الآلاف يفرون من الخرطوم مع ارتفاع أعداد الضحايا بسبب المواجهات العسكرية
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الصراع المسلح الذي اندلع منذ حوالي 10 أيام في السودان بين قوات الجيش السوداني النظامية وقوات الدعم السريع وما تبعه من معاناة إنسانية كبيرة.
وأضاف المقال، أن الآلاف فروا من العاصمة الخرطوم بعد اندلاع الصراع هناك وتزايد أعداد الضحايا من المدنيين، مشيرًا إلى أنه مما فاقم من صعوبة الحياة في العاصمة السودانية نقص السلع الأساسية وارتفاع أسعارها وهو ما ضاعف من معاناة سكان العاصمة.
وأوضح المقال أن الفارين من الصراع المسلح هناك توجهوا شمالا إلى مصر في حافلات مكتظة بالركاب بينما توجه آخرون شمال شرق البلاد إلى مدينة بور سودان.
ويوضح المقال أن سكان العاصمة من الشعب السوداني تنتابهم في الوقت الحالي الكثير من المخاوف أن تزداد حدة الصراع المسلح بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في أعقاب انتهاء عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من العاصمة السودانية ولاسيما بعد أن فشلت الكثير من الجهود للتوصل إلى اتفاق جاد بوقف إطلاق النار بين الطرفين.
ويتطرق المقال إلى الموقف الدولي من الأحداث الحالية في السودان والصراع الدائر هناك على السلطة حيث يسلط الضوء على كلمة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي والتي يحذر فيها من أن العنف الحالي في السودان قد يكون له تداعيات كارثية تتخطى حدود السودان لتشمل المنطقة كلها، مناشدا جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالعمل على وضع نهاية لذلك العنف.
ويضيف أمين عام الأمم المتحدة، كما يشير المقال، أنه يجب على الجميع أن يبذلوا قصارى جهدهم لانتشال السودان من الهوة السحيقة التي سوف ينزلق إليها، مؤكدا على وقوف الأمم المتحدة بجانب السودان في تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها.
وأضاف المقال أن قوافل إجلاء الرعايا الأجانب بما فيهم الدبلوماسيين والطلبة والمدرسين والعمال تقوم بأعمالها على مدار اليوم لإجلاء هؤلاء الرعايا عن العاصمة والتوجه بهم إلى مناطق أكثر أمناً بينما تم تسيير رحلات جوية تقوم بها طائرات حربية من دول شرق أوسطية وأوروبية وأفريقية وأسيوية لنقل هؤلاء الرعايا خارج البلاد.
ويلفت المقال إلى أراء بعض المحللين العسكريين لما يحدث في السودان في الوقت الحالي حيث يشير إلى تصريحات كاميرون هادسون الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن والتي يعرب فيها عن اعتقاده أنه ليس من المحتمل في الوقت الحالي السيطرة على الأوضاع في السودان.
ويتطرق المقال إلى الوضع الراهن داخل العاصمة حيث يقول أن بعض السكان ظلوا حبيسي منازلهم لمدة تسعة أيام بينما تعاني الأسواق من شح السلع الأساسية ولاسيما المنتجات الغذائية والوقود مع ارتفاع أسعار المتوافر منها بالإضافة إلى انقطاع خدمات الكهرباء والإنترنت.
ويشير المقال في الختام إلى أن الصراع الحالي في السودان يأتي في وقت تواجه فيه البلاد بالفعل أزمات أخرى حيث يعاني ما يقرب من ثلث السكان أو ما يقرب من 16 مليون نسمة من الفقر وفي أشد الحاجة لمعونات إنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.