الهجرة تعمل على إطلاق تطبيق إلكتروني لتوفير الخدمات للمصريين بالخارج
أعلنت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، سها جندي، أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لإطلاق أول تطبيق إلكتروني للمصريين بالخارج يربط بينهم وبلدهم الأم، ويوفر جميع الخدمات التي تقدمها مصر لمواطنيها في الخارج، مؤكدة أن فكر الجمهورية الجديدة يقوم على المشاركة بين الحكومة والمنظمات الحكومية، ووضع المواطن أولوية قصوى للحكومة.
جاء ذلك في كلمة للوزيرة اليوم الثلاثاء، في الجلسة الافتتاحية للندوة المشتركة بين الجامعة العربية وبين مركز "المسلم" للدعم الاجتماعي والاندماج التي انطلقت اليوم بمقر الجامعة العربية بعنوان "التحديات التي تواجه الأسرة العربية المهاجرة مقاربة ثقافية- كندا نموذجًا".
وأوضحت الوزيرة أنه يجري العمل على هذا التطبيق بالتعاون مع وزارة الاتصالات بحيث يكون هذا التطبيق على هاتف كل المصريين بالخارج، ويتيح جميع الخدمات والمحفزات التي تقدمها مصر للمواطنين في الخارج.
وقالت الوزيرة سها جندي إن مصر تطرح العديد من المبادرات للمصريين بالخارج، لربطهم بالوطن الأم، منها تقديم أسعار خاصة للشقق سكنية وتذاكر طيران، وهناك مبادرة بدأت مؤخراً باستيراد سيارات لصالح المصريين المقيمين بالخارج ، بتسهيلات جمركية، عضويات مؤقتة في بعض النوادي، وهناك اهتمام بتعليم أبناء المصريين في الخارج، من خلال مدارس المسار المصري في الخارج للجاليات لمن يحب أن يدرس في الخارج بالمنهج المصري.
وشددت وزيرة الدولة للهجرة على أن المواطن العربي في قلب أي عملية تنمية في أي مجتمع من مجتمعاتنا العربية.
واستعرضت جهود وزارة الهجرة للربط بين المهاجرين ومصر، والربط بين التنمية والهجرة، مشيرة إلى أنه على خلاف مشكلة هجرة العقول أو نزيف العقول سواء المصرية أو العربية إلى الخارج نرى ضرورة تحقيق ربط قوي بين الهجرة وعملية التنمية والاستفادة من الهجرات بشكل إيجابي في عملية التنمية.
ولفتت إلى أن الجاليات العربية في كندا من أكثر الجاليات تميزًا، مشيرة إلى أن الجالية المصرية بكندا من أكبر الجاليات العربية وبها العديد من الرموز البارزة؛ إذ يبلغ عددها نحو 105 آلاف مصري، من أصل 694 ألف كندي من أصول عربية أي بما يمثل 16.2% من العرب في كندا وفقًا للتقديرات المعلنة لجهاز الإحصاء الكندي وتتمركز الجالية المصرية في ولايات أونتاريو وكيبيك وألبرتا.
وقالت الوزيرة، في كلمتها، إن الشريحة الأكبر من أصحاب المؤهلات، بنسبة 51%، وهناك 12% حملة ماجستير، كما أن الشباب يمثل الشريحة العمرية الأكبر.
وأضافت أن قطاعات الخدمات والمبيعات تحوز على النصيب الأكبر من العاملين المصريين في كندا؛ يليها قطاع الاستثمار والوظائف والإدارية العليا والوسطى وقطاع التعليم والقانون والوظائف الحكومية العليا والوسطى ثم قطاع الصحة ثم الوظائف الإدارية، مشيرة إلى أن نسبة الصيادلة في كندا من المصريين نسبة ضخمة جدًا.
وثمّنت الجهود التي يقوم بها أعضاء الجالية المصرية في كندا مثل تنظيم الفاعليات التي تستهدف الحفاظ على الهوية المصرية، وتخصيص شهر يوليو للاحتفاء بالثقافة المصرية في كندا ورفع علم مصر فوق برلمان ولاية أونتاريو، وإبراز المساهمة في المجتمع الكندي وكذلك المساهمة في توطيد العلاقات المصرية الكندية.
وأشارت إلى أن القيادة السياسية تعطي أولوية لملف الهجرة غير الشرعية، وتبذل جهود عديدة وتنظم ورش عمل لوقف هذا الشكل من أشكال الهجرات، الذي يعد مدمرًا للثورة البشرية في مصر، وطموحات الشباب.
كما سلطت كلمة الوزيرة الضوء على ما حققته الدولة المصرية من إنجازات في مكافحة الهجرة غير الشرعية، داخل الحدود المصرية، لكنها حذرت: "الظروف الخاصة بالجوار المصري، يجعل هناك إمكانية لعمل بعض المنظمات الإجرامية التي تدفع بعض الشباب للهجرة بدعوى إيجاد عمل ومحاولة التهريب عن طريق البحر، وهذا فيه تحدي بالنسبة لمصر، لأنه يقع خارج حدودها".
