«بروفة موت».. رواية قصيرة للأديبة هويدا عطا
أشاد المشاركون في حفل توقيع رواية الشاعرة والروائية هويدا عطا "بروفة موت" بدقة التصوير الفني وبراعة التعبير وجمال اللفظ الذي يشع المعاني الجميلة في أسلوب شيق وجذاب المستخدم في الرواية والتي من خلالها رسمت الكاتبة دون أن تدري شخصيتها الإنسانية.
وأكدت هويدا عطا خلال حفل توقيع روايتها "بروفة موت" من دار ميريت للنشر - على أهمية الثقافة العربية، مشيرة إلى أنها تعتبر من أغنى وأهم الثقافات وأروعها والتي ضربت بجذورها إلى ما قبل الإسلام في شتى البقاع.. وتجلت صورتها في بلدنا الحبيبة مصر التي هي بمثابة ينبوع ونهر لصور الثقافة وألوانها المختلفة الخاصة بها منذ سنوات طويلة وعلى وجه التحديد في الزمن الماضي الجميل وأسماء عظيمة عشنا في ظلالها وحلمنا بتقليدها والمشي على خطاها ومازلنا نستقي من روافدها.
وقالت إن هذا الامتداد مازال ملموسا يحرص الأبناء والأحفاد على إرثائه في صور ندوات وصالونات ثقافية مثمرة.. وكثيرا ما أحضرها.. لكن هناك فارقا ما بين حضورك لغيرك وحضور الآخرين لك.. معربة عن سعادتها وهي توقع روايتها الأولى.
و"بروفة موت" أحدث أعمال الأديبة هويدا عطا والتي أقيم لها حفل توقيع شارك فيها كل من الناقد القاص والروائي الدكتور السيد نجم، والقاص والروائي فتحي سليمان، وأدارها الإذاعي الكبير علي مراد، حيث تحدث عن منجزها الإبداع في الشعر والرواية والكتابات الصحفية المختلفة.
من جانبه، عبر الروائي والناقد القدير الدكتور السيد نجم عن سعادته عن التنوع في الحضور والشكل الفني للرواية والذي يجمع بين العمل الروائي والسيرة الذاتية من خلال أحداث كانت شاهدة عليها من خلال شخوص الرواية، حيث اختلط السرد بالواقع.
وأضاف أن التجربة إنسانية راقية تتحدث على الموت ورغم ذلك لم نشعر ببغض.. بل من الموت خرجت بوصف وتعبيرات وحكمة لم تكتب للمواساة للموت وإنما الكاتبة متميزة وقادرة على إنتاج عمل آخر يضيف لها وللرواية العربية.
بدوره وصف القاص والروائي فتحي سليمان الرواية بأنها كتابة استثنائية مختلفة لا تشبه أحدا في مزج السرد بالواقع بالتفاصيل الإنسانية ببساطة التناول.
وأضاف سليمان: من خلال حـدث؛ أقامــــت حديثا وحوارا ثنائيا بالغ العذوبة !!! ديالوج سردي بين إنسان و مكــــــان !! ماستر سين كما يفعل صنّــــاع الأفلام القصيرة التي تتطلب مشهدا يعتبر مفتتح تسبقه عين ثاقبة تعرف معنى وقيمة الاختيــــار وتعقبــــه دراما وحبكة ونهاية مرضية لكافة الأطراف " الكاتب والقارئ".
وفي مداخلة للشاعر التونسي حافظ محفوظ "يكفي أن نلقي نظرة على عنوان العمل لنلمس هذا الدّأب الموصول باتّجاه التّجريب والمغامرة من أجل اكتشاف الطريق الأسلم والمؤدّي إلى الأسلوب الخاصّ.." بروفة موت" نصّ قصير كما ولكنّه طويل وعميق دلاليا يفتح على ذات كاتبته ويعد بتجربة روائيّة متميّزة ، إنّها الكتابة في حالة صفاء وانعتاق من الحواجز الأجناسيّة والتأويليّة. هي كتابة الذات وهي تواجه الواقع وتحاوره في محاولة لتليين عنفه.
أما الكاتب د صبري زمزم مدير تحرير جريدة الأهرام.. فيقول: ان رواية "بروفة موت" بقدر ما تبدو سوداوية في ظاهرها إلا أنها مفرحة في باطنها لأن النجاة في كل مرة تضفي فرحة وسعادة سواء على البطلة التي عانت الألم وصارعت الموت أو على القارئ الذي تعاطف مع "همسة" وشعر بالسعادة في كل مرة ينسحب فيها الموت لتكتب للبطلة حياة جديدة .وأخيرا فالموت والحياة في هذه الرواية كما هما في الحياة خيطان متوازيان يسيران بجوار بعضهما إلى أن يتعانقا في صراع فإما نهاية ينتصر فيها الموت وإما نجاة فهي إذن بداية أخرى.
وأثنى الأديب فتحي الملا الأمين العام لاتحاد المبدعين العرب على مؤلفة الرواية والأحداث التي جاءت بين ثانيا العمل ووصفها برهافة الحس وسلاسة الأسلوب الجاذب للقارئ.. وقال إن هويدا عطا تكتب بشكل حرّ ومتداع لسرديّة خاصّة تمتح من تجاربها العميقة في الحياة والأدب، وهي في هذا الكتاب " بروفة موت" تبرهن من فصل إلى فصل على إصرارها الكبير على نحت عالم روائيّ متكامل ديدنها في ذلك تتبّع شخصيتها الرّئيسة داخليّا وخارجيّا. ورغم التصاقها الشّديد بها فهي تنقدها وتصدر أحكامها عليها، بقسوة أحيانا، تاركة مسافة الأمان بين السّرد الخالص عن شبهات السيرة الذاتية التي قد تنخرط فيها أحيانا انخراطا طفيفا.
