مقتطفات من مقالات كُتَّاب الصحف.. «تساؤلات مشروعة لأصحاب العقول» و«فكروا تَصِحُّوا!»
سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم /الاثنين/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
في صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إن الإحصائيات والتقارير الدولية تشير إلى أن 828 مليون شخص في العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوميًا بسبب التحديات التي تواجه العالم، وأبرزها تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية خاصة أن الدولتين من الموردين الرئيسيين للقمح والحبوب في العالم، وهناك عشرات الملايين يعانون من اضطرابات في الأمن الغذائي بسبب الأزمات العالمية.
وأوضح توفيق - في مقاله بعنوان «تساؤلات مشروعة لأصحاب العقول» - أن مصر ليست من الدول أو الشعوب التي تعاني من اضطرابات أو انعدام في الأمن الغذائي رغم الجوائح والأزمات العالمية لأسباب كثيرة، أبرزها التخطيط الجيد والرؤية الثاقبة ووضع مبادئ حاكمة وعدم ترك الأمور للصدفة أو الاعتباطية، ولكن كل شيء يمضي وفق استراتيجية، لذلك كانت وما زالت رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في أهمية وحتمية وجود مخزون واحتياطي استراتيجي من السلع الأساسية يكفي لأكثر من 6 أشهر على الأقل، وإذا لم تكن تملك القدرة الاقتصادية والمالية على توفير هذا الاحتياطي الضخم لم تكن لتستطيع أن تحتفظ برصيد يكفي الشعب لأكثر من 6 أشهر، لذلك فإن الاقتصاد المصري بالفعل قوي ومرن وقادر على الوفاء باحتياجات المصريين والوفاء بالالتزامات الدولية وتحمل الصدمات والتداعيات التي جاءت من الأزمات العالمية.
وأضاف توفيق أن هذا المبدأ المهم تدعمه نجاحات وإنجازات عملاقة على مدار الـ8 سنوات الماضية، خاصة مشروعات الأمن الغذائي مثل التوسع في استصلاح وزراعة ملايين الأفدنة وضمها إلى الرقعة الزراعية، وما يجرى في توشكى ملحمة تاريخية، وقصة نجاح عبقرية سوف تعود على المصريين بالخير والنماء والازدهار والاكتفاء، وأيضًا مشروعات الاستصلاح والزراعة في سيناء وفي الدلتا الجديدة والمليون ونصف المليون فدان، والصوب الزراعية والمشروعات العملاقة في مجال الثروة السمكية والحيوانية والداجنة، والمشروع القومي لصوامع الحبوب والغلال العملاق والمستودعات الاستراتيجية في الموانئ لتخزين الزيوت والبوتاجاز والمواد البترولية.
وأشار إلى أن هذه الطفرة العملاقة وغير المسبوقة في المشروعات القومية في مجال الأمن الغذائي تعرضت لهجوم وإساءات وتشكيك وتشويه وأكاذيب، لكنها أثبتت للجميع أنه لولاها ما حظيت مصر بالأمن الغذائي، وعانت أثناء الجوائح والأزمات من اضطرابات قاسية في مجال الأمن الغذائي وربما كنا في عداد الـ828 مليون شخص في العالم الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، لأننا كنا نعتمد على استيراد احتياجاتنا من السلع الأساسية بنسبة 56% قبل الرئيس السيسي.
وتابع توفيق أنه لذلك يتوجب على المواطن المصري أن يواجه الحقيقة والواقع ولا يلتفت لأكاذيب وشائعات وحقارة الإخوان المجرمين، فجميع المشروعات القومية راسخة على أرض الواقع أتت ثمارها وأثبتت جدواها، والسؤال الذي يجب أن يطرحه المواطن المصري على نفسه ماذا لو لم تكن هذه المشروعات القومية العملاقة موجودة، ماذا كان حالنا الآن في ظل الأزمات والجوائح، والعالم يتألم وهناك الملايين يتضورون جوعًا، وفي بلدان متقدمة لا تنفع السيولة لتوفير احتياجات الشعوب من السلع الأساسية، والسؤال المهم ماذا كان حال الناس إذا لم تكن المشروعات القومية العملاقة كثيفة العمالة، هل كانت هناك فرص عمل تفتح أبواب الرزق والعيش الكريم، وهل كانت البطالة لتنخفض إلى 2.7% وتصبح مصر من أهم وأبرز الدول التي نجحت في تخفيض معدلات ومستويات البطالة وتحقق هذا الرقم الذي لم يتحقق منذ 20 عامًا.