وأشارت إلى المركز المصري الألماني الذي يدرب الشباب في القرى الأكثر عرضة للهجرات غير الشرعية؛ حيث يحاول أن يمنحهم فرص للعمل في السوق المصري، أو الأسواق الأوروبية، التي تحتاج أيادي عاملة شابة، ويتم تدريب الشباب بشكل مهني وعملي بحيث يقبلون في الوظائف التي تحتاجها هذه الدول.
وسلطت وزيرة الدولة للهجرة في كلمتها الضوء على تشجيع الدولة لاستثمارات المصريين بالخارج في الوطن كنوع من المشاركة في خلق بيئة وطنية داعمة، والحرص على الاستفادة من خبرات المصريين في الخارج في مختلف المجالات وتعظيم دورهم في التنمية في مصر، وتفعيل مشاركة الخبراء والمصريين بالخارج في جهود التنمية.
وقالت إن مصر أسهمت في تعليم ودراسة أبنائها في الخارج، داعية إياهم لشحذ أفكارهم وما اكتسبوه من الخبرات والتقنيات لصالح جهود التنمية المجتمعية أو في المشروعات القومية الكبرى، مشيرة إلى أن كثيرًا منهم يحاولون التواصل مع الوزارة ويعرضوا خدماتهم، مثل الأطباء.
وأضافت أن وزارة الهجرة حاولت من خلال مجموعة ضخمة من المؤتمرات المتخصصة التواصل مع الخبراء والعلماء في الخارج لدعم جهود التنمية وفقًا للأولويات الوطنية لمصر، وهذه المؤتمرات نتج عنها الاستفادة من قدرات عدد من الخبراء بينهم من صاروا وزراء في الحكومة المصرية؛ إيمانًا من الدولة بأن المصريين في الداخل والخارج على قدم المساواة.
وكشفت عن عزم الدولة تنظيم النسخة القادمة من مؤتمر "مصر تستطيع" العام الحالي، موضحة أنها "سلسلة مؤتمرات تجري في إطار توجه الدولة للاستفادة من عقولنا بالخارج ودمج خبراتهم وتجاربهم ضمن استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030. وسيركز المؤتمر القادم على التجارة والصناعة في إفريقيا، لدعم التنمية في القارة".
وأوضحت أنها شاركت في النسخة الـ49 من مؤتمر علماء مصر في كندا والولايات المتحدة الذي عقد في جامعة عين الشمس، مستعرضة أسماء بعض رموز الجالية المصرية في كندا ونجاحاتهم، التي تقدرها الحكومتان المصرية والكندية، مثل الدكتورة داليا الشافعي رئيس الأكاديمية الكندية لتطوير الذات، التي حصلت على أرفع وسام كندي للعمل المجمعي في كندا أول مرتين في عام 2018 وعام 2020.
ونوهت بتنفيذ استراتيجية اتصال مستدام مع الجاليات المصرية في الخارج، عبر تطبيق آلية الفيديو كونفرانس من خلال فعالية "ساعة مع الوزيرة" الذي يمكن أن يمتد ليصل لثمانية ساعات، وتُنظَم هذه الفعالية كل أسبوع مع جالية أو اثنين، وتخطط الوزارة لتغطية الجاليات المصرية في كل دول العالم، مشيرة إلى أن هذا البرنامج بدأ بكندا لأنهم أول جالية طلبت التواصل من أجل هذا الملف.
وأفادت بأن هدف هذا البرنامج هو الربط والتواصل المباشر بين الجاليات والوزارة نظرًا لأن الدولة تعتبر صوت الجاليات في القلب من عملية التنمية.
وقالت الوزيرة: "رفعنا نتائج وتوصيات إحدى المؤتمرات المهمة، وهو مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج ندعو فيه العناصر البارزة في الجاليات، والجمعيات والنوادي والأعضاء الأكثر اهتمامًا بشئون الجالية"، موضحة أن من بين توصيات آخر مؤتمر هو إنشاء شركة للاستثمار بين المصريين في الخارج في الداخل المصري، وهو مطلب يعود لسنوات.
وأبرزت الوزيرة تنظيم أول معرض عقاري للمصريين في الخارج العام الماضي، تحت اسم "طيبة"، تحت رعاية أحد أبرز رموز الجالية المصرية في كندا، كريم بطرس، وتخطت مبيعات هذا المعرض العقاري في مايو الماضي 30 مليون دولار كندي، مما يعكس اهتمام المصريين في الخارج بأن يكون لهم موطأ قدم في مصر عبر سكن يعودوا إليه.
وفي ختام كلمتها، قالت وزيرة الدولة للهجرة إنه تم التواصل مع العديد من النماذج المشرقة للمصريين في كندا، منوهة في هذا الإطار بالسيدة دورين أسعد، ذات الأصول المصرية، وعمدة لمدينة كندية تشتهر باستقبال المصريين، وأعربت عن استعداد كندا واستعداد مقر العمودية على الربط بين الجالية المصرية وكندا بشكل عام وبين مصر، وتعزيز العلاقات المصرية الكندية.