في ذكرى وفاة عبدالله فرغلي.. رحلة «الأستاذ ملواني» من التدريس إلى التمثيل

بالرغم من عدم حصول الفنان الراحل عبدالله فرغلي على دور البطولة المطلقة في حياته الفنية لكنه تمكن من لفت الأنظار إليه، وترك بصمة كبيرة في مشواره الفني وبخاصة في عالم المسرح تحديداً، مؤكداً قدرته على تمثيل جميع الأدوار والشخصيات، وعدم وضع نفسه في قالب محدد.

ويصادف اليوم الخميس 18 مايو، ذكرى وفاة الفنان عبدالله فرغلي الـ 13 واسمه بالكامل عبدالله على عبدالله فرغلي، وشهرته الفنية، عبدالله فرغلي.

وولد عبدالله فرغلي في 3 مارس عام 1928 في حي بولاق أبو العلا بمحافظة القاهرة، ولم يتوقف عن التطلع للجهة الأخرى من نهر النيل، حيث حي الزمالك الراقي وتحدث اللغة الفرنسية، فتعلم

عبد الله فرغلي.. مدرس فرنساوي نهارًا وممثل مسرحي ليلًا

في ذكرى ميلاد عبد الله فرغلي.. قصة الرعب التي عاشها بسبب صلاح السعدني

 الفرنسية، لغة باريس، وتكلم بها مع سكان الحارة، والذين أطلقوا عليه «الخواجة عبدالله».

واشتهر بأدواره الكوميدية ومشاركته في العديد من المسلسلات والمسرحيات واستطاع جذب الأنظار بسبب موهبته الفريدة.

ويستعرض موقع «مستقبل وطن نيوز»، في السطور التالية من التقرير الآتي، أبرز المحطات الفنية في حياة الفنان الراحل عبدالله فرغلي ومن بينها

أبرز المحطات الفنية في حياة الفنان الراحل عبدالله فرغلي

حياته الشخصية

• ولد عبدالله فرغلي، في 3 شهر مارس 1928، حصل على ليسانس آداب وتربية - قسم اللغة الفرنسية، وعمل مدرساً في الإسكندرية في بدايته، ثم التحق بالمجال الفني.
• بدأ العمل مع فرقة «الفنانين المتحدين» وقدم العديد من المسرحيات من بينها، «حواء الساعة 12، مع خالص شكري، سكر زيادة، الزيارة انتهت، الصول والحرامي، حارة الضحك ولعبه الزواج».
• عمل مدرس للغة الفرنسية، وكان يذهب إلى الإسكندرية ليؤدى دوره بشخصية جعيدي / أربكان  في مسرحية «سيدتى الجميلة، بطولة فؤاد المهندس وشويكار بشخصية صدفة حسب الله بعضشي، النشالة» ثم يعود في قطار الصحافة ليؤدي عمل التدريس، وعقب مشاركته في المسرحية قرر التفرغ للفن وترك التدريس بشكل نهائي.
• شارك عبدالله فرغلي في أدوار سينمائية قليلة، بعكس مشاركته المسرحية، لحبه الشديد في الوقوف على خشبة المسرح ورؤية الجمهور بنفسه.

• بعد انسحاب حسن مصطفى، قدم عبدالله فرغلي شخصية الأستاذ «علام الملواني» في مسرحية مدرسة المشاغبين، مدرس ضعيف الشخصية يستغله الطلبة في الضحكات وهو ما تسبب في شهرته بهذا الدور، كونه أشهر مدرس في الوطن العربي.
• كتب عبدالله فرغلى نصوصًا مسرحية من بينها، «البيجامة الحمراء، سكر زيادة، غراميات عفيفي، آه من حواء، أولاد على بمبة، عفريت الستات وولعة».
• تزوج عبدالله فرغلي وأنجب اثنين من الأبناء، هما «خالد وبتول»، وأصيب بمرض في الجهاز التنفسي واستمر يعاني منه كثيراً حتي وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 2010.

