في ذكرى ميلاد محمود مرسى.. كرمه عبد الناصر لشجاعته وأهم أدواره الفنية
اشتهر الفنان الراحل محمود مرسى واسمه بالكامل محمود محمد حسين مرسى، والمولود في مثل هذا اليوم 7 يونيو عام 1923 بمحافظة الإسكندرية، بكونه خجول جداً، مثقف وقارئ جيد وله أصدقاء قليلون، بالإضافة لهوره الصحفي والإعلامي بشكل قليل.
وتميز محمود مرسى بموهبته الفنية الكبيرة والتي جعلته أحد أساطير التمثيل، لهدوئه المعروف وعدم حبه الصخب والسهر والحرص على الابتعاد عن حفلات الوسط الفني وحبه الشديد للقراءة، وهو ما انعكس على اختياراته لأعماله السينمائية والتليفزيونية.
موضوعات متعلقة
ذكرى ميلاد الفنان محمود مرسى الـ 100
ويصادف اليوم الأربعاء 7 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل محمود مرسى المئة، حيث ولد في مثل هذا اليوم 7 يونيو عام 1923 بمحافظة الإسكندرية، وكان والده هو مرسي بك محمود نقيب المحامين بالإسكندرية.
ودرس محمود مرسى في مدارس الإسكندرية حتى التحق بـ «مدرسة الثانوية الداخلية وهي المدرسة الإيطالية»، وبعد أن أنهى دراسته بها التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية - قسم الفلسفة.
أبرز أدوار جسدها محمود مرسى فنياً
استطاع الفنان محمود مرسى، تجسيد العديد من الشخصيات المتناقضة والتي تحمل في طياتها الخير والشر، فأبدع بفضل قدراته الهائلة، في تجسيد شخصيات تحمل معاني الشر مثل «عتريس في فيلم شيء من الخوف بطولة شادية، وشخصية العمدة صقر الحلواني في مسلسل عصفور النار بطولة فردوس عبد الحميد وأمينة رزق».
وبرع محمود مرسى، في تقديم أدوار الخير والمبادي من خلال تجسيد شخصية «أبو العلا البشري في مسلسل أبو العلا البشري ، بطولة كريمة مختار ومحمد وفيق وتجسيد شخصية الأستاذ أنيس في مسلسل سفر الأحلام بطولة صلاح السعدني وآثار الحكيم، شخصية الأستاذ كامل سليم في مسلسل العائلة بطولة عبد المنعم مدبولي وليلي علوي والفنانة القديرة خيرية أحمد».
ووثق الفنان محمود مرسى، تجاربه الفنية من خلال شخصيات، لاتزال عالقة بالأذهان لدي جمهوره من بينها
- شخصية عتريس بفيلم «شيء من الخوف» بطولة الفنانة شادية.
- شخصية أبو العلا البشرى، خلال المسلسل الشهير «رحلة أبو العلا البشرى» والتي قدم من خلالها نموذجًا مثاليًا لشخصية دون كيشوت، والتي تشبه الشخصية الروائية الشهيرة، والتي أبدع من خلالها الأديب الأسبانى ثيرفانتس، وتحكى عن رجل قرأ كتب الفروسية واكتشف أن العالم الآن يحتاج إلى فارس لينقذه مما هو فيه، لكن الواقع يصدمه لدرجة أنه يحارب طواحين الهواء ويواجه المشاكل والأزمات في زمن انتشر فيه الفساد.
- شخصية «بدران» خلال فيلم أمير الدهاء، بطولة الفنان أنور وجدي.
- دور ضابط السجن «فتحى عبدالهادى» خلال فيلم ليل وقضبان.
- شخصية الدكتور فؤاد، في الباب المفتوح.
- شخصية الأب المعلم خلال مسلسل العائلة.
- شخصية النصاب خلال مسلسل الثعلب فات.
