واشنطن ترسل ذخيرة مخزنة في إسرائيل إلى أوكرانيا
قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، اليوم الأربعاء، إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، تستخدم مخزوناً هائلاً من ذخيرتها في إسرائيل للمساعدة على تلبية حاجة أوكرانيا المُلحة لقذائف مدفعية في الحرب مع روسيا، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأضاف المسؤولون أن نصف القذائف المتجهة إلى أوكرانيا تقريباً والتي يبلغ عددها 300 ألف قذيفة عيار 155 مم، شُحنت بالفعل إلى أوروبا وسيتم تسليمها لأوكرانيا عبر بولندا.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخزون يوفر الأسلحة والذخيرة لـ"البنتاجون"، لاستخدامها في حال نشوب صراع بالشرق الأوسط، وتسمح واشنطن لتل أبيب بالاطلاع على الإمدادات في حالات الطوارئ.
ومع الضغوط التي تتعرض لها مخزونات الأسلحة الأمريكية، وعدم تمكن شركات تصنيع الأسلحة من مواكبة وتيرة العمليات في ساحة المعركة بأوكرانيا، لجأ "البنتاجون" إلى بديلين، الأول كان إسرائيل والآخر كوريا الجنوبية، لـ"سد الفجوة"، وفق ما نقله موقع "الشرق".
وفي أكتوبر الماضي قال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بيني جانتس، إن بلاده لن تُرسل أسلحة إلى أوكرانيا، وذلك بعد أيام من تحذير روسيا من أن أي تحرك إسرائيلي لدعم كييف "سيضر بشدة" بالعلاقات الثنائية.
ومع استعداد كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين من عشرات الدول، من بينها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، للاجتماع في قاعدة "رامشتاين" الجوية الألمانية الجمعة المقبل، لمناقشة إرسال المزيد من الدبابات والأسلحة إلى أوكرانيا، يسعى المسؤولون الأمريكيون جاهدين لتجميع ما يكفي كييف من القذائف لهذا العام.
وقال مارك كانسيان وهو خبير استراتيجي سابق بالبيت الأبيض متخصص في الأسلحة، للصحيفة، إن المدفعية "أصبحت أهم ذراع قتالية" في الحرب.
ويمثل تسليح الجيش الأوكراني بإمدادات كافية من ذخيرة المدفعية جزءاً من جهد أكبر تقوده الولايات المتحدة لزيادة قدرته القتالية بشكل عام من خلال توفير أسلحة بعيدة المدى أكثر دقة، ودبابات غربية، ومركبات قتالية مدرعة، وتدريبات مشتركة على استخدام الأسلحة.
وتعهدت الولايات المتحدة بإرسال أكثر من مليون قذيفة مدفعية عيار 155 ملم إلى أوكرانيا، وقال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة، إن جزءاً كبيراً من هذه القذائف كان مصدرها المخزونات الأمريكية في إسرائيل وكوريا الجنوبية.
وأوضح مسؤولون أمريكيون وغربيون أن الجيش الأوكراني يستخدم نحو 90 ألف قذيفة مدفعية شهرياً، أي ضعف عدد القذائف التي تصنعها الولايات المتحدة والدول الأوروبية مجتمعة تقريباً.
وأضافوا أن الكميات المتبقية ستأتي من مصادر أخرى، مثل المخزونات الحالية أو المبيعات التجارية.
محادثة مشفرة
وقال مسؤولون في البنتاجون إن عليهم التأكد من أن المخزونات الأمريكية لن تتراجع إلى مستويات خطيرة، حتى أثناء تسليح أوكرانيا.
وذكر مسؤولان إسرائيليان كبيران، أن الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بأنها ستعوض ما تأخذه من المستودعات الموجودة على أراضيها، وسترسل الذخيرة على الفور في حالات الطوارئ.
ونُقلت الرغبة الأمريكية في نقل الذخائر خلال محادثة هاتفية مشفرة بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ونظيره الإسرائيلي في ذلك الوقت، بيني جانتس، وفقاً لمسؤول إسرائيلي اطلع على تفاصيل المحادثة.
وعرض جانتس الأمر على مجلس الوزراء، وطلب المسؤولون الاستماع إلى رأي المؤسسة الدفاعية، والتي أوصى ممثلوها بقبول الخطة لتجنب التوتر مع الولايات المتحدة.