ولفت الكاتب عبد الرازق توفيق إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل أمس توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وهذا يؤكد أن مصر جاهزة لاستقبال كبرى البطولات العالمية في مختلف الألعاب الرياضية، حيث تقدمت مصر بطلب لاستضافة أولمبياد 2036، وأشار الرئيس السيسي في حديثه إلى جهود مصر في تطوير وتحديث البنية التحتية الرياضية بكل مرافقها على مستوى الجمهورية وتشييد مدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى ما تم من رفع كفاءة المطارات الدولية وشبكة النقل والمواصلات وتطوير الطرق والمحاور في كل ربوع البلاد.
ونوَّه توفيق بأن العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت تضم أعظم القلاع والمنشآت بأرقى وأعلى المعايير والمواصفات العالمية ومنها مدينة مصر للألعاب الأولمبية وغيرها من مدينة الفنون والثقافة، فنحن أمام كيان عالمي يليق بالجمهورية الجديدة، ولعل إشادة وانبهار توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية بالإمكانيات والقدرات المصرية والبنية التحتية الرياضية فيها وبالأخص مدينة مصر للألعاب الأولمبية تضرب بقوة ادعاءات وأكاذيب وشائعات التشكيك من الإخوان المجرمين ومنابرهم التي تروج الفحش الإعلامي والخيانة في أحقر معانيها.
وألمح توفيق إلى أن مصر لديها بنية تحتية من مطارات دولية وشبكة نقل ومواصلات وطرق ومحاور عصرية، وهو أمر مهم وعبقري يدركه الخبراء وبناة الدول الحديثة، فلا وجود لاستثمارات أو سياحة أو استضافة مناسبات دولية مرموقة تليق بمصر مثل قمة التغير المناخي، أو بطولات رياضية مثل بطولة العالم لكرة اليد التي استضافتها مصر في أوج وذروة جائحة «كورونا» ونجحت بامتياز ونالت إشادة وإعجابًا دوليًا، ثم إن هذه البنية التحتية من شبكة مطارات دولية ونقل ومواصلات وطرق ومحاور وربطها بالبنية التحتية الرياضية في مصر تؤهلنا لاستضافة أكبر البطولات العالمية، وعلى رأسها الأولمبياد التي تجرى سباقاتها في عشرات الألعاب، وهو ما يعكس أن مصر لديها بنية تحتية رياضية في كل الألعاب الأولمبية والدولية تستطيع تنظيمها بجدارة وبإمكانيات هائلة، وهو ما يؤكد أن الدولة المصرية كانت وما زالت على الطريق الصحيح لبناء دولة حديثة ترتكز على قدرات هائلة في كافة المجالات.
وأشار توفيق إلى أنه على مدار «8 سنوات» أو أكثر لم تتوقف سيول الشائعات والأكاذيب الإخوانية وأسيادهم من أعداء مصر، لكن المصريين لم يلتفتوا لأحاديث الإفك الإخوانية، ومضوا في طريق البناء والتنمية والتقدم، وحققوا ما فاق التوقعات، وهو الأمر الذي زاد من جنون الجماعة الإرهابية ورفع وتيرة الأكاذيب، وهو ما يعكس أن الشعب المصري أصبح على يقين بخيانة تنظيم الإخوان الإرهابي وعمالته ضد الوطن، لكن الإخوان تجرى في عروقهم عقيدة الكذب الفاسدة.
ونبَّه الكاتب عبد الرازق توفيق إلى أن مصر على موعد مع الأحداث العالمية والدولية، فإذا كانت جاهزة لاستضافة قمة المناخ في نوفمبر القادم، وتتقدم لاستضافة «أولمبياد 2036»، فإنها أيضًا على موعد مع تعانق التاريخ والحضارة في مكان واحد، هو المتحف الكبير الذي يضم كل صنوف الحضارة المصرية على مر العصور وهو حدث جلل ينتظره العالم، وتحولت المنطقة التي يوجد فيها المتحف الكبير والمحيطة بها إلى آفاق غير مسبوقة.
