الصين تدرس تخفيف الحظر على واردات الفحم الأسترالي
يناقش البيروقراطيون في الصين خططاً لاستئناف بعض واردات الفحم الأسترالي بعد فرض حظر امتد لعامين تقريباً، تزامناً مع تحسن العلاقات بين البلدين.
أجرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح محادثات أمس الثلاثاء حول عروض للسماح لأربع شركات مستوردة للفحم هي: "تشاينا باوو ستيل غروب كورب" (China Baowu Steel Group Corp)، و"تشاينا داتانغ كورب" (China Datang Corp)، و"تشاينا هواننغ غروب" (Huaneng Group Co)، و"تشاينا إنرجي انفستمنت كورب" (China Energy Investment Corp) بإجراء عمليات شراء جديدة هذا العام، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.
أشار مصدران إلى أنَّ واردات الفحم يمكن أن تُستأنف في 1 أبريل.
في هذا الإطار لم ترد اللجنة على الفور على فاكس يطلب التعليق، كما لم تستجب "تشاينا باوو "، و"تشاينا داتانغ"، و"هواننغ"، و"تشاينا إنرجي إنفستمنت" على طلبات التعليق.
وفرضت الصين، التي كانت في العادة مستهلكة رئيسية للفحم المستورد من أستراليا - من بين أكبر شركات الشحن في العالم - حظراً غير رسمي في أواخر عام 2020 نتيجة لتصاعد العداوة بين كانبرا وبكين حول قضايا شملت دعوات لإجراء تحقيق مستقل في أصول نشأة فيروس كورونا.
عودة العلاقات بين الصين وأستراليا
قفزت قيمة أسهم الشركات المصدرة للفحم الأسترالي، بما في ذلك "وايت هيفين كول" (Whitehaven Coal Ltd) و"يان كول أستراليا" ( Yancoal Australia Ltd) إثر انتشار معلومات عن تخفيف الحظر، في حين تراجعت قيمة أسهم الشركات المنتجة المحلية في الصين مثل "يان كوانغ إنرجي غروب" (Yankuang Energy Group Co) بسبب احتمالات زيادة الإمدادات.
واصل الدولار الأسترالي تحقيق مكاسبه، فقد ارتفعت قيمته بما يصل إلى 1.3% ليسجل 68.17 سنت أمريكي، وهو أكبر ارتفاع يشهده في حوالي ثلاثة أسابيع.
توجهت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إلى بكين في ديسمبر في أول زيارة رسمية من نوعها منذ سنوات، بينما أشار مسؤولون أستراليون إلى استعداد بلادهم لإعادة النظر في وضعها مع الصين في منظمة التجارة العالمية في حال رفعت بكين القيود التي فرضتها.
تعزيز المنافسة على توريد الفحم
سبق أن درست السلطات الصينية تخفيفاً محتملاً للقيود المفروضة على الفحم الأسترالي في يوليو الماضي، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على المحادثات في ذلك الوقت، حيث يسعى البيروقراطيون في الصين إلى تجنّب أي تكرار لنقص إمدادات الطاقة على نطاق واسع كما حدث في عام 2021 والمزيد من الانقطاعات في أواخر العام الماضي، كما تُنذر المخاوف من أنَّ القيود التي تفرضها أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية قد تعزز المنافسة على الفحم من الدول الرئيسية الموردة للصين مثل إندونيسيا.
حوّلت الشركات الأسترالية المصدرة للفحم تركيزها إلى أسواق في أماكن أخرى في آسيا وأوروبا وسط تفاقم أزمة الطاقة التي عززت المنافسة العالمية على السلعة، ما قد يحد من تأثير أي انعكاس للسياسة المعتمدة من قبل الصين.
لا يتوفر في السوق الفورية حالياً سوى كميات محدودة من الإمدادات، وقد عززت الصين إنتاج الفحم المحلي إلى مستوى قياسي للحد من اعتماد البلاد على الواردات.
ارتفاع صادرات الفحم الأسترالي
من جهته، قال تيم بيكر، رئيس الأبحاث الكلية في "دويتشه بنك إيه جي" (Deutsche Bank AG) في سيدني: "فيما يتعلق بالتدفقات التجارية الفعلية؛ فإنَّها تعاني من (تثاؤب كبير)". مُضيفاً: "ارتفعت صادرات الفحم الأسترالي بشكل استثنائي على الرغم من أنَّ الصين لم تحصل علي أي منها"، مع ذلك، يُرجح أن تشهد إمدادات أستراليا من الفحم المعروفة بجودتها العالية طلباً ملحوظاً.
قال راي أتريل، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني في سيدني، إنَّ عودة الصين كمشترٍ لشحنات الفحم الأسترالي قد تساعد أيضاً على رفع الأسعار كما قد يكون هناك تأثير عام على المعنويات إثر أدلة على تحسن العلاقات مع الصين.
وفرضت الصين قيوداً سابقة على سلسلة من الواردات الأسترالية بدءاً من الفحم وصولاً إلى النبيذ حتى اللحم البقري والكركند.