فاينانشال تايمز: واشنطن تدفع بالحلفاء الأوروبيين لاتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه الصين
ذكرت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية أن الولايات المتحدة تدفع الحلفاء الأوروبيين إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه الصين في الوقت الذي تحاول فيه الاستفادة من قيادتها في أوكرانيا لكسب مزيد من الدعم من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لجهودها لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على المحادثات بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، قولهم إن واشنطن ضغطت في الأسابيع الأخيرة على أعضاء التحالف لتشديد لغتهم بشأن الصين والبدء في العمل على إجراءات ملموسة لكبح جماح بكين.
وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن مواجهة الصين كهدف رئيسي لسياسته الخارجية في بداية إدارته لكن جهوده تعقدت بسبب التركيز على الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ولكن مع دخول الحرب شهرها العاشر، تبذل واشنطن جهودًا متضافرة لوضع الصين على أجندة الناتو، على حد قول المصادر.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة كانت تحاول الاستفادة من الإجراء الذي كانت تتخذه بشأن أوكرانيا- بما في ذلك كونها أكبر مورد للأسلحة والمساعدات لكييف - في دعم أكثر واقعية لسياساتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأضاف أحد الأشخاص، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم نظرا لحساسية الأمر، أن "التحول من الأمريكيين في هذا الشأن كان ملحوظًا.. من الواضح حقًا أنهم قرروا الآن أن الوقت قد حان للمضي قدمًا في هذا الأمر".
وأشار مسؤول أمريكي كبير إلى أن الناتو وافق على "مفهوم استراتيجي" جديد في يونيو "للتعامل مع التحديات النظامية" التي تطرحها الصين.
وفي إشارة إلى تأييد 30 من حلفاء الناتو للمفهوم الجديد في قمة مدريد في يونيو، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن وزراء خارجية الناتو "سيتطرقون إلى سبل تعزيز قدرتنا على الصمود والتحديات التي تفرضها جمهورية الصين الشعبية" في اجتماعهم الوزاري في بوخارست برومانيا الذي يبدأ اليوم.
وأضاف المسؤول: "نحن نقدر بشدة ونشجع على اتباع نهج أوروبي موحد تجاه الصين".
وأشارت الصحيفة إلى أن تنسيق مقاربات أعضاء الناتو تجاه الصين يحتل مكانة عالية في قائمة الموضوعات التي ستتم مناقشتها في اجتماع الناتو.
ونوهت الصحيفة إلى أن العديد من الحلفاء الأوروبيين قلقون من أن المناقشات قد تصرف الانتباه عما يرون أنه أكثر إلحاحًا وهو تعزيز الدعم الثابت لأوكرانيا.
وألمحت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، يقوم الاتحاد الأوروبي أيضًا بتقييم طرق تقوية علاقاته التجارية مع الصين، كما أن الغالبية العظمى من دول الناتو بما في ذلك ألمانيا وفرنسا مترددة في مواءمة مواقفها من الصين مع مواقف واشنطن.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: "لنفترض أن الولايات المتحدة لديها ميل معين لأن تكون توجيهية، ليس فقط بشأن الصين ولكن بشأن كل شيء. .هل سنصبح، على سبيل المثال، منعزلين تمامًا وفي المنتصف بين الصين والولايات المتحدة؟ أنا لا أعتقد ذلك".
وفي الشهر الماضي، أصدرت إدارة بايدن استراتيجيته للأمن القومي، والتي أوضحت أن الصين لها الأولوية الأمنية على روسيا، على الرغم من تهديد الأخيرة "الفوري والمستمر".
وأعلنت كندا يوم الأحد عن استراتيجيتها الأولى لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث حددت إنفاقًا جديدًا للتعامل مع الصين "التخريبية".