مقتطفات من مقالات كتاب الصحف.. «درس من شرم الشيخ» و«لبنان.. الأزمة والانهيار»
سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم /الأربعاء/ الضوء على موضوعات تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
الإعدام للخاطفين
ففي مقاله /صندوق الأفكار/ بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (الإعدام للخاطفين)، ثمن الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة جهود عيون مصر الساهرة من رجال وزارة الداخلية ونجاحهم في إعادة الطالبة الجامعية المختطفة إلى أسرتها في أقل من 24 ساعة.
وأكد أن هذا جهد عظيم، ورائع يحتاج إلى سرعة الإجراءات من النيابة العامة، وإحالة هؤلاء المجرمين إلى المحاكمة العاجلة بتهمة خطف أنثى، وتهديد حياتها، وترويع أسرتها، والمجتمع.. معربا عن أمله في أن يتم الحكم على هؤلاء المجرمين بالإعدام شنقا، لأن هذا هو الحكم العادل ضد هؤلاء، وليس مطلوبا أن يتم سجنهم بأقصى العقوبات حتى لو كانت هذه العقوبات هي الأشغال الشاقة المؤبدة.
وقال إن هؤلاء لا يستحقون الحياة، لأنهم قاموا، مع سبق الإصرار والترصد، بخطف أنثى، وتهديد حياتها، وترويع أسرتها.. مضيفا إن القصاص الوحيد منهم هو الإعدام لمصلحة تنظيف المجتمع من هؤلاء، وأمثالهم.
لبنان.. الأزمة والانهيار
وفي مقاله /كل يوم/ بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (لبنان .. الأزمة والانهيار)، قال الكاتب الصحفي مرسي عطا الله إنه لا شك في أن استمرار عجز الفرقاء اللبنانيين عن التوافق على مرشح مقبول يحظى بدعم إقليمي ودولي يعني أن أزمة الشغور الرئاسي ستطول ويطول معها زمن الانهيار الاقتصادي والتخبط السياسي وهو ما حذر منه نبيه بري رئيس مجلس النواب بقوله: إن لبنان لم يعد يحتمل غياب التوافق أكثر من ذلك.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن مجلس النواب اللبناني سيظل عاجزا عن إنجاز انتخاب رئيس جديد طالما ظل العناد هو سيد الموقف في تعاطي كافة القوى السياسية للأزمة، حيث تغلب رغبات المكايدة على ضرورات التوافق.
وتساءل الكاتب إلى متى سيظل مجلس النواب اللبناني عاجزا عن الخروج من هذا المأزق رغم انخفاض النصاب القانوني اللازم لانتخاب الرئيس من أغلبية الثلثين «86 صوتا» إلى الأغلبية المطلقة «65 صوتا»؟.. قائلا إن الجواب فيما يبدو ليس في أيدي اللبنانيين وحدهم وإنما وكما حدث مرارا في أزمات سابقة يحتاج الأمر إلى مقايضات سياسية إقليمية ودولية يبدو أن مؤشراتها لم تظهر بعد في الأفق.
استمرار الحرب
وفي مقاله /بدون تردد/ بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (استمرار الحرب 1)، أفاد الكاتب الصحفي محمد بركات بأنه رغم الغياب المؤكد والواضح لإمكانية أو فرص التنبؤ، بما يمكن أن تسفر عنه الحرب الدائرة الآن وطوال الشهور التسعة الماضية بين روسيا وأوكرانيا من نتائج على الأرض، في ظل ما يكتنفها ويحيط بها من تعقيدات وتشابكات تجعل من هذا التنبؤ فعلا مستحيلا أو شبه مستحيل على أقل تقدير، إلا أن هناك حقيقة واحدة يمكن الوثوق بها والارتكان إليها في هذه القضية.
ولفت إلى أن هذه الحقيقة تقول بكل حسم إن هذه الحرب الروسية - الأوكرانية مازالت مستمرة ومشتعلة حتى إشعار آخر، وليس واضحا ولا معلوما متى يكون هذا الإشعار مدركا أو متاحا، في ظل ما هو مؤكد حتى الآن من غياب واضح للإرادة السياسية لطرفي الصدام المباشر في هذه الحرب لوقفها، أو وضع نهاية لها، أو حتى الجلوس إلى مائدة المفاوضات للبحث في ذلك.
وأكد أنه عندما نتحدث عن طرفي الصدام، فإننا نعني ما يعلمه ويدركه العالم كله الآن ومنذ بداية الحرب، بأن المقصود هنا ليس أوكرانيا وروسيا، رغم كونهما بالفعل هما طرفا الصدام الظاهر، ولكن المقصود هو الطرفان الحقيقيان وهما: الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أوروبا الغربية في مواجهة روسيا الاتحادية.
وأفاد بأنه طبقا لما نراه جاريا منذ اندلاع المعارك وحتى الآن، نستطيع أن نؤكد أنه لا رغبة ولا إمكانية لدى طرفي الصراع أمريكا وروسيا، في الوصول لنهاية الطريق في الصراع المسلح الآن، وفي المستقبل المنظور، ما لم يحدث تطور غير متوقع ولا منتظر من أحدهما أو كليهما.
