السجن عام لأمريكي سرق بتكوين بقيمة 3.3 مليار دولار
أصدرت محكمة فيدرالية في نيويورك حكماً بسجن رجل من ولاية جورجيا عاماً ويوماً بعد إدانته بسرقة 50 ألف عملة بتكوين من موقع الإنترنت المظلم "سيلك رود" المخصص لتجارة المخدرات، قبل أن تبلغ قيمة سرقته في وقت سابق 3.35 مليار دولار.
جاء الحكم الذي صدر الجمعة على جيمس تشونج (32 عاماً) بعد أن أقر بالذنب في قيامه باحتيال إلكتروني العام الماضي.
وفي وقت السرقة عام 2012، بلغت قيمة عملات بتكوين 620 ألف دولار، لكن عندما صادرت السلطات أجهزة يحتفظ فيها بهذه العملة الرقمية المسروقة في نوفمبر 2021، كانت قد تضخمت بشدة، مما جعلها ثاني أكبر مصادرة مالية في تاريخ الولايات المتحدة.
قال ممثلو الادعاء إن "تشونج" أنفق قبل القبض عليه 16 مليون دولار من العوائد على استثمارات عقارية وفنادق فاخرة وملاه ليلية وسيارات لامبورجيني. وتبلغ قيمة عملات بتكوين المصادرة حالياً نحو 1.56 مليار دولار.
استشهد قاضي المحكمة الجزئية الأميركية بول جارديفي في حكمه بـ"الطبيعة المعقدة للغاية للجريمة" وإخفاء "تشونج" لعملة بتكوين المسروقة لتسع سنوات إلى أن داهم العملاء منزله. كان "تشونغ" يواجه حكماً بالسجن بين 27 و33 شهراً بموجب إرشادات استشارية، لكن "غارديفي" قال إنه خفف الحكم بسبب "الظروف الفريدة فعلياً" في القضية. ومع ذلك، قال القاضي إنه أراد أيضاً ردع المجرمين الآخرين.
أضاف القاضي: "في حين أن الضحية في هذه الحالة كانت مشروعاً إجرامياً، فإن الضحية ذاتها كان يمكن أن تتحول عملاً مشروعاً في المستقبل".
أخبر المدعون القاضي أن "تشونج" يجب أن يُسجن لأنه أخفى سرقته لما يقرب من عقد من الزمان، ونقل بتكوين عبر ما يُسمى بـــ"الخلاطات" التي تجعل من الصعب تتبع المعاملات عن طريق خلط الرموز معاً، لكنهم قالوا أيضاً إنه يجب أن يُحكم عليه بالسجن لمدة تقل عن عامين، مستشهدين بسنه الصغيرة، وإصابته بالتوحد ومساعدته في استعادة العملات المشفرة المسروقة.
ظروف استثنائية
طلب محامو "تشونج" من القاضي تجنيبه عقوبة السجن، قائلين إنه جاء من عائلة مفككة ولم يتلق أي حب من والديه المطلقين، اللذين كانا مهاجرين صينيين. وقال المحامون في أوراق المحكمة إنه "تعرض للتنمر الشديد والإيذاء من قبل أقرانه لأنه كان مختلفاً- كان خجولاً للغاية.. بديناً، والأهم من ذلك أنه كان يعاني من اضطراب طيف التوحد غير المشخص".
وأضافوا: "نظراً لعدم وجود أصدقاء أو عائلة يمكن أن يلجأ إليها، وجد جيمي السلوى والصداقة في عالم جهاز الكمبيوتر الخاص به".
في المحكمة، عبّر "تشونج" عن "الخجل والندم"، وقال للقاضي: "كنت أعرف دائماً أن ما فعلته كان خطأ". وأضاف أنه أخفى جرائمه حين ارتفعت قيمة بتكوين.
تابع "تشونج": "أعتقد أنني دفنت رأسي في الرمال. لقد جعلني أشعر بأنني مهم وأستحق شيئاً".
قال "تشونج" إنه بينما تمسك به بعض أصدقاء الكلية، فإن الشخص الأكثر دعماً هو كلبه تشاد، وهو كبير في السن ومريض.
في مذكرة الحكم، جادل محامو "تشونج" بأنه في حين أنه ليس لديه الحق في عملات بتكوين المسروقة، لم يكن لموقع "سيلك رود" الحق فيها أيضاً. وقالوا إن الموقع الذي يعمل كسوق ليس ضحية "بالمعنى الحقيقي للكلمة" بموجب القانون، مشيرين إلى أن مؤسس "سيلك رود" المسجون روس أولبريشت اتصل بـ"تشونج" وسأله عن كيفية قيامه بسرقة العملة المشفرة. لكنه لم يطلب إعادتها مطلقاً.
وبعد إقراره بالذنب، وافق "تشونج" على مصادرة السلطات 42.7 مليون دولار بالإضافة إلى عملات بتكوين وممتلكات أخرى.
محض الصدفة
بدأت عملية السرقة بعدما خزّن "تشونج" بعض عملات بتكوين على سوق "سيلك رود" السوداء عبر الإنترنت. وعندما نقر مرتين على زر السحب بطريق الخطأ، استعاد ضعف ما أدخله.
وعلى مدار عدة أيام، أودع المزيد من الرموز المشفرة قبل أن يسحبها سريعا بالنقر مرتين في كل مرة. أدى استغلال هذا الخلل إلى حصوله على أكثر من 50000 عملة بتكوين، بلغت قيمة كل منها في ذلك الوقت نحو 12 دولاراً.
صادر العملاء الفيدراليون 50491 وحدة بتكوين من منزل "تشونغ" المطل على البحيرة في غينسفيل بجورجيا، إلى جانب 661.900 دولار نقداً وسبائك ذهبية وفضية. خزن "تشونغ" العملة المشفرة على الأجهزة في خزنة أسفل ألواح الأرضية وعلى جهاز كمبيوتر أحادي الدائرة مخزّن في علبة "فشار" في خزانة. وسلّم فيما بعد أكثر من 1000 وحدة بتكوين أخرى.
التحق "تشونج" بجامعة جورجيا من 2008 إلى 2014، وحصل على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر وتعدين بتكوين. كما كان مفرطاً في شرب الخمر وتعاطي الكوكايين، وفقاً لتقرير فحص نفسي في ملف المحكمة.
وقال التقرير إنه حوّل بعض وحدات بتكوين إلى 700 ألف دولار نقداً، كي تكون لديه "حقيبة مليئة بالأموال مثل الأفلام". وأضاف التقرير: "كان يأمل في أن تثير الجاذبية البصرية للنقود إعجاب امرأة لدرجة تدفعها إلى إقامة علاقات جنسية معه". وأضاف التقرير: "ذكر أن خطته لم تنجح".
في 2019، أبلغ "تشونج" عن عملية سطو على منزله بمدينة أثينا في جورجيا، قائلاً إن شخصاً ما سرق حقيبة فضية اللون بها 400 ألف دولار نقداً.