روسيا: سنبذل ما في وسعنا لحماية إفريقيا من تبعات إنهاء اتفاق الحبوب
قال سيرجي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، إن روسيا ستبذل "كل ما في وسعها" لحماية إفريقيا من تبعات انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وكان الهدف من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، هو الحيلولة دون وقوع أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بعمليات تصدير الحبوب بأمان من موانئ البحر الأسود بعد تعطلها بسبب الحرب، وانسحبت روسيا من الاتفاق يوم الاثنين الماضي.
الكرملين: أوكرانيا تشكل خطرًا على الملاحة في البحر الأسود
من جانبه قال الكرملين، اليوم الجمعة، إن ما يصفه بتصرفات أوكرانيا "غير المتوقعة" تشكل خطراً على الملاحة المدنية في البحر الأسود، واتهم كييف بتنفيذ "هجمات إرهابية" في المنطقة.
ونبهت روسيا هذا الأسبوع إلى أن السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية بعد أن ألغت الضمانات الأمنية لتلك السفن إثر انسحابها من اتفاق الحبوب.
تفاقم مخاطر شحن الحبوب عبر البحر الأسود بعد تهديدات روسيا وأوكرانيا
قالت أوكرانيا إنها قد تعتبر أي سفن متجهة إلى الموانئ الروسية بمثابة أهداف عسكرية، ردًا على تهديد روسيا المماثل، وهو ما يفاقم مخاطر الحرب على أسواق الغذاء العالمية.
بعد أن أوقفت روسيا اتفاقية البحر الأسود التي سمحت لأوكرانيا بتصدير جزء من محاصيلها من الحبوب، هاجمت روسيا منشآت تخزين الحبوب الأوكرانية وحذَّرت من أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية ستُعتبر ناقلات محتملة لإمدادات عسكرية.
أسعار القمح ارتفعت الأربعاء الماضي، وقفزت مرة أخرى عندما قالت وزارة الدفاع في أوكرانيا إن أي سفن متجهة إلى موانئ في روسيا -والمناطق الأوكرانية التي تحتلها قوات الكرملين- ستعتبر بمثابة أهداف مشروعة أيضاً، قبل أن تتخلى الأسعار عن هذه المكاسب وتستقر.
تصاعد المخاطر في البحر الأسود
يزيد تصاعد تهديدات التجارة الحيوية في البحر الأسود من مخاطر اضطراب الأسواق العالمية لكل شيء من النفط والمواد الغذائية الأساسية إلى الأسمدة، وتسبب هجوم روسيا على جارتها في تعطيل الصادرات الأوكرانية بشدة بالفعل، إذ تُعتبر الأخيرة المنتج الرئيسي للحبوب وزيوت البذور.
كانت أوكرانيا قد هاجمت سابقاً السفن الروسية في البحر الأسود، وأغرقت الطراد الرائد "موسكفا" بصاروخ "نبتون" المضاد للسفن بعد وقت قصير من الغزو الروسي، كما أغرقت سفينة إنزال وألحقت أضراراً بأخرى في ميناء "بيرديانسك" في مارس 2022، ووصلت الصواريخ الأوكرانية إلى خط الإمداد الرئيسي لروسيا لشبه جزيرة القرم، جسر مضيق كيرتش.
قالت وزارة الدفاع الأوكرانية: "مصير الطراد (موسكفا) يثبت أن قوات الدفاع الأوكرانية لديها الوسائل اللازمة لصد العدوان الروسي في البحر".
محطة نفط روسية
يضم البحر الأسود أيضاً محطة نفط روسية رئيسية، حيث يتدفق أكثر من نصف مليون برميل يومياً من الخام عبر نوفوروسيسك، وهو أيضاً ميناء رئيسي للأسمدة والحبوب والفحم، ولم تتغير أسعار النفط بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن السوق تتشكك في احتمال حدوث اضطرابات.
لدى روسيا أيضاً العديد من محطات تصدير المنتجات النفطية المكررة بالقرب من تامان، على الجانب الآخر من شبه جزيرة القرم، تظهر بيانات تتبع الناقلات التي رصدتها بلومبرج 28 ناقلة نفط، معظمها ناقلات منتجات أصغر، متواجدة في المنطقة المجاورة.
ولم يتضح على الفور مدى واقعية التهديد الأوكراني، كما لم تحدد وزارة الدفاع الروسية ما الذي ستفعله بأي سفن تحاول دخول الموانئ الأوكرانية.