«الأمم المتحدة» تحذر من وفاة الكثيرين بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب
قال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن جريفيث، الجمعة، إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود "يحتمل أن يهدد ملايين الأشخاص بتفشي الجوع وبما هو أسوأ من ذلك".
وقال جريفيث - أمام مجلس الأمن حسبما أفادت قناة (الحرة) الامريكية - "ستشعر الأسر في الدول النامية بارتفاع حاد في الأسعار"، مضيفا أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية.
وتابع "سيشعر البعض بالجوع وسيتضور البعض جوعا وقد يموت كثيرون نتيجة هذه القرارات".
ومن جانبها قالت وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، الجمعة، أمام مجلس الأمن إن الهجمات الروسية على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود تنطوي على "مخاطر بعيدة المدى على الأمن الغذائي العالمي ولا سيما في البلدان النامية".
وأضافت "يجب تجنب أي خطر لاتساع الصراع نتيجة لحادث عسكري في البحر الأسود -سواء كان مقصودا أو عارضا- بأي ثمن، لأن هذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة محتملة علينا جميعا".
وكانت روسيا قد أعلنت انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الاثنين، قائلة إن مطالبها المتعلقة بدعم صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة لم تُلب، كما انتقدت عدم وصول كميات كافية من الحبوب الأوكرانية إلى الدول الفقيرة.
بحث قرار غلق الحدود أمام الصادرات الأوكرانية
ناشد رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال، بولندا بإعادة دراسة قرار منع تصدير الحبوب الأوكرانية عبر الحدود البولندية.
وقال شميهال - في تصريحات، وفق ما نقلته وكالة أنباء "إنترفاكس يوكرين" الأوكرانية، اليوم الجمعة - : "أولاً، أحبطت روسيا مبادرة حبوب البحر الأسود، والآن تدمر الموانئ الأوكرانية التي خرجت منها شحنات حبوب لعشرات البلدان في جميع أنحاء العالم. وتريد روسيا أن تسبب الجوع وأزمة غذائية ونحن نبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك".
وأضاف: "لقد نجحنا في تنفيذ عمليتين لغرس البذور في ظروف صعبة للغاية. ويعمل المزارعون الأوكرانيون حتى في الحقول الملغومة. إنهم يحصدون المحصول الثاني. ونبني حاليًا منشآت لوجستية جديدة على الحدود الغربية. لقد ضاعفنا مبيعات البضائع عبر نهر الدانوب ثلاث مرات. نحن نفتح نقاط تفتيش جديدة ونوسع إمكانيات الحواجز الموجودة. وفي هذا الوقت الصعب للغاية، نسمع للأسف تصريحات من حلفائنا البولنديين بأن حدود الاتحاد الأوروبي للحبوب الأوكرانية ستغلق".
وأعرب عن امتنانه لبولندا للمساعدة التي قدمتها منذ الحرب الروسية واسعة النطاق، ودعا إلى حوار خبراء بين البلدين لمناقشة القرار.
وخلص بالقول: "أود أن أناشد إخواننا البولنديين بأن دعمكم خلال الحرب الروسية استثنائي. لن ننسى هذا أبدًا وسنكون ممتنين له دائمًا. أنتم دائمًا أول من يدعمون أوكرانيا. أنتم تفهمون بشكل أفضل من أي شخص آخر أن أوكرانيا هي الآن درع لا يسمح للروس بالدخول إلى أوروبا. لذلك، نحثكم على عدم الاستسلام للشعارات والشعبوية. البولنديون يقدمون المساعدة لأوكرانيا وبالتالي يدفعون بروسيا إلى طريق مسدود. نحن نعرض عليكم التعاون وإجراء حوار للخبراء بدلا من الشعارات والنفع السياسي قصير المدى".