ولفت الانتباه إلى أن هذا التطور غير المتوقع هو أحد أمرين، أولهما.. أن يتفق الطرفان الروسي والأمريكي على وقف القتال ووضع نهاية للحرب، واللجوء إلى المفاوضات بحثا عن حل مقبول من الطرفين الروسي والأوكراني، وهو الأمر غير المتوقع حتى الآن.. وثانيهما.. أن تنتهي الحرب بهزيمة واضحة لأحد الطرفين، واضطراره للإعلان عن خروجه من الصراع، وقبول الأمر الواقع واعترافه بالهزيمة، وهذا أمر غير متوقع ولا منتظر في ظل المعطيات والحقائق القائمة على أرض الواقع.
ما بعد الحرب
وفي مقاله /في الصميم/ بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (ما بعد الحرب)، قال الكاتب الصحفي جلال عارف إنه يبدو من التحركات الأمريكية العديدة في هذه المرحلة أنها تعد لمرحلة ما بعد حرب أوكرانيا، وتستعد لامتلاك أكبر عدد من أوراق القوة في الصراع المستمر على قيادة العالم.
وأضاف أن أمريكا تخلت عن فكرة استمرار حرب أوكرانيا حتى الهزيمة الكاملة لروسيا، ليصبح الحديث الآن عن حل تفاوضي يحفظ ماء وجه الجميع وينهي حرباً وصلت إلى نقطة الاختيار بين التهدئة أو التصعيد الذي قد يفتح الباب لصدام نووي يدمر كل شىء.. ومازال الحل السياسي بعيداً، لكن الباب إليه انفتح رغم كل الصعوبات.
ولفت إلى أنه في نفس الوقت، تمضي جهود التهدئة مع الصين، ويجيء أول لقاء مباشر بين الرئيسين الأمريكي والصيني على هامش قمة العشرين لينهي مرحلة التوتر الحاد بين القوتين الأكبر والتي وصلت لمداها مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية «بيلوسي» لتايوان، ولتنطلق مرحلة من اللقاءات المهمة بين مسئولي البلدين آخرها لقاء وزيري الدفاع بالأمس ثم الزيارة القادمة لوزير الخارجية الأمريكي للصين.. والأهم هو أن مناخ التهدئة يسود، والطرفان يعلنان التوافق على تنظيم التنافس بينهما واستبعاد الصراع.
ونبه إلى أن ذلك يحدث بينما كل طرف من الاثنين يمضي في برامجه لمضاعفة قوته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ويقوي من تحالفاته.
وقال الكاتب الصحفي إن ما يهمنا هنا هو أن الشرق الأوسط لن يكون بعيداً عن هذا الصراع كما كان البعض يتصور حين بدأ مركز المواجهة يتجه إلى الشرق الآسيوي، مضيفا أن حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن لشرم الشيخ لم يكن فقط لتأكيد عودة اهتمام أمريكا بقضية المناخ، وإنما كان أيضا تأكيداً على أن أمريكا لن تنسحب من المنطقة التي تتعاظم فيها مصالحها.
وأفاد بأن الدول الكبرى تعيد ترتيب أوراقها استعداداً لما بعد الحرب في أوكرانيا استبعاد خيار الحرب المدمرة لا يعني أن «التنافس» سيكون سهلاً.. الصراع على مناطق النفوذ والثروات سيشتد، والحرب التجارية بدأت بالفعل وستستمر.. التحديات ستكون كبيرة في منطقتنا، والفرص أيضا ستكون متاحة.. بناء القوة الذاتية وتوحيد الجهد العربي مطلوبان أكثر من أي وقت مضى.
درس من شرم الشيخ
وفي مقاله /من آن لآخر/ بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان (درس من شرم الشيخ)، أكد الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة، أن السؤال المهم الذي يتردد الآن بقوة ماذا بعد النجاح الكبير والذي فاق التوقعات لقمة المناخ التي استضافتها مصر؟ مشددا على أنه لا يجب أن يمر هذا النجاح مرور الكرام، بل نستخلص منه الدروس وأسباب التألق والإبداع، ليس فقط قمة شرم الشيخ، ولكن هناك دروسا ورسائل مهمة رسختها الدولة المصرية على مدار 8 سنوات، فقد نجحت في تغيير الكثير من المفاهيم والمعتقدات والثقافات الخاطئة، وفتحت أبـواب الطموح على مصراعيه، خاصة أن الدولة المصرية كسرت قواعد المستحيل، وتجاوزت العقبات والتحديات.
وشدد على أنه لكي تعرف هذه الحقيقة يكفيك أن تقرأ دفتر أحوال الدولة المصرية قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتدرك كيف نجح في تحقيق ما يقترب من المعجزة الحقيقية على أرض الواقع في الداخل والخارج.