ملتقى العصر بالجامع الأزهر: النبي أوصانا بتعاهد الإيمان وتجديده
قال الدكتور عبدالباسط خلف أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، وهو من أجل النعم التي أنعم الله بها علي عباده، بل إن الله تعالي ما خلق الخلق ولا كون الأكوان إلا من أجل هذه الغاية ولتحقيق هذا الهدف قال تعالي:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فالإيمان والتوحيد والعبادة هي الغاية القصوى من خلق الخلق وأن الإيمان ضرورة للإنسان بل أعظم من ضروريات الغذاء والماء والهواء، لأنه به حياة قلوبهم وأرواحهم وحياة القلوب والأروح أدوم وأبقي.
جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى العصر" باب الريان"، بالظلة العثمانية، والذي عقد بالجامع الأزهر اليوم الأربعاء، تحت عنوان"البرهان على الإيمان كيف يكون؟".
وأضاف أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية أنه لما كان الإيمان يعني التصديق الجازم بالقلب مع معرفة مستفيضة بالله تعالي استوجب ذلك تنقية تلك القلوب التي هي وعاء الإيمان والمعرفة، فاهتمت نصوص الشريعة الكثيرة بضرورة تنقية القلب وإصلاحه وتخليصه من كل ما يعوقه عن الله تعالي، والأخذ بأسباب الصلاح الدائم له، حتى يستقر فيه الإيمان ويرسخ رسوخ الجبال الرواسي، لأن هذا القلب هو محل نظر الله عزوجل.
من جانبه أوضح الدكتور محمود عويس عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، أن الإيمان هو التصديق ومحله القلب، والقلب لابد وأن يكون بعيدا عن الحقد والغل والحسد (سئل النبي أي الناس أفضل فقال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب، قال: القلب التقي النقي لا غل فيه ولا حقد ولا حسد)، مبينا أن هناك أعمالا تدل علي الايمان منها: حب المساجد والتردد عليها (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)، وكذلك أيضا قضاء حوائج الناس (أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس).
في ذات السياق بيّن الشيخ أحمد عبد الله، الباحث بالجامع الأزهر ، أنه تكثر في الخلق والآفاق دلائل وجود الله تعالي وعظمته، ومما دل العقل علي وجود الله تعالى، هذه المخلوقات سابقها ولاحقها فلابد لها من خالق أوجدها، إذ لا يمكن أن توجد نفسها، لأنها قبل وجودها معدومة، فكيف تكون خالقة؟، مبينا أن الإيمان بالله عز وجل من أشرف العبادات، فهو مفتاح الخيرات وسبيل دخول الجنات، والإيمان بالله له في قلوب أهله الصادقين حلاوة ولذة وبهجة وسرور لا يعرب عنه لفظ ولا يبينه فصاحة لسان، ولا يحيط به وصف، مضيفا أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بتعاهد الإيمان وتفقده وتجديده والعناية به، لأنه يهن ويضعف ويبلي في قلب الإنسان كما يبلي الثوب من طول الإستعمال.