وزير الخارجية الأمريكي: إيران تحتاج أسابيع لتكون قادرة على صنع سلاح نووي
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن تركيز العالم ينصب على احتجاجات إيران، المستمرة منذ سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أنه "لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الاحتجاجات".
وحذر بلينكن، من تقدم البرنامج النووي الإيراني مع وصول محادثات إحياء الاتفاق النووي إلى طريق مسدود، قائلاً إن إيران أمامها "أسابيع" لتصبح قادرة على صنع سلاح نووي.
وبشأن تأثير تلك الاحتجاجات على المنظام الإيراني، قال بلينكن في منتدى صحيفة "وول ستريت جورنال"، الاثنين، "أعتقد أن الاحتجاجات تخبرنا بأن الشعب الإيراني يريد أن يكون قادراً على التحدث عن القضايا التي يهتم بها، وتخبرنا بأن النظام يخشى السماح بحدوث ذلك ويقمع جهود الشعب للقيام بذلك، وليكونوا قادرين على تحديد مصير البلاد وما يريدون ارتدائه، وهذا بالنسبة لي علامة ضعف وليست قوة".
وأضاف: "لن أقدم أي تنبؤات بشأن ما سيؤول إليه هذا الأمر، ليس لدينا علاقات دبلوماسية مع إيران منذ فترة طويلة، الأمر يتعلق في الأساس بالشعب الإيراني، الأمر لا يتعلق بنا، أحد الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها النظام هو أنه عندما يرى احتجاجات يقول، سواء كان يصدق ذلك أم لا، إنها بتحريض من الولايات المتحدة وبعض القوى الخارجية".
وتشهد إيران احتجاجات على مستوى البلاد منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، أثناء احتجازها لدى الشرطة، وتمثل التظاهرات أحد أكبر التحديات التي يواجهها النظام الإيراني منذ ثورة 1979.
أسابيع لإنتاج سلاح نووي
ولفت بلينكن في حواره مع رئيس تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" خلال المنتدى، إلى أن وقت الاختراق، الذي يتطلبه إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي واحد، تقلص إلى "أسابيع".
وقال إن "الاتفاق النووي أجّل وقت الاختراق لفترة تتجاوز عاماً عندما كان الاتفاق سارياً، والآن، أصبح الأمر مسألة أسابيع"، مضيفاً أن "هذا تطور مؤسف".
ووصف وزير الخارجية الأمريكي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران بأنه "أمر مؤسف للغاية"، وأنه سمح لإيران باستخدامه كذريعة لتحرر برنامجها النووي من القيود التي وضعه الاتفاق فيها.
واعتبر أن الاتفاق النووي الإيراني، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" نجح أثناء سريانه في الفترة من 2015 إلى 2018، في تحقيق هدفه المتمثل في "وضع البرنامج النووي الإيراني في صندوق".
وأضاف: "من المؤسف للغاية أننا انسحبنا من هذا الاتفاق عندما كان الاتفاق سارياً، كانت إيران تفي بالتزاماتها".
يأتي ذلك في وقت قلصت فيه إيران من مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها، فيما وصلت فيه محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى طريق مسدود منذ سبتمبر الماضي، بسبب عدم التوافق بشأن قضايا عالقة.
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت إيران توسيع برنامجها النووي، بشروعها في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% القريبة من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة، تحت الأرض لأول مرة في محطتها في فوردو.
وجاء تصعيد إيران رداً على إصدار وكالة الطاقة الذرية قراراً ينتقد طهران بسبب "مماطلتها" في التحقيق حول العثور على آثار لليورانيوم في مواقع عدة غير معلنة.
وفي مطلع ديسمبر الجاري، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، المجتمع الدولي، إلى التحرك ضد طهران، محذراً من أنَّ إيران تستطيع امتلاك قنبلة نووية في غضون أسبوعين.
ومع ذلك، فإن واشنطن تعتبر أن الملف النووي خارج حساباتها "مؤقتاً"، بحسب ما أكد المبعوث الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي السبت الماضي، حين قال إن الولايات المتحدة ستركز جهودها على إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، وعلى دعم المتظاهرين في إيران.