إفيهات عبدالله فرغلي

تميز عبدالله فرغلي بإفيهاته المتعددة، ولاتزال عالقة في الأذهان، ويتذكرها حتي الآن، من بينها جملته الشهيرة في مسرحية «هالو شلبي، ودي كانت نهاية الفرقة المسرحية» وهو يقدم دور مفلس، وتميزت إفيهاته الكوميدية في المسرحيات مع الراحل فؤاد المهندس.

علاقة عبدالله فرغلي ورئيس النادي الاهلي

ارتبط عبدالله فرغلي ، بعلاقة وطيدة مع المايسترو صالح سليم، رئيس النادى الأهلى الراحل، وأبرز الأساطير الكروية والإدارية فى مصر، وكثيرًا ما كان يناديه صالح سليم بـ «أستاذ الفرنساوي».

وحرص المايستروعلى حضور حفل زفاف ابنة الفنان عبدالله فرغلي من بداية الحفل حتى آخره.

واشتهر الفنان الراحل بـ «طيبة القلب، السؤال عن المريض وحب الزملاء قائلاً، عشان يبقوا يسألوا عني لما أمرض ويمشوا في جنازتي لما أموت».

عبدالله فرغلي مدرسة متطورة في الفن

تمرد عبدالله فرغلي على تصنيفه الفني، ووضعه في خانة الفنان الكوميدي يتناقض بشكل كبير مع أدواره التراجيدية التي جسدها باحترافية، وهو ما يعتبر أحد جبابرة التمثيل المعدودين في مصر.

ويتم التعامل معه كونه عالم من علماء الفن، وناظر مدرسة متطورة في الأداء، مهمته منع الممثل الذي يجسد شخصية «التحدث بالفصحى» من الإفراط في الاهتمام بـ اللغة على حساب المعنى المراد توصيله للجمهور.

وقال عنه الفنان الراحل أحمد حلاوة، إن عبدالله فرغلي له طريقة عجيبة في حفظ الجمل الحوارية، عندما يكون المطلوب منه في المشهد أن يقول لشخصية غبية مثلا «صباح الخير»، فإنه قبل البروفه ينطقها: صباح الخير يا غبي.. ويظل يكررها حتى يصل إلى الانفعال المطلوب، وأمام الكاميرا يقول: صباح الخير فقط ويسحب كلمة غبي، ولكن المشاهد يشعر أنه نطقها بالفعل، وهي تعني «نظرية السرنجة» وكان يقوم الدكتور أحمد حلاوة بتدريسها لطلابه!

جنازة الفنان الراحل عبدالله فرغلي

توفي عبدالله فرغلي في مثل هذا اليوم 18 مايو عام 2010، عقب انتهائه من تصوير مسلسل «شيخ العرب همام» بطولة الفنان القدير يحيي الفخراني، بعد شعوره بضيق في التنفس لتنقله أسرته إلى مستشفى الصفا في المهندسين، ويودع جمهوره بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر ناهز الـ 82 عاماً.

وخرجت جنازته من مسجد «مصطفي محمود» بالمهندسين بحضور زوجته وأبنائه «خالد وبتول» وسط مشاركة ضعيفة من النجوم، اقتصرت على الفنان الدكتور أشرف زكي، نهال عنبر ووالدة الفنان أحمد السقا.

وتغيبت أسرة مسلسل شيخ العرب همام، آخر أعمال الفنان الراحل عبدالله فرغلي عن الجنازة بحسب ما أكده «محسن صالح» مخرج العمل لارتباطهم بتصوير المشاهد في وقت جنازته، ووعد بالتواجد في سرادق العزاء، وأقيم عزاء الفنان الراحل، في مسجد «عبد الرحمن الكواكبي» خلف مستشفي العجوزة.

وأكد الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، أسباب وفاة الفنان عبدالله فرغلي بعد رحلة طويلة مع المرض وخضوعه للعلاج في غرف الرعاية المركزة، موضحاً معاناته من مشاكل في الجهاز التنفسي، فشل كلوي ثم دخوله العناية المركزة.

وتلقت عائلة الفنان الراحل واجب العزاء في وفاته، وتم تأخير العزاء لمدة يومين، حتى تتمكن أسرته من نشر نعي في أحد الجرائد المصرية، وهذا كان ما يريده أولاده وقاموا بمنع كاميرات التصوير داخل العزاء.