دعوات أوكرانيا لمواصلة نقل الحبوب تصطدم بعراقيل شركات الشحن
تضغط أوكرانيا من أجل مواصلة تصدير الحبوب من الموانئ الرئيسية بعد انسحاب روسيا من اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، لكن شركات التأمين والشحن غير واثقة في إمكانية حدوث ذلك.
يعني فسخ روسيا للاتفاق الأسبوع الحالي أنها لن تكفل بعد الآن مرورًا آمنًا عبر الممر المائي، وتدعو أوكرانيا الدول الأخرى للمساعدة بتسهيل نقل شحنات التصدير عبر ثلاثة من موانئها في أعالي البحار، والتي كان الاتفاق يشملها.
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن تأمين عملية الشحن بقوة أمنية مرافقة ليس خيارًا مطروحًا، وعلقت شركة وساطة خدمات التأمين "مارش" (Marsh) أمس الثلاثاء، برنامجها لتصدير الحبوب من أوكرانيا، ما يؤكد الصعوبات الماثلة أمامها.
تجارة أوكرانيا مهددة
"لا يوجد أي مالك عاقل سيرسل سفنه إلى هناك بدون تغطية تأمينية، وعدم توفير حماية للممر الآمن يعني موت تجارة أوكرانيا"، حسبما يشير فاسيليس مويس، المدير العام المشارك لشركة "دوريك شيب بروكرز" (Doric Shipbrokers) ومقرها اليونان، والتي كانت قد أرسلت بالسابق سفناً عبر ممر الشحن.
تعتبر موانئ البحر الأسود الأوكرانية شرياناً حيوياً لمبيعات الحبوب للخارج، والتي تشكل الجزء الأكبر من شحنات التصدير تاريخياً، وموسم الحصاد مستمر بالوقت الحالي.
في السابق، كان الاتفاق يساعد على تصريف السلع المكدسة جراء اندلاع الحرب، لكن إغلاق الممر قد يبطئ من وصول المحصول المقبل للأسواق.
كما يأتي انسحاب روسيا من الاتفاق بينما تحرز أوكرانيا تقدمًا في هجومها المضاد بالجزء الجنوبي من البلاد، وأفادت تقارير بوقوع هجمات هائلة باستخدام طائرات بدون طيار أمس الثلاثاء، في أعقاب تدمير الجسر الرئيسي الواصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم. كما حذرت موسكو من أن مخاطر الشحن مستمرة.
أوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن "محاولات تمديد اتفاق الحبوب دون مشاركة روسيا يجب أن تأخذ في اعتبارها المخاطر المتعلقة بوقوع مسار تصدير الحبوب قرب منطقة الأعمال القتالية".
نداء إلى تركيا
سألت أوكرانيا الأمم المتحدة وتركيا - اللتين توسطتا لإبرام الاتفاق منذ سنة تقريباً - عما إذا كانتا ستواصلان مساندتهما لها.
علق ديمتري سكورنياكوف، الرئيس التنفيذي لشركة "هارف إيست هولدينج" (HarvEast Holding): "تتمثل المهمة الأساسية لأوكرانيا حالياً في الحصول على دعم تركيا"، مشيرًا إلى أنه من الممكن استخدام قوات حراسة عسكرية تركية لمرافقة السفن التي تدخل موانئ أوكرانيا وتغادرها.
يعد هذا التحرك محفوفاً بالمخاطر تماماً من جانب تركيا، وعلى الأرجح لن تتدخل البلاد في الأمر، بحسب مسؤول على دراية بالموضوع، حيث لن تخاطر تركيا بسفنها البحرية لمساعدة سفن أوكرانيا، وعوضاً عن ذلك ستركز على استئناف الاتفاق بمشاركة روسيا.
ما يزال بمقدور أوكرانيا شحن محاصيلها براً وعبر النهر، لكن هذه المسارات أكثر تكلفة، ما يقلص دخل المزارعين، كما تسببت شحنات التصدير عبر الاتحاد الأوروبي في توترات مع جيرانها.
رجح رومان سلاستون، رئيس نادي الأعمال الزراعية الأوكراني، ارتفاع تكاليف التصدير عن طريق البحر، ويُعزى ذلك جزئياً لتزايد رسوم التأمين والشحن، لكنه ما يزال متفائلاً إزاء إمكانية القيام بعمليات تصدير للشحنات، لكنه شدد على أن التجهيز للأمر قد يحتاج لبضعة أسابيع.
تحذير روسي
أصدرت روسيا تحذيرات للسفن التي تبحر عبر الممر عندما علقت لفترة وجيزة مشاركتها في الاتفاق خلال أكتوبر الماضي، كما أُوقفت بعض التغطيات التأمينية وعادت سفينة واحدة على الأقل كانت متجهة إلى أوديسا.
ختاماً، لا يعتقد بول ماركيدس، مدير مراقبة الجودة البحرية في شركة "إنتركارغو" (Intercargo)، الجمعية التجارية العالمية لمالكي سفن الشحن الجاف أن "مالكي السفن سيذهبون للموانئ الأوكرانية إلى أن يُعاد فتح الممرات الآمنة مجدداً، لأن فعل ذلك لا يعد عملاً آمناً".