قصة أول لقاء بين الموسيقار محمد عبد الوهاب والعندليب عبد الحليم حافظ
تحل اليوم ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي ترك للفن المصري كنوزا خالدة من ألحانه التي تغنى بها كبار المطربين في مصر والوطن العربي.
ولد محمد عبد الوهاب في مثل هذا اليوم من شهر مارس عام 1901 بمدينة القاهرة لوالده الشيخ محمد أبو عيسى مؤذن وقارئ في مسجد سيدي الشعراني بباب الشعرية، والتحق بكتاب المسجد، وحفظ أجزاء من القرآن الكريم لأن والده كان يريده أن يلتحق بالأزهر الشريف ويصبح قارئ ومؤذن مثله، ولكنه تطلع نحو الطرب والغناء.
التحق محمد عبد الوهاب بفرقة فوزي الجزايرلي وأصبح يغني بين فصول المسرحيات بعد أن ترك دراسته وأسرته، حاولت أسرته استعادته لكنه هرب مع فرقة السيرك إلى دمنهور.
التحق محمد عبد الوهاب بنادي الموسيقى الشرقي وهو معهد الموسيقى العربية الآن وتعلم العزف على العود، عمل كمدرس أناشيد في مدرسة الخازندار وعدة فرق غنائية إلى أن حصل على شهرة كبيرة وأصبح موسيقار الأجيال.
تزوج محمد عبد الوهاب خلال حياته ثلاث مرات ورزق بخمسة أبناء، وتوفي بسبب جلطة في المخ في 4 مايو عام 1991 وتم تشييع الجنازة بشكل عسكري بناءً على أمر من الرئيس الراحل حسني مبارك.
محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ
تعاون محمد عبد الوهاب مع العندليب عبد الحليم حافظ وهو من منحه اسم حافظ بدلاً من اسم شبانة، ووصف عبد الوهاب صوت عبد الحليم أنه شجي وسوف يكون له مستقبل كبير قائلا: "عنده ثقة كبيرة في نفسه وكنت أتوقع أن يتهيب الغناء أمامي ولكنه احتضن عوده، وغنى وهو هادئ الأعصاب، وحتى عندما غنى إحدى أغنياتي غناها بطريقته الخاصة وليس بطريقتي، ولاحظت أنه على قدر كبير من الذكاء والثقافة".
وقع العندليب على عقد فيلم من إنتاج محمد عبد الوهاب مقابل 500 جنيه وحقق العندليب شهرة كبيرة، كما لحن له عبد الوهاب العديد من الأغاني منها أغنية "فاتت جنبنا"، "نبتدي منين الحكاية"، "يا خلي القلب" وغيرها الكثير.
محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش
رغم وجود العلاقات الطيبة بين فناني الزمن الجميل إلا أنه كانت هناك أيضا غيرة ومنافسة بينهم، ما حدث مع محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وصرح فريد الأطرش لمجلة الكواكب يرد على عبد الوهاب أنه ليس مغرور قائلا: "لا أتباهى بعضلاتي أو أتحدى فتوات الحتة"، وكان ذلك الحديث بسبب سؤال تم توجيهه إلى فريد الأطرش عن إمكانية أن يغني فريد لحن من ألحان عبد الوهاب وأن يغني عبد الوهاب لحن من ألحان فريد.
فقال فريد: "أنا على استعداد أن أنزل في مباراة شريفة أمام عبد الوهاب ولدي يقين تام أنني لن أضعف أمام صوته، وبإمكاني أن أقدم له لحن يتفق مع إمكانيات صوته وينقله إلى لون جديد ولا يقل روعة أو عظمة عما يقدمه".
وتم نشر الرد من فريد تحت عنوان "أريد مباراة شريفة مع عبد الوهاب"، ما دفع محمد عبد الوهاب ليرد قائلاً: "كلمات فريد الأطرش عن التحدي لا تقال إلا في مجال المصارعة".
أما تعليق عبد الوهاب على طلب فريد كان: "لا أصدق أن الأستاذ فريد قال مثل هذا الكلام، وخاصةً أنه لا يليق بحديث في مجال الموسيقى، فإن التحدي والمباراة العادلة الشريفة لا تذكر إلا في مجال ماتشات الكرة والمصارعة والبوكس وشيل الحديد"، أما عن تبادل الألحان فقال أنه لم يغن من ألحان أحد غيره منذ ثلاثين عاماً، ورد قائلاً: "أعدك أن أجرب بيني وبين نفسي وأخبرك"، وعندما قرأ فريد ذلك رد قائلاً: "لست أنا بالإنسان المغرور، كما أنني لست مصارعاً يتباهى بعضلاته ويتحدى فتوات الحتة بل أنا فنان يعتز بفنه ويقدر فن غيره من الزملاء".
وتابع: "عرضت أن نقوم بهذه التجربة لخدمة الهدف الفني وحده، ولم تكن فكرة من عندي وقد اقترحها بعض الأصدقاء كما اقترحتها شركة كايرو فون في وجودي ووجود عبد الوهاب"، وفي نهاية الرد أكد الفنان فريد الأطرش أنه يكن كل تقدير واحترام للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.