اشتعال المنافسة في أوروبا على أنواع النفط الشبيهة لخام روسيا
تواجه مصافي النفط في أوروبا، التي تعمل بالفعل دون شحنات النفط الخام الروسية منذ فترة طويلة، فقدان إمدادات مماثلة من شمال العراق وخفض مفاجئ للإنتاج من جانب العديد من أكبر الدول المنتجة في العالم.
انخفضت التدفقات من روسيا - أكبر مورد للاتحاد الأوروبي سابقا- بأكثر من مليون برميل يوميا منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، وسط استمرار تشديد العقوبات.
بدأ تأثير تلك التخفيضات يزداد قسوة حاليا بسبب توقف شحنات العراق التي تصل إلى أوروبا عبر ميناء تركي على البحر المتوسط.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن تحالف "أوبك +" بما في ذلك روسيا، عن فرض قيود على الإمداد اعتبارا من مايو لخفض الإنتاج بنحو 1.6 مليون برميل يوميا بحلول يوليو.
تتميز درجات النفط الروسي والعراقي بنفس الكثافة ونوعية الكبريت، وتعمل المصافي في آسيا - لا سيما الصين - على زيادة الطلب على هذا النفط الذي يسمى بالنفط متوسط الكبريت الذي يشكل الخام الأساسي في نشاطها.
قال المحللان أمريتا سين وكريستوفر هينز لدى "إنيرجي أسبكتس" (Energy Aspects Ltd) في مذكرة بحثية تتناول تطورات أسواق النفط العالمية، ومن بينها الخام متوسط الكبريت: "نترقب منافسة صعبة بين أوروبا وآسيا، وقد تتفوق آسيا على أوروبا في الحصول على براميل النفط، مما قد يؤدي إلى خفض التشغيل أوروبيا لتحقيق التوازن في سوق النفط الخام".
استورد الاتحاد الأوروبي 95 ألف برميل يوميا من خام الأورال الروسي في مارس، مقابل نحو 1.2 مليون برميل يوميا في فبراير 2022، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ". جرى شحن جميع الشحنات إلى بلغاريا التي تتمتع باستثناءات من عقوبات الاتحاد الأوروبي بشأن واردات النفط الخام المنقولة بحرا من روسيا.
عوضت أوروبا ما لا يقل عن ربع الإمدادات الروسية عن طريق استيراد نفط خام من الشرق الأوسط منذ ربيع عام 2022 ، حسب "إنرجي اسبكتس".
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري في وقت سابق من أبريل إن التدفقات من حوض الأطلسي، من النرويج وأنغولا إلى الولايات المتحدة، زادت أيضا في الربع الأول من 2023.
توجد حاليا عقبة أخرى في الشرق الأوسط، فمنذ الشهر الماضي، توقف تدفق حوالي 450 ألف برميل يوميا من إمدادات النفط الخام من المنطقة الكردية في العراق وسط نزاع بشأن إيرادات النفط.
في مارس، شحن ما لا يقل عن 169 ألف برميل يوميا من نفط شمال العراق - عبر ميناء جيهان التركي - إلى دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيانات تتبع الناقلات.
تضاف القيود إلى التشديد الذي يواجه أنواع الخام متوسطة الكبريت، حيث تستخدم البلدان المنتجة في الشرق الأوسط أيضا كمية كبيرة من نفطها في تعزيز نشاط المعالجة في مصافي التكرير المحلية الجديدة.
وعبر منطقة البحر الأبيض المتوسط، ارتفعت أسعار درجات مثل خام البصرة المتوسط في العراق، والتي عادة ما تكون مخفضة كثيرا مقارنة بالخامات الأخرى، بسبب مستويات الكبريت فيها، إلى مستوى يعتبره العديد من المتعاملين باهظ التكلفة.
أطلقت شركة التكرير اليونانية "هيلينيك بتروليوم" (Hellenic Petroleum SA) مناقصة نادرة - الأولى منذ عامين - لشراء إمدادات فورية من خام البصرة المتوسط.
قال بعض التجار إن هذه الخطوة تشير إلى قلة المعروض من هذه السلعة في السوق الفورية وسط انقطاع تدفق خام المنطقة الكردية.