«الري» تحتفل بـ«يوم المياه العالمي» وتستعرض خطة مواجهة تحديات الندرة المائية
نظمت وزارة الموارد المائية والري، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، احتفالية كبرى بمناسبة «يوم المياه العالمي»، اليوم، بحضور الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والسفير كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، والسفير آلفارو إيرانزو، سفير إسبانيا في مصر، والسفير فرانكو كورنت، سفير بلجيكا في مصر، والسفير إيفان جوكي، سفير التشيك في مصر، والسفير بولي إياونو، سفير قبرص في مصر.
ويحتفل العالم بـ«يوم المياه العالمي» 22 مارس المقبل، حيث تُعقد فعاليات «مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة» بنيويورك خلال يوم المياه العالمي، بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى، برئاسة الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري.
وأعرب وزير الموارد المائية والري، عن سعادته باللقاء خلال احتفال يوم المياه العالمي، الذي يأتي هذا العام تحت شعار «تسريع التغيير»، كما وجّه بالشكر لسفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، على الجهود المبذولة في مشاركة الوزارة في تنظيم ورعاية الاحتفالية.
وأشار إلى أنّ الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمياه، امتداد لتأكيد اهتمام مصر منذ فجر التاريخ بحق مؤكد للبشرية جمعاء، وهو حق كل فرد في المياه، وقد سطر التاريخ براعة مصر منذ عهد قدماء المصريين في ترويض وإدارة نهر النيل وترشيد استخدام مياهه، والاحتفال بيوم المياه العالمي كل عام حتى الآن، هو ترسيخ لاحتفال أجدادنا قدماء المصريين بيوم وفاء النيل.
وأضاف أنّ احتفال اليوم يعكس اهتمامنا جميعا بالعمل معا لغد أفضل بما يخدم أهدافنا وطموحاتنا نحو التنمية الشاملة والمستدامة، هذا الغد الذي نسعى أن تقوده وتتقدم صفوفه قاعدة مؤهلة من النشأ، متابعا أنّ التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه ولعل ما شهده العالم في الفترة الماضية خير دليل على مثل هذه التغيرات، حيث شهدنا فيضانات عارمة في دول كثيرة وحرائق الغابات في دول البحر المتوسط وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في أنحاء العالم كافة، وهو ما نشهده في مصر حاليا، ما يتطلب التدخل السريع، والتعاون ومضاعفة الجهود نحو تبني سياسات فاعلة وإدارة رشيدة لمواردنا المائية من مفهوم أكثر شمولية، والسعي الجاد لتنميتها وتحقيق إدارة أكثر قوة وكفاءة لمواردنا المائية، لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
وتأتي أهمية الاحتفالية تأكيدا على الأهمية الكبرى التي تمثلها التوعية المجتمعية في التعامل مع القضايا التي تواجه المجتمع وخاصة في مجال الأمن المائي، مع تزايد الشح المائي والتصحر واستمرار مواسم الجفاف لفترات أطول بسبب ما يعانيه العالم من تغيرات مناخية.
وأكد أنّ مصر تخطو العديد من الخطوات في مواجهة تحديات جمة ومركبة، فنصيب الفرد من المياه في مصر يقترب من 500 متر مكعب سنويا، في الوقت الذي عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائي على أنّه 1000 متر مكعب من المياه للفرد في السنة، كما أنّ مصر هي أحد أكثر الدول جفافا في العالم، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصري على مياه نهر النيل التي تأتي من خارج الحدود، لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع في العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب.
وأوضح أنّه مع استمرار تحديات الندرة المائية، نفذت الدولة المصرية ممثلة في وزارة الموارد المائية والري والوزارات المعنية، العديد من المشروعات القومية الكبرى، في مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة، من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها، وتحديث نظم الري وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ادارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها.
ولفت إلى أنّ المياه تمثل عنصرا رئيسيا في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات المياه والزراعة والغذاء الأولوية في ملف التغيرات المناخية، خاصة أنّ الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعي المياه والزراعة لتوفير الغذاء.
وأشار إلى أنّه في سبيل تحقيق التوعية بالتحديات المائية وسُبل الحفاظ على كل قطرة مياه، فإنّ وزارة الموارد المائية والري اتخذت العديد من الخطوات الجادة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، بدءا من إقامتها لأسبوع القاهرة للمياه بنسخه الخمس، ما جعله محط اهتمام الخبراء ومتخذي القرار حول العالم، لوضع إطار لرفع مستوى الوعي بقضايا المياه، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه والتعرف على الجهود المبذولة عالميا لمواجهة تلك التحديات.
وتابع أنّ مصر استضافت مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ، حيث نجحنا في دمج محور المياه للمرة الأولى على الإطلاق في مؤتمر المناخ من خلال تخصيص يوم للمياه في مؤتمر المناخ تضمن مناقشة تأثير التحدي الخاص بتغير المناخ على قضايا المياه، وإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه، والتي تعتمد على 3 مبادئ تعتبر أولويات رئيسية لجميع البلدان حول العالم وهي «ترشيد المياه وتحسين إمدادات المياه - تعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخي - وضع سياسة وأساليب متفق عليها في مجال التعاون في إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية».
وعلى المستوى المحلي، نفذت الوزارة العديد من الجهود لنشر الوعي بأهمية قضايا المياه، من خلال تنظيم نحو 240 ندوة توعوية سنويا، وبمشاركة 40 ألف مشارك على مستوى الجامعات والمدارس والجمعيات الاهلية ودور العبادة من مساجد وكنائس، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وتنفيذ العديد من المسابقات بين الطلاب والمزارعين وغيرهم من فئات المجتمع، بما يسهم في الاستفادة من جهودهم في توعية مجتمعاتهم المحلية، من خلال تطبيق ممارسات ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها، وتوعية عائلاتهم وأصدقائهم بهذه الممارسات وأهمية تطبيقها.
وفى كلمته .. أعرب السفير كريستيان برجر سفير الإتحاد الأوروبى في مصر عن سعادته بالمشاركة فى هذا الحدث الهام ، مشيرا الى أن المياه تعد بالغة الأهمية لكافة أشكال الحياه على وجه الأرض ، واليوم هناك العديد من التحديات التى تواجه قطاع المياه حول العالم مثل التغيرات المناخية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية ، مما يدفعنا للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام فى هذا القطاع الهام .
واكد سيادته على استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال ادارة الموارد المائية بالشكل الذى ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين ، مشيرا الى انه إحتفال اليوم هو فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز هذا التعاون ، ومواصلة العمل مع وزارة الموارد المائية والرى وكافة الشركاء لتحقيق الإدارة المثلى للمياه .