«ولسه عايش جوانا».. الذكرى الـ46 لرحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ
تحل اليوم الخميس 30 مارس ذكرى رحيل عبد الحليم حافظ العندليب الأسمر صاحب الصوت الشجي، والذي عبر عن أحاسيس الشباب ومشاعرهم، ولايزال العندليب الأسمر، مطربهم المفضل بالرغم من مرور تلك السنوات الطويلة والممتدة.
عبد الحليم حافظ.. العندليب الأسمر
امتلك الفنان عبدالحليم حافظ قلوب الجماهير لاختياره الكلمات والألحان وقدرته على المحافظة على التفوق وسط جيل من العمالقة لا يمكن تكراره في تاريخ الفن العربي، ليصبح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ المطرب رقم 1 بفضل ذكائه وموهبته التي لامثيل لها فلا تزال تتردد أغانيه على الألسنة وتعيش على مر الزمان.
واستطاع الفنان عبد الحليم حافظ الانتصار في معارك جيله بفضل سيطرته على مسامع وآذان المستمعين، وشهد ظهور عبد الحليم حافظ خلق حالة من التنافس مع العديد من مطربين جيله وعلي رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، فريد الأطرش ومحمد رشدي لقدراته في اختيار الألحان المميزة وكلماته المعبرة عما يشغل الإنسان ويفكر فيه.
سعاد حسني وعلاقتها بالعندليب عبد الحليم حافظ
وللصدفة العجيبة فإن تاريخ ميلاد الفنان عبد الحليم حافظ يصادف تاريخ وفاة سندريلا الشاشة السينمائية 21 يونيو وهي الفنانة سعاد حسني التي ارتبطت بقصة حب كبيرة مع العندليب، حتي أنه تم تأكيدها بشكل رسمي قبل أن تخرج علينا أسرة العندليب عبد الحليم حافظ وتنفي الأمر تماما، لكن يظل ثبات علاقتهما العاطفية والتي جمعت بين قلبيهما حتى وصلت لشعور الفنان عبد الحليم حافظ بالغيرة الشديدة لمجرد رؤيته أي شخص يحاول الاقتراب من حبيبته.
صوت عبد الحليم حافظ والملحنيين
ارتبط صوت الفنان عبد الحليم حافظ بالعديد من الملحنين الكبار مثل السنباطي، الموجي، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وغيرهم من كبار الموسيقيين.
ويظل الملحن بليغ حمدي رفيق كفاح العندليب؛ حيث إن صوته لم يلمع ويتألق إلا في وجود لحن بليغ حمدي مما جعله يلحن له العديد من الأغنيات والتي أحبها الجمهور وارتبطت بمشاعره حتي كونا ثنائياً في ألبوم الغناء العربي.
واستطاع بليغ حمدي تقديم 30 أغنية مع الفنان عبد الحليم حافظ في فترة الخمسينات وحتى منتصف السبعينات، بداية من أغنية «تخونوه» عام 1957، و «خسارة - خايف مرة أحب - أعز الناس – سواح - على حسب وداد قلبي – التوبة - جانا الهوى - عدى النهار - فدائي - الهوى هوايا – موعود - زي الهوا - مداح القمر – وحتي قومي يا مصر – مصر يا بلادي وأي دمعة حزن لا ويا ليالي محدش خالي».
حياته الشخصية
ولد العندليب الأسمر الفنان عبد الحليم حافظ واسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة في 21 يونيو عام 1929 في قرية الحلوات - مركز الإبراهيمية بـ محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر لـ الشيخ علي إسماعيل و4 إخوة هم إسماعيل، محمد وعاليا، وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم العندليب عامه الأول توفى والده.
عاش العندليب طفولته في بيت خاله، وظهر حبه العظيم للموسيقى منذ دخوله المدرسة، وحتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته.
التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943م، والتقى بالفنان كمال الطويل، والطريف أنه كان في قسم الغناء والأصوات ودرساً معا في المعهد حتى تخرجا عام 1948م.
رشح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج، لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيراً بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية في عام 1950.
وقدم عبدالحليم حافظ أكثر من 230 أغنية وتعاون مع الملحن العبقري كمال الموجي، كما تعاون مع صديقه كمال الطويل، ثم بليغ حمدي، وله أغانٍ شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب مثل أهواك ونبتدي منين الحكاية وفاتت جنبنا.
محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ
تعاون الموسيقار محمد عبد الوهاب مع العندليب عبد الحليم حافظ وهو من منحه اسم حافظ بدلاً من اسم شبانة، ووصف محمد عبد الوهاب صوت عبد الحليم حافظ أنه شجي وسوف يكون له مستقبل كبير قائلا، «عنده ثقة كبيرة في نفسه وكنت أتوقع أن يتهيب الغناء أمامي ولكنه احتضن عوده، وغنى وهو هادئ الأعصاب، وحتى عندما غنى إحدى أغنياتي غناها بطريقته الخاصة وليس بطريقتي، ولاحظت أنه على قدر كبير من الذكاء والثقافة».
وقع العندليب عبدالحليم حافظ، على عقد فيلم من إنتاج محمد عبد الوهاب مقابل 500 جنيه وحقق العندليب شهرة كبيرة، كما لحن له عبدالوهاب العديد من الأغاني منها أغنية «فاتت جنبنا، نبتدي منين الحكاية ويا خلي القلب وغيرها الكثير».
وفاة عبد الحليم حافظ
توفي عبد الحليم حافظ في مثل هذا اليوم 30 مارس عام 1977 عن عمر ناهز الـ47 عاماً بعد صراع مع المرض خلال رحلة علاجه في العاصمة البريطانية لندن، قدم خلال رحلته الفنية التي امتدت لـ26 عاماً سجلا موفوراً بالأغاني والأفلام والتي لاتزال في ذاكرة المشاهد على مدار الفن المصري والعربي.
وأبدع عبدالحليم حافظ في الفترة من عام 1951 وحتى 1977 بتقديم نحو 241 أغنية تنوعت بين عاطفية، رومانسية ووطنية.
وخرجت الجماهير في الشوارع تبكيه بنحو 2.5 مليون شخص، وسالت دموع الكتاب على ورق الجرائد والمجلات، بينما عبر التليفزيون عن مشاعر الناس.
وكتب عنه «سكت شدو البلابل الذي أشجانا على مر الأيام، ولم يبق على الشجر إلا نعيق الغربان».
وكتب عنه نزار قباني، قائلاً، «إن سر عبد الحليم حافظ أنه غني القوة والكبرياء والإرادة والتحدي والمستحيل، غني للناس بصدق يندر أن يتكرر، فأحبه الناس بنفس الصدق والعشق».
ووصف الشاعر أحمد فؤاد نجم، قائلاً إن عبد الحليم حافظ كان يغني الحلم والمشروع القومي الذي كان يعبر عن تعطش الناس، وبجواره العمالقة صلاح جاهين، كمال الطويل، محمد الموجي، بليغ حمدي، فصنعوه كما صنعهم.
وقال محمد الموجي، عن وفاة عبد الحليم حافظ «لا أستطيع أن أرثيه، أي كلمات لا يمكن أن تغني عن فقداني له، كان شديد الحساسية شريك عمري وزميل فني».
وقال عنه رياض السنباطي قائلاً «انطفأت شمعة أضاءت بنورها الملايين، جمع بصوته جميع طبقات الشعب، كان يضحي بصحته في سبيل إسعاد عشاق فنه في عالم الفن يتميز بصدق الأداء والتفاني للفن، إن فجيعة الشعب في عبد الحليم أدمت قلوبنا».