المفتي: الترجمة من الجسور المهمة للتبادل الحضاري بين شعوب العالم
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن المملكة العربية السعودية عبر تاريخها المشرف قد أولت اهتمامًا بالغًا خاصًّا بالعلم والعلماء، وإنشاء الجامعات والكليات والمعاهد والمكتبات، وشهدت نهضة علمية كبرى، أشاد بها القاصي والداني.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في حفل توزيع جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة، الذي أقيم بجامعة القاهرة، حيث أكد المفتي على أن الحركة العلمية في المملكة العربية السعودية، شهدت اهتمامًا كبيراً من السادة المسئولين لا سيما حركة الترجمة والنشر.
وكان من ثمرات هذه النهضة العلمية الرائدة أن تمنح للأعمال المتميزة والجهود المبدعة في مجال الترجمة جائزة تقديرية تشجيعاً للباحثين بشكل خاص ودعماً لحركة الترجمة المتميزة بشكل عام، مشيرًا إلى أن الترجمة من الجسور المهمة للتفاعل والتبادل الحضاري والمعرفي بين شعوب العالم.
وتوجه فضيلة المفتي بالتحية والتقدير إلى المملكة العربية السعودية راعية العلم والعلماء، وإلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى الصروح العلمية بالمملكة العربية السعودية لا سيما مكتبة الملك عبدالعزيز المباركة، والدكتور فيصل بن معمر، المشرف على الجائزة.
وأضاف: “إذا أنعمنا أنظارنا في تاريخنا العربي والإسلامي، لوجدنا ما كان لبواكير حركة الترجمة من أثر حميد مشكور في بناء جسور التواصل المعرفي بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم والحضارات، وما كان للترجمة من فضل كبير وأثر بالغ في نقل العلوم والمعارف المتنوعة إلى الحضارة العربية والإسلامية”.
وأكد أنه في العهد الأموي بدأت تلك البواكير على يد الأمير خالد بن يزيد، ثم نشطت في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز، ثم بلغت حركة الترجمة ذروتها في عهود الخلافة العباسية كخلافة أبي جعفر المنصور وهارون الرشيد، إلا أن الثورة المعرفية الكبرى التي تفجرت بحركة ترجمة واسعة وشاملة في عصر الخليفة المأمون كان لها أكبر الأثر في امتداد أواصر التواصل المعرفي بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم.
وتابع فضيلته موضحًا أن العصر الحديث شهد جهودًا عظيمة لمصر مشكورة في هذا الجانب المعرفي بمؤسساتها العريقة لا سيما لجنة التأليف والترجمة والنشر التي أمدت المكتبة العربية والإسلامية بدرر لا زالت تعد رافداً أساسيًّا من روافد العلم والمعرفة، وقد أسهمت المملكة العربية السعودية ومراكزها البحثية ومكتباتها العريقة بنصيب وافر في دعم وتنشيط وتطوير حركة الترجمة.
وفي ختام كلمته، لفت فضيلة المفتي النظر إلى أن تبادل العلم والمعرفة بين الشعوب يظل هو الجسر الأعظم للتواصل ونشر قيم المحبة والسلام عوضًا عن النزاعات والحروب، مؤكدًا أن الملك عبد الله كان رجلاً محبًّا للعلم ومحبًّا للسلام ومحبًّا للخير ومحبًّا لمد جسور التواصل والمحبة بين شعوب العالم، ونسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يبارك في عمر وعافية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.