زكي طليمات رائد المسرح.. تزوج من روزاليوسف و«بهيجة بنت سلطح بابا»
اشتهر زكي طليمات بكونه مؤسس المسرح في مصر، والإسهام في تأسيس العديد من المسارح على مستوي الوطن العربي، ومؤسس المعهد العالي للفنون المسرحية وأول مؤسس وعميد لمعهد التمثيل، فتتلمذ على يديه كبار نجوم الفن.
وتحل اليوم الإثنين، ذكرى ميلاد الفنان الرائع زكي عبد الله طليمات، والمولود في مثل هذا اليوم 29 مايو عام 1894 بحي عابدين في القاهرة لأب ذو أصول سورية وأم مصرية من أصول شركسية، ورحل زكي طليمات عن عالمنا في 22 ديسمبر عام 1982.
شجاعة زكي طليمات أمام الرئيس السادات
عرف الجمهور الفنان زكي طليمات ، والذي اشتهر بشجاعته حتي أنه وقف أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات واستطاع أن يقول له «أنت أكبر ممثل» في مناسبة منحه الدكتوراه الفخرية بحضور الفنان يوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب، وتحديداً قبل وفاته بـ 7سنوات في استراحة مسرح سيد درويش.
فكان الرئيس السادات رحمه الله، زميلاً دراسياً للفنان زكي طليمات، تأثر كثيراً بأسلوبه الخطابي في الأداء، وطريقة إلقاء الخطب الرئاسية.
وروى الناقد الفني أحمد سخسوخ، في مقاله بجريدة «الأهرام»، تفاصيل المشهد والذي جمع بين زكي طليمات والرئيس الراحل السادات، حيث قال زكي طليمات، للرئيس السادات عقب تكريمه والحصول على جائزة أحسن ممثل، «الذي يستحق التكريم سيادتك، لأنك ممثل أحسن مننا كلنا».
زكي طليمات وترجمة المسرحيات العالمية
أبدع زكي طليمات في ترجمة المسرحيات العالمية ومنها المسرحية الشهيرة «الجلف لــ لتيكوف، الوطن لــ ساورد والمعركة لـ قروندى».
وتميز زكي طليمات، بقدرته على الإبداع في الكتابة، وبخاصة المقالات في الجرائد والمجلات العربية ومنها «العربي الكويتية، الهلال، المقتطف، الفكر العربي والرسالة».
واشتهر زكي طليمات، بكونه السبب في تحرير المرأة الكويتية بحسب ما أعلنته مجلة العربي الكويتية، بعد نجاحه في تأسيس أول فرقة مسرحية في مصر ومنها إلى الكويت، التي تعتبر الأكثر حظاً ونصياً من فنه، حيث استقر وأسس «مسرح وسط صحراء الكويت».
أهم أدوراه الفنية
اشتهر الفنان زكي طليمات ، بأدواره العديدة، من بينها:
- دور «الدوق أرثر» فى فيلم صلاح الدين الأيوبي من خلال جملته الشهيرة التي وجهها للفنانة ليلى فوزي، «فى ليلة أقل جمالاً من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتي يا فريجينيا».
- تجسيده مشهد النهاية في فيلم صلاح الدين الأيوبي، عندما تم القبض على «الدوق آرثر» وصراخه من داخل القفص، قائلاً «أنا ملك على أورشليم».
- شخصية الأب الثري الأرستقراطي والد زبيدة ثروت، فى فيلم «يوم من عمري ، بطولة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ».
عين زكي طليمات مديراً عاماً للمسرح المصري الحديث لكونه مؤسس وعميد معهد التمثيل، وعمل مديراً للمسرح القومي منذ عام 1942 وحتى 1952.
وحصل زكى طليمات على الدكتوراه الفخرية فى الفن، بعد رحلة طويلة فى البحث، ومراقبة المسرح المدرسي فى فترة امتدت من 1937 وحتى 1952.
زكي طليمات يقف في بطش الاحتلال الإنجليزي
واجه زكي طليمات، بطش الاحتلال الإنجليزي والملك فؤاد، عام 1930، بعد قرارها بإغلاق «معهد الفنون المسرحية»، خوفًا من «التنوير»، فاضطر زكي طليمات إلي اللجوء إلي تأسيس «جمعية الحمير لدعم الحركة المسرحية» بمشاركة الأدباء والفنانين، أمثال «طه حسين، توفيق الحكيم، عباس العقاد والسيد بدير» حتى نجح بدوره في إعادة المسرح للعمل اعتمادًا على «صبر الحمير»، وتوجهت الجمعية لدعم الفقراء وجمع التبرعات.
وارتبط زكي طليمات بالمسرح المصري، كونه أحد رواده ومن أشرس المدافعين عنه، ليصبح أحد أساتذة الفن المصري ورواده، مخرجاً، مؤلفاً، ممثلاً ومعلماً لعدد من عمالقة الفن ونجومه.
«تقشير البطاطس" أوقع زكي طليمات في الحب»
وبدأت قصة حب زكي طليمات، مع الكاتبة الصحفية «روزاليوسف» ، حيث ذهب إليها في بيتها بصحبة أحد كتاب المسرح، وكانت آنذاك ممثلة، لتفتح لهم الباب وفي يدها سكين وحبة بطاطس، وتبادره بالسؤال «تعرف تقشّر بطاطس؟»، ليبدي تعجبه بالمشهد، قائلاً وما علاقة البطاطس بالتمثيل، فتجيبه روزاليوسف قائلة، «لما تعرف العلاقة بينهم ستصبح ممثلاً صحيحًا»، لتقع كلماتها في نفسه، فيتأثر بها ويقع في حبها وهو ما ظهر بوضوح في كتاب «روز اليوسف.. سيرة وصحفية»، واستمر زواجهم لأكثر من 20 عاماً وأنجبا ابنتهما آمال طليمات.
وبعد طلاقهما تزوج الفنان زكي طليمات، من الفنانة إحسان شريف والتي اشتهرت بدور «بهيجة بنت سلطح بابا» فى فيلم إشاعة حب، وحماة سميرة أحمد، الصامتة دائماً فى فيلم «أم العروسة».
زكي طليمات وعلاقته بـ الفنانة سناء جميل
كان للقدر كلمته في الجمع بين الفنان زكي طليمات والفنانة الراحلة سناء جميل ، فكان بمثابة السند لها بعد أن طردتها أسرتها، فوضعها على طريق الفن واختار لها اسمها الفني، وظلت طوال حياتها تدين له بالفضل.
ومن عجائب القدر أن وافق ذكرى وفاة سناء جميل في 22 ديسمبر عام 2002 وهو نفس اليوم الذي وافق وفاة زكي طليمات 22 ديسمبر من عام 1982.
وحكت الفنانة سناء جميل في لقاء سابق قبل وفاتها، أنها لجأت للمخرج زكي طليمات فساعدها بدوره علي الإقامة في بيت طالبات، وضمها لـ فرقة المسرح الحديث ، مطلقاً عليها اسمها الفني سناء جميل وعملت سناء جميل والتي عانت بعد طرد أسرتها لها، بالتفصيل من عائد عملها على الرغم من تخرجها من المدارس الفرنسية، كي تستطيع الإنفاق على نفسها.