وأكد توفيق أن افتتاح المتحف الكبير سيكون حدثًا ثقافيًا وحضاريًا سيخطف اهتمام وأنظار العالم، ويعكس عظمة الحضارة المصرية وينشط السياحة المصرية ويجسد ما وصلت إليه مصر من تقدم واهتمام واحترام للحضارات المختلفة، واعتزازها وفخرها بعظمة الأجداد، وسيكون المتحف الكبير «رسالة سلام» إلى العالم، وتعريف الأجيال الجديدة منه بقيمة وعظمة مصر التي ساهمت في الحضارة الإنسانية بقدر وفير.
وبيَّن توفيق أن سبب الهجوم على مصر، وإطلاق العنان للأكاذيب والشائعات والإساءات والتشكيك والتسفيه، يعود في الأساس لنجاحاتها وإنجازاتها التي فاقت كل التوقعات، فأعداء مصر لديهم يقين بأن تقدم وقوة مصر ليس في مصلحة مخططاتهم الشيطانية، وأوهامهم العبثية، قوة مصر وتعافيها يقضي مضاجع أعدائها، ولطالما هي مستهدفة بالمؤامرات والمخططات وحملات الأكاذيب والشائعات، لكن كل ذلك يفسر أهمية وقيمة مصر.
واعتبر توفيق أن قرار تثبيت أسعار الفائدة الذي اتخذه البنك المركزي يعتبر قرارًا عبقريًا في رسائله، فهذا القرار يؤكد ثقة مصر في اقتصادها وإمكانياتها وأيضًا في قرارها الوطني المستقل، والذي ينبع من داخلها وضميرها الشريف، و«مصر ـ السيسي» عهدناها لا تخضع لأي إملاءات أو ابتزاز ولا تسمح لأي من كان أن يتدخل في شئونها وقرارها الوطني المستقل، «مصر ـ السيسي» التي نعهدها دائمًا رهن إرادة هذا الشعب، تلك هي فوائد امتلاك القوة والقدرة، فعندما تكون قويًا لا يجرؤ أحد أن ينال منك أو يقترب من قرارك، تلك هي معادلة القوة والقدرة التي صاغها الرئيس السيسي لمصر في الجمهورية الجديدة، وترتكز على الاحترام المتبادل والندية، وعدم السماح لأي قوة في التدخل في الشأن أو القرار المصري.
أسامة سرايا يكتب: "فكروا تَصِحُّوا..!"
وفي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب أسامة سرايا إن إدراك أن النجاح يُولِّد نجاحا كان حقيقة ماثلة في إنشاء التحالف الدولي للطاقة من أجل التنمية الذي حشدت له مصر طاقتها لتجميع أكبر قدر من المؤسسات الدولية من أجل التنمية في جميع أنحاء العالم، والطاقة الجديدة.
وأوضح سرايا - في مقاله بعنوان "فكروا تَصِحُّوا..!" - أنه على هامش فعاليات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كان الاستهداف المصري هو توسيع نطاق التحول العادل إلى الطاقة المستدامة في جميع أنحاء العالم، والحفاظ على درجة حرارة الأرض أقل من 1.5 درجة من خلال حشد قادة دوليين، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المهتمة، والمؤسسات غير الربحية، وأن توجه اهتماماتها إلى الاقتصادات الناشئة، وأن تدفع شركات التكنولوجيا، ومؤسسات التمويل إلى الاقتصاد الأخضر، فهذا ما يحقق النمو الشامل، وهنا مصر هي محام كل إفريقيا، وعلى أرضها يُعقد المؤتمر العالمي للمناخ في نوفمبر القادم بشرم الشيخ لتوفير التمويل العادل، والمستدام معا، لكل الشعوب، خاصة الفقيرة.
