأشار جوتيريش إلى الجدل الإشكالي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، وسلط الضوء على الحاجة إلى نهج عالمي بشأنها، مستشهدا بتجارب مماثلة في الماضي توفر طريقا محتملا للمضي قدما، تحت قيادة الأمم المتحدة، منوها إلى أنه لدى المجتمع الدولي تاريخ طويل في الاستجابة للتكنولوجيات الجديدة مع إمكانية إحداث اضطراب في مجتمعاتنا واقتصاداتنا.. قائلا: "لقد اجتمعنا في الأمم المتحدة لوضع قواعد دولية جديدة، وتوقيع معاهدات جديدة، وإنشاء وكالات عالمية جديدة".
ولفت الأمين العام لـ الأمم المتحدة الانتباه إلى أن هناك فجوة في المهارات حول الذكاء الاصطناعي داخل الحكومات والبيروقراطيات الأخرى، والتي يجب معالجتها على المستويين الوطني والعالمي، مرحبا في هذا الإطار بالدعوات من بعض الدول الأعضاء لإنشاء هيئة جديدة تابعة للأمم المتحدة لدعم الجهود الجماعية لإدارة هذه التكنولوجيا غير العادية، مستوحاة من نماذج مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو منظمة الطيران المدني الدولي، أو الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.
وأعلن أمين عام الأمم المتحدة أنه سيعقد اجتماعا رفيع المستوى للذكاء الاصطناعي، يقدم خلاله تقريرا عن خيارات الحوكمة العالمية، بحلول نهاية هذا العام.. كما أنه سيصدر موجزا سياسيا جديدا حول أجندة جديدة للسلام، سيقدم توصيات بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي إلى الدول الأعضاء.
ودعا الأمين العام مجلس الأمن، المسؤول عن السلم والأمن الدوليين، إلى "ممارسة القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي" وإظهار الطريق نحو اتخاذ تدابير مشتركة من أجل الشفافية والمساءلة والرقابة.