مكتبة الإسكندرية تنظم ندوة بعنوان الإعاقات غير المرئية
نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال وحدة برامج ذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المكتبات ندوة بعنوان (الإعاقات غير المرئية)، ألقاها الدكتور أيمن يوسف الحاصل على دكتوراه علوم الأعصاب والصحة النفسية من جامعة نيويورك الدولية، وهو صاحب أول رسالة علمية دولية عن الإعاقات غير المرئية في الشرق الأوسط.
وتناولت الندوة المسببات والعوامل الجينية والبيئة والنفسية لتلك المتلازمات، وعرضت نماذج التشخيص والعلاج ووسائل الدمج الاجتماعي والوظيفي ونماذج العلاج السلوكي المعرفي وفقا لأخر البحوث المتعلقة بهذا المجال ووفقا لمنجزات مشروع الجينوم البشري، كما عرضت أهمية مفهوم الإعاقات غير المرئية وكافة قضاياها وتحدياتها وآمال المصابين بها؛ سعيا لإدراج هذا المفهوم في مدركات وثقافة المجتمع، وفي النظم الحقوقية والصحية والتشريعية أسوة بالنظم المتطورة.
وقال الدكتور أيمن يوسف "إن مصر من خلال مكتبة الإسكندرية سوف تكون الدولة الأولى في الشرق الأوسط لطرح هذه المبادرة النوعية"، منوها باهتمام الدولة بملف ذوي الهمم.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية في التصنيف الدولي للأداء الوظيفي والعجز عام 2001 غيرت مفهومها عن الإعاقة بصفة عامة، نظرا للمفهوم الديناميكي القائم بالنظر للفرد من خلال تفاعله مع المجتمع والبيئة، مشيرا إلى أن التصنيف الدولي للأمراض أضاف مجموعة جديدة من إصابات الإعاقة غير المرئية، مثل صعوبات التعلم وعُسر القراءة، لافتا إلى أن النظر لتلك الإصابات بشكل سطحي يعرض المصابين بأزمات اجتماعية تتعلق بالتنمر والتهميش.
وأوضح أن مرض التصلب المتعدد هو أحد أنواع الإعاقات غير المرئية، وهو عبارة عن أزمة مناعية يصاب بها الشباب صغار السن، وقد تم تدشين حملات عديدة له في مصر، بالإضافة الى متلازمة التحسس المركزي في الدماغ والنخاع الشوكي، وأيضا إصابات الدماغ الرضحية الناتجة عن الحوادث، كما أوضح أن أمراض النوم هي أحد الإعاقات غير المرئية، وهي تضم ما يقرب من 52 مرضا، ومنها على سبيل المثال النوم القهري واضطراب نوم حركة العين السريعة والسلوكي.
وبين أنه وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية هناك 15% من سكان العالم يعانون من الإعاقات بصفة عامة، وبنسبة 80% منهم إعاقات غير مرئية، منوها بتدشين خلال عام 2016 الحملة الدولية للتعريف بالإعاقات غير المرئية بإنجلترا، والاتفاق على استخدام رمز عباد الشمس كرمز دولي للتعريف بأصحاب الإعاقات غير المرئية، وكذا الاتفاق على استخدام هذا الرمز ليكون وسيلة التواصل بينه وبين الموظفين في كافة البلاد، فضلا عن إصدار 500 ألف شريط عباد شمس في المملكة العربية السعودية.
وتابع: "بعد سبع سنوات من إطلاق الرمز تغيرت حياة هؤلاء المرضى 180 درجة، وذلك لسهولة تواصلهم مع الحياة، كما أن البُعد التشريعي والحقوقي لعب دورًا مهما في حمايتهم"، كما نوه بانضمام دول لهذه الحملة الدولية التي تحمل رمز عباد الشمس، وهي (كندا، وأيرلندا، وجورجيا، والدنمارك، والولايات المتحدة الأمريكية).
وأكد أن لجنة الخبراء البريطانية التي تم إنشاؤها بموجب قانون النقل البريطاني عام 1985، المخولة بتقديم المشاريع الحكومية بشأن ملف ذوي الاحتياجات الخاصة، أوجدت سياسات ومقترحات لدعم وإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة وغير المرئية.. وقدمت اللجنة بيان موقف الحكومة عن الإعاقات غير المرئية في 8 أغسطس 2020، وشددت على أن أصحاب الإعاقات غير المرئية يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها أصحاب الإعاقات التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالنقل والتمكين والإتاحة في بيئات العمل.