رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«أشجار الكريسماس».. أجواء أردنية حزينة في الشوارع وإلغاء الاحتفالات الرسمية

نشر
مستقبل وطن نيوز

وسط حالة من الفرح والأمل، تنتظر شعوب العالم أعياد رأس السنة الميلادية "أعياد الكريسماس" وعيد الميلاد المجيد رغم اختلافها من بلد لآخر ولكنها قد تتشابه إلى حد كبير في طبيعة الاستقبال وربما الاحتفال أيضا.


وفي الأردن خلال هذه الأيام، يدخل الشعب الأردني العام الجديد وسط حالة من الحزن على شهداء الواجب من قوات الأمن العام خلال مداهمة خلية إرهابية الشهر الجاري لاعتقال مشتبه بهم في مقتل قائد بالشرطة.


ونتيجة لهذا السبب قررت الحكومة الأردنية إلغاء الاحتفالات الرسمية في البلاد كنوع من الحداد على أرواح الشهداء، فيما قررت الكنيسة الأردنية إلغاء كافة الأعياد المسيحية برأس السنة الميلادية نظرا للأوضاع الحالية.


وأعلن قادة الكنيسة الأردنية إلغاء جميع الأعياد في الأردن، وستقتصر الاحتفالات على الشعائر الدينية فقط في الأماكن المخصصة، وقد ذكر بيان المجلس الأردني لقادة الكنيسة أنه "تقرر إلغاء جميع احتفالات الكريسماس ورأس السنة الجديدة، باستثناء أداء الشعائر الدينية في الكنائس، تضامنا مع الوطن وقوات الأمن العام، ومع عائلات الثكلى الذين ضحوا بأبنائهم شهداء، حفاظا على الأردن المبارك".


وفي كل عام وفي هذه الأوقات، تنشر الجهات المنظمة للحفلات والفعاليات التي تقام بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، ولكن هذا العام في الأردن، لم يتم الإعلان عنها نظرا لأجواء الحزن التي تخيم على الشارع بسبب الأحداث الأخيرة.


وخلال جولة لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالعاصمة الأردنية عمان، لوحظ انتشار لأشجار الكريسماس كنوع من الإعلان عن بدايات العام الجديد وأعياد الميلاد ولكن لا توجد معبرات عن الاحتفالات بشكل كالمعتاد، فيما تحاول المحلات والمولات نشر حالة البهجة على الزبائن في هذه الأوقات الحزينة التي يمر بها الشعب الأردني.


مواطنون تحدثوا لـ/أ ش أ/، مؤكدين أنهم يشعرون بحالة من الحزن بسبب الأحداث الأخيرة، وأنهم لن يحتفلوا مراعاة لعائلات ودماء شهداء الوطن، معربين عن تأييدهم لحفظ أمن واستقرار الأردن.
 

وقالت المواطنة الأردنية "خولة زيود" إن الأوضاع في الأردن مستقرة وإلغاء الاحتفالات هذا العام قرار صائب في ظل حالة الحزن على شهداء الوطن خلال الأحداث المؤسفة مؤخرا، مؤكدة أنهم فقط يحاولون الخروج في الشارع بالأطفال من أجل إشعارهم بالعالم الجديد فقط.


بدوره، أعرب المواطن الأردني محمد حسن الطراونة، عن أمله أن يعم الأمن والاستقرار الأردن وسائر البلدان العربية، مؤكدا أن الأردن مر بظرف صعب خلال الأيام الأخيرة ويجب على الجميع التكاتف من أجل البلاد وأن إلغاء الاحتفالات لا يعني نهاية العالم فكل يوم يمر بأمن وسلام على الأردن وشعبه فهو عيد ونحتفل به.


المواطن زيد، أكد أن الأطفال يخرجون في الشارع من أجل التفاؤل بالمستقبل والعام الجديد، مشيرا إلى أن إلغاء الاحتفالات قرار سليم ويتواكب مع الأوضاع الراهنة وأن أمن واستقرار البلاد هو العيد الحقيقي، معربا عن أمله أن يمر العام وكل الأعوام بالخير والسلام على الأردن وقيادته وجيشه وشرطته وشعبه.


وقبل الأحداث الأخيرة ومع بداية الشهر الجاري، كانت شوارع الأردن قد اكتظت بالزينة وأشجار الكريسماس في مختلف الميادين والمدن وخاصة المدن التي يتواجد فيها عدد كبير من المسيحين، حيث شاركت الملكة رانيا العبدالله أهالي الفحيص بإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد، وتجولت في حارة الرواق ومعرض الفنون وسوق الكريسماس. 


كما كان قد شارك الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني، بداية الشهر الجاري، أبناء الطوائف المسيحية بإضاءة شجرة عيد الميلاد، في بلدة السماكية بمحافظة الكرك، بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد.


ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بأعياد الكريسماس على البيوت فحسب، بل تعم الشوارع والأماكن العامة والمحلات التجارية التي يقطنها المسيحيون، وتتزين بالإكسسوارات المضيئة الخاصة بهذه المناسبة، وتتواصل هذه الاحتفالات حتى عيد الغطاس، الذي يصادف في السادس من يناير من كل عام، وأن كانت غائبة عن الأردن بشكل كبير هذا العام.


وطقوس عيد الميلاد المجيد، ما هي إلا تذكير بميلاد السيد المسيح "عليه السلام" في بيت لحم قبل 2005 أعوام، فالمغارة التي يضعها المسيحيون تحت الشجرة تذكر بالمكان الذي ولد فيه، كما وترمز كذلك إلى التواضع. وتوضع داخل المغارة، كما يقول "مجسمات للسيدة مريم وماريوسف والرعاة والمجوس".


وترمز الشجرة "شجرة الكريسماس" إلى الحياة الجديدة، التي جاءت بميلاد السيد المسيح، حيث يبدأ المسيحيون في الاحتفال عشية عيد الميلاد ويسترجعون ما مر به السيد المسيح ويطلقون الأمنيات والتراتيل التي ترجو عودة العام المقبل بخير وسلام.

 

عاجل