وتميز محمود مرسى ، بقدراته التمثيلية الهائلة ونظرات عينيه وتعبيرات وجهه ونبره صوته القوية وغيرها من الجزئيات الصغيرة والتي اكتملت في النهاية بتكوين شخصيته وهو ما انعكس على تجسيده الأدوار المميزة في السينما والدراما بالإضافة لتحليه بالموهبة الكبيرة.
حياته العملية داخل مصر وخارجها
- عمل محمود مرسى بعد التخرج مدرساً وسافر إلي فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي في «معهد إيديك الدراسات العليا السينمائية» بباريس.
- نفذ ماله بعد أن أمضى في فرنسا 5 سنوات فسافر إلى لندن وعمل هناك في إذاعة «بي بي سي البريطانية»، وبعد تعيينه بعدة أشهر وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فقرر العودة إلى مصر وتقديم استقالته على الهواء لنزعته الوطنية، قائلاً، «هذه هى آخر حلقة أقدمها فى هذه الإذاعة، حيث إنه لا يمكننى أن أعمل أو أقيم فى دولة تشن في الوقت الحالى عدوانًا على بلادي، وتلقي بقنابلها على أهلي فى مصر، ولتلك الأسباب أقدم استقالتي على الهواء، وسوف أعود إلى بلادي أقاتل بجانب أهلي، أعيش معهم أو أموت معهم» دون مراعاة لأحلامه ومستقبله وطموحاته.
- أراد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، مكافأة محمود مرسى على موقفه الوطني وقراره الشجاع، فعينه مخرجاً ومذيعاً في البرنامج الثقافي بـ الإذاعة المصرية.
- عمل محمود مرسى في البرنامج الثاني بـ الإذاعة المصرية، ثم عمل مخرجاً بالتلفزيون المصري.
- عين محمود مرسى مدرساً في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة.
- رفض الحصول على جائزة الدولة التقديرية، بصفته ممثلاً، قائلاً إن الممثل لا قيمة له دون المؤلف والمخرج، وحصل عليها عام 2000 بعد تكريمه عن مجمل أعماله.
- شارك في تقديم 6 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلماً في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996، ومن بينهم «السمان والخريف - شيء من الخوف، زوجتي والكلب، أغنية على الممر، ليل وقضبان وأبناء الصمت».
محمود مرسى فنان صاحب مدرسة مسرحية
اشتهر الفنان محمود مرسى ، بإنشاء مدرسة جديدة في الإخراج المسرحي حيث أحدث حالة من التطور المسرحي العالمي متأثراً بمدارس أخرى، وتسببت المدرسة في صنع حالة من الانسجام مع المدارس الأخرى من الإخراج المسرحي للتعبير عن قضايا اجتماعية اتخذت عدة أشكال منها «الابتكار الجوهري في الشكل والمضمون».
وكان الفنان محمود مرسى ملماً بجذور المسرح الشرقية من أجل تحقيق المتعة الفنية.
وكان له طريقته الخاصة في كيفية «الأداء المسرحي» للوصول إلى المستوى الدرامي والحكي المسرحي، وانعكست موضوعاته على المجتمع المصري، من خلال مناقشة تلك الانعكاسات مع طلابه في معهد الفنون المسرحية.
وكان يؤمن الفنان محمود مرسى بكونه ليس فناناً بل مخرج مسرحي، وظهر بوضوح في رفضه عدة أدوار كبيرة مع المخرج يوسف شاهين لإيمانه بكونه مخرج، وبخاصة الإخراج المسرحي لكونه أهم من التمثيل.
ويعود أسباب تأخره في العمل كـ ممثل وقلة أعماله السينمائية، لحرصه على الجودة بالإضافة لقضائه وقتاً طويلاً في الدراسة في فرنسا وبريطانيا ومن قبل دراسة الفلسفة وانشغاله بالعمل في التعليم للفن المسرحي والإخراج التليفزيوني وترتب عليه عدم استغلاله موهبته كممثل بكامل طاقتها.