«الهجرة» تستعرض عددًا من المبادرات لتلبية احتياجات المصريين في إفريقيا
استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفير وائل عطية، سفير مصر الجديد في كينيا، قبل توجهه لتسلم مهام منصبه خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار تدعيم التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية، والاستفادة من قوى مصر الناعمة والجاليات المصرية بالخارج وتلبية طلباتهم.
من ناحيتها هنأت وزير الهجرة، السفير أشرف بالمهمة المقبلة، متمنية له التوفيق، موضحة أن كينيا أحد أهم الدول الإفريقية موقعًا ومكانة، مشيدة بالعلاقات الثنائية، كما أشارت إلى أن الجالية المصرية في كينيا لها دور بارز وإسهامات كبيرة، رغم محدودية عددها، ومن بين ذلك على سبيل المثال دور المستشفى القبطي في كينيا، والذي يقدم خدماته للأشقاء بكفاءة واقتدار.
وتناولت عددًا من المبادرات التي تحرص عليها وزارة الهجرة، ومن بينها مبادرة "مصر بداية الطريق" لتكريم القادة الأفارقة الذين تلقوا تعليمهم في مصر، وتولوا مناصب في بلادهم، للتأكيد على أن مصر لا تنسي من تعلموا فيها، وأن الوزارة تسعى لبلورة خطة للعمل والتحرك في إفريقيا التي تمثل جزءًا مهمًا من انتماء مصر لها وتشكيل هويتها المتميزة، حيث تم طرح المبادرة، والتي تحظى برعاية رئيس الجمهورية، للاستفادة من الكوادر المتميزة التي تخرجت في جامعة الأزهر العريقة والمؤسسات التعليمية الأخرى مثل جامعتيّ القاهرة وعين شمس.
واستعرضت جندي، سُبل تعزيز مبادرة "صوت مصر في إفريقيا" التي تستهدف تحسين الاحتفاء بالنماذج الناجحة من المصريين بالدول الإفريقية وكيفية التعاون معهم والاستفادة من خبراتهم ومعرفتهم بالاحتياجات الإفريقية على أرض الواقع، لفتح مجالات تعاون للدولة المصرية بالقارة السمراء، تماشيا مع توجه الدولة واهتمام القيادة السياسية بإفريقيا، مشيرة لمساهماتها الفعالية في "مصر تستطيع بالصناعة" لمناقشة سبل تعزيز التعاون وتشجيع المشروعات الاستثمارية والصغيرة والمتوسطة وغيرها من الملفات ذات الاهتمام التي تتوافق مع أجندة افريقيا 2063.
كما تناولت، خطط تعريف المصريين بالخارج بالمحفزات التي تعمل على إتاحتها للمصريين خلال الفترة المقبلة، واعتزام الوزارة إطلاق تطبيق خاص للمصريين في الخارج، لتعريفهم بالتيسيرات والمزايا التي تتيحها وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، مشيرة لأهمية الترويج لتلك الفرص بين المصريين في أنحاء القارة السمراء.
وأوضحت: “أننا حريصون على تلبية رغبات واحتياجات المصريين بالخارج”، مؤكدة التواصل الدائم والمستمر مع وزارة التربية والتