النفط يرتفع بدعم من خفض الإنتاج وآمال بزيادة الطلب
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، في التعاملات الآسيوية المبكرة الأربعاء، إذ عوضت الآمال في زيادة الطلب في الدول النامية وخفض أكبر مصدري النفط في العالم الإمدادات مخاوف من تباطؤ اقتصادي يؤدي إلى ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية.
وتعرضت الأسعار لضغوط من ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بنحو ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من يوليو، وفقا لبيانات معهد البترول الأميركي. وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا زيادة مخزونات الخام بمقدار 500 ألف برميل.
تحرك الأسعار
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا إلى 79.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 0305 بتوقيت غرينتش، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتا إلى 75.01 دولار.
وفي الجلسة السابقة، ارتفع النفط بنحو اثنين بالمئة مدعوما بهبوط الدولار وتوقعات بزيادة الطلب العالمي على الخام.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار حالة شح المعروض، التي تشهدها السوق حاليا، في النصف الثاني من 2023، مستشهدة بالطلب القوي من الصين والدول النامية إلى جانب تخفيضات الإمدادات المعلنة في الآونة الأخيرة، بما في ذلك من قبل كبار المصدرين السعودية وروسيا.
في الوقت نفسه، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الثلاثاء أن يتجاوز الطلبُ العرضَ بمقدار 100 ألف برميل يوميا في 2023 وبواقع 200 ألف في 2024.
وتترقب الأسواق بيانات التضخم الأميركية، الأربعاء، بحثا عن دلائل على توقعات أسعار الفائدة، والتي يمكن أن يؤدي ارتفاعها إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.
أسعار النفط تنخفض في مواجهة ضعف أحجام التداول صيفاً
وفي السياق ذاته انخفضت أسعار النفط بعد أن فاقم ضعف أحجام التداول في فصل الصيف تأثير ضغوط مستويات المقاومة الفنية.
استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 73 دولاراً للبرميل، فوضعت نهاية لارتفاع مدفوع بجانب العرض خلال الأسبوع الماضي.
أسعار النفط.. ارتفعت أسعار الخام لفترة وجيزة فوق مستوى المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم في تعاملات الجمعة، غير أن هذا المستوى الهامّ شكّل نقطة مقاومة منذ ذلك الوقت أمام مزيد من المكاسب.
أسعار النفط.. في نفس الوقت، لاحظ الوسطاء أن تدفق عملية التداول ما زال ضعيفاً، مثلما يحدث عادةً في فصل الصيف، مما جعل حركة الأسعار متقلبة.
باستثناء تركيز مستشاري تداول السلع على الخام، قال سكوت شلتون المتخصص في قطاع الطاقة بشركة "آي سي إيه بي" (ICAP)، إن تداول النفط استمرّ "هادئاً للغاية"، مما أدّى إلى أن تصبح السوق "عاجزة أمام التدفقات التي تشهدها على أساس يومي، وحافظت على ارتفاع مستوى التقلبات رغم غياب الاهتمام".
إضافة إلى المعنويات المتشائمة، كشفت الأرقام الصينية أن اقتصاد الصين على حافة الانكماش، في حين قالت شركة التعدين "ريو تينتو جروب" إنها تتوقع مجموعة من التحديات الاقتصادية على المدى القريب في البلاد. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن خطر الركود في الولايات المتحدة "ليس مستبعَداً تماماً" ، مضيفة إلى السوق عنصراً من الحذر.
ظلّت أسعار النفط تتحرك في نطاق محدود منذ أواخر أبريل لأسباب من بينها ضعف تعافي الاقتصاد في الصين وسياسة التقشف النقدي القوية من جانب البنوك المركزية في مواجهة نقص المعروض على المدى القريب.
قوة تقرير التوظيف الأميركي تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستمرار في نهجه بزيادة أسعار الفائدة هذا الشهر، مما يُبقي على الرياح المعاكسة التي تواجه أسعار النفط.
وكالة الطاقة الدولية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستعلنان بعض المعلومات عن السوق عندما تُصدِران تقاريرهما الشهرية في وقت لاحق هذا الأسبوع.
لا تزال التوقعات متباينة، إذ تكشف السوق عن بعض علامات القوة، ويقلّص المضاربون رهاناتهم الهبوطية على أسعار مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط.
في الأسبوع الماضي ارتفع برنت بنسبة 4.8% بعد تَعهُّد المملكة العربية السعودية وروسيا بخفض المعروض.
"أوبك" تتوقع طلباً أكثر على النفط في النصف الثاني من العام
في الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة شراء 6 ملايين برميل إضافية من النفط الخام لاحتياطي البترول الاستراتيجي، إذ تواصل البلاد إعادة ملء احتياطي إمداداتها. وتأتي عمليات الشراء، المقرر إجراؤها في أكتوبر ونوفمبر، في الوقت الذي وصل فيه الاحتياطي الاستراتيجي إلى أدنى مستوى له منذ 40 عاماً.