وأضاف الكاتب أن صورة مصر كانت رائعة وهي تضع مستهدفا لها 150 مليون وظيفة خلال العقد المقبل لإفريقيا، والمُضارين معها، وتوصيل الطاقة النظيفة إلى مليار شخص، وقد جمعت صندوق بيزوس، ومؤسسات أيكيا، وروكفيلر، وأمازون، وغيرها، حيث إن التزام مصر بالتحول الأخضر، والطاقة النظيفة سيجعلها مركزا إقليميا لطاقة العالم، ومنطقتها، ولم تكن لتنجح مصر في ذلك إلا لأنها أصبحت فعلا منتجا كبيرا للطاقة، ومتوقع تصديرها إلى أوروبا، وجيراننا، وقدمت في منطقة البحر المتوسط نموذجا آخر للتقدم، والتعاون المنظم في هذا المجال الحيوي للعالم، وإفريقيا، والشرق الأوسط، وأطلقت المنصة الدولية للمشروعات الخضراء (برنامج نوفي) الذي يربط بين المياه، والغذاء، والطاقة، فمصر تعزز الحشد الدولي لمؤتمر المناخ (كوب - 27) داخل أروقة الأمم المتحدة، وتزيد قدرة الدول النامية على إنتاج الغذاء، ومواجهة الجفاف، خاصة في القرن الإفريقي الذي يواجه مجاعة راهنة.
وتابع الكاتب أسامة سرايا أنه وإذا أضفنا إلى ما سبق شبكة الموانئ التي تقيمها مصر على البحرين الأبيض، والأحمر، وربطها بشبكات حديثة، وموانٍ نهرية على النيل لخدمة إفريقيا، فهل هذه دولة يعوزها حل أزمة السد الإثيوبي؟
«الحرب.. والطريق المسدود (2/2)» لمحمد بركات
وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إنه يجب على العالم كله بدوله وشعوبه أن يرتب أموره وينظم حياته على أن الحرب الدائرة الآن في أوكرانيا لن تكون لها نهاية قريبة أو سريعة، بل على العكس من ذلك تشير التطورات والمستجدات الأخيرة إلى أنها ستطول إلى ما هو أكثر من ذلك وأبعد.
وأوضح بركات - في مقاله بعنوان «الحرب.. والطريق المسدود (2/2)» - أن هذه التطورات تؤكد دخول الحرب الروسية الأوكرانية إلى دائرة اللاعودة أو اللاحل، حيث لم يعد هناك أمل كبير في انتقالها من حالة التفجر والاشتعال إلى حالة التفاوض والتهدئة، سعيا للوصول إلى التوافق على القواعد والإجراءات المؤدية لوقف القتال وإعطاء الفرصة للحلول الدبلوماسية.
وأضاف بركات أنه يجب علينا أن ندرك أن ما هو متوقع حدوثه خلال الأيام القليلة القادمة، من ضم روسيا للمناطق الأربع في «دونيتسك» و«لوهانسك» و«خيرسون» و«زابوريجا» إلى أراضيها، فور انتهاء الاستفتاءات الجارية حاليا، سيغير من الوضع تماما ويخلق واقعًا جديدًا في الأزمة يصعب تجاهله أو غض الطرف عنه.
وبيَّن الكاتب أن ذلك يعني بوضوح أن روسيا لن تقبل بالسماح بأي حال من الأحوال، بإعادة هذه المناطق إلى أوكرانيا مرة أخرى، كما أنها ستعتبر الاعتداء عليها اعتداء على الأراضي الروسية ومن حقها استخدام كل الوسائل والأسلحة للدفاع عنها.
وتابع بركات أنه إذا ما أضفنا إلى ذلك، التصعيد الواضح من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول حلف الأطلنطي، وإعلانها المتكرر دعمها غير المحدود لأوكرانيا بالسلاح والعتاد، والتأكيد على استمرار الحرب وعدم توقف القتال حتى هزيمة روسيا، نجد أن الطريق أصبح مسدودًا أمام الأمل في نهاية الحرب وتوقف القتال.
وأشار الكاتب محمد بركات إلى أنه في ظل هذا المنعطف الخطير في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، بات على العالم كله بدوله وشعوبه ألا يتوقع نهاية قريبة لهذه الحرب، بما يتطلب الإدراك الواعي لضرورة الاستعداد للتعامل مع آثارها وتداعياتها السلبية الاقتصادية على كل الدول والشعوب لشهور كثيرة قادمة.
وشدد بركات على أنه وفي هذا السياق يجب علينا نحن أيضا الإدراك بكل الجدية والوعي، لضرورة الاستعداد للتعامل مع هذه التداعيات وتلك الآثار لشهور كثيرة قادمة.