القنطرة شرق.. معركة تدمير أقوى حصون خط بارليف
تعتبر معركة القنطرة شرق، إحدى أهم معارك حرب أكتوبر 1973؛ حيث تمكنت القوات المصرية من دك الحصون المنيعة في منطقة القنطرة شرق، التي وصفت بأنها أقوى حصون خط بارليف، فيما استمر القتال في معرك القنطرة شرق ومحاولات هدمها يومين كاملين في 7و8 أكتوبر.
ففي مساء يوم 8 أكتوبر، استطاعت الفرقة 18 مشاة، هدم حصول الاحتلال وتحرير مدينة القنطرة شرق، بينما جرى القتال داخل وخارج منطقة القنطرة وفي شوارعها، حتى أعلنت قوات الاحتلال استسلامها، وتم أسر عدد كبير من أفراد الاحتلال، وإعلان تحرير المدينة بالكامل.
ومع انطلاق لحظة الصفر ظهر يوم السادس من أكتوبر، بدأ تنفيذ عملية تحرير القنطرة شرق، وكانت الفرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق وفي قلبها مدينة القنطرة شرق، التي يقودها العميد فؤاد عزيز غالي ترصد ما يجري على الضفة الشرقية في قطاع الفرقة ومسرح العمليات المنتظر لعمليات الفرقة في القنطرة شرق؛ حيث كانت أمام الفرقة 7 نقاط حصينة لخط بارليف في المسافة المواجهة للفرقة، والتي تبلغ 37 كيلومترا بينما مواجهة مدينة القنطرة شرق تبلغ 18 كيلومترا وتحميها 4 نقاط حصينة قوية ويبلغ عمق مسرح العمليات 15 كيلومترا، وهى المسافة التي تحميها قوات الدفاع الجوي ضد أية هجمات جوية إسرائيلية رغم ما تدعيه القوات الإسرائيلية من خطورة الذراع الطويلة لقواتها الجوية.
وبدأت فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، في اقتحام وعبور القناة.
وجاءت البشرى سريعة في الساعة الخامسة و10 دقائق مساء يوم 6 أكتوبر بفتح وتمهيد أول ممر أو فتحة في الساتر الترابي شرق القناة في مواجهة الجيش الثاني الميداني في نطاق الفرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق ليبدأ بعهدها إقامة الكوبري المواجه لها.
توالي فتح الثغرات
وتوالي بعدها فتح الثغرات وبدء تركيب كباري العبور في نطاق الجيش الثاني الميداني وفي نطاق الجبهة كلها ورغم تدمير الكوبري الذي تم تركيبه أمام القنطرة شرق فقد قامت وحدات الفرقة بالعبور على المعديات ،وكان لديها على الضفة الشرقية للقناة ليلة 7 أكتوبر وحتى صباح يوم 7 أكتوبر ثاني أيام المعركة لواء مدرعات لحق بوحدات المشاة التي عبرت على المعديات والقوارب المطاطية والمركبات البرمائية.
وفي الوقت الذي كان يتم فيه فتح الثغرات وإقامة الكباري كانت قوات الفرقة المشاة التي يقودها العميد فؤاد عزيز غالي تعبر القناة وتنفذ الخطة الموضوعة "الهجوم بأكبر سرعة ممكنة"على مدينة القنطرة شرق بالمواجهة وبكل القوة الضاربة المخصصة للمهمة دفعة واحدة للهجوم على القوات الإسرائيلية بالمدينة وما حولها وبمواجهة 18 كيلومترا ومهاجمة النقط الحصينة التي تحمي مدينة القنطرة شرق.
سقوط النقطة الأولى
وكانت النتيجة سقوط أول نقطة حصينة النقطة رقم (1) في منطقة القنطرة شرق وفي نطاق الجيش الثاني الميداني ليرتفع عليها العلم المصري.
وبعدها استمر تنفيذ الخطة لتحرير القنطرة شرق للسيطرة على النقط الحصينة الثلاث الأخرى التي تحمي مدينة القنطرة شرق ثم سقطت النقطة الرابعة، وحاصر المدينة من الخلف شرق المدينة لمواجهة أية قوات إسرائيلية قادمة من عمق سيناء ليوقف تقدمها، ويمنعها من التقدم إلى المدينة وإجبارها على الانسحاب أو الفرار إلى عمق سيناء في الشرق.
وبدأت بشائر النصر مع سقوط أول نقطة حصينة في الساعة الثالثة تماما في أقل من نصف ساعة منذ لحظة العبور، واستمرت القوات المصرية في القتال.
حرص العميد فؤاد عزيز غالي على توزيع قواته حول المدينة في نطاقات متتالية تتعامل مع القوات الإسرائيلية داخل المدينة وخارجها وفي النقط الحصينة والقوات الاحتياطية الإسرائيلية التي كانت مخصصة لنجدة القوات الإسرائيلية بالقنطرة شرق، وتم حصار المدينة بعد 35 دقيقة فقط أى قبل الساعة الرابعة ظهرا رغم الهجمات المضادة التي كانت تقوم بها القوات الإسرائيلية في محاولة لاستعادة المدينة من أيدى القوات المصرية، واستمرت القوات المصرية في التمسك بالمدينة حتى آخر ضوء عند غروب شمس يوم 6 أكتوبر 1973؛ حيث أحكمت سيطرتها على المدينة من جميع الجهات.
معارك عنيفة
وخاضت الفرقة المصرية المكلفة بتحرير مدينة القنطرة شرق معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية التي حاولت التمسك بمواقعها، بعد سقوط الحصون الثلاثة وحصار الحصن الرابع، ثم استولت القوات المصرية على جزء من الحصن، وتمسكت به حتى سقط الحصن مع أول ضوء صباح يوم 7 أكتوبر1973.
وتقدمت القوات المصرية إلى جنوب الحصن بمسافة 3 كيلومترات، وبعد أن خسرت القوات الإسرائيلية 37 دبابة ولم يتبق لها سوى 4 دبابات، وحاولت القوات الإسرائيلية أن تستخدمها كرأس حربة لفتح ثغرة لاقتحام الحصن ولكن القوات المصرية دمرت الدبابات الأربع الإسرائيلية لتحكم سيطرتها على مدينة القنطرة شرق وتفشل جميع المحاولات الإسرائيلية في استعادتها، وتستمر القوات المصرية في تنفيذ بقية المهام ليتم تحرير القنطرة شرق تماما وفي القلب منها مدينة القنطرة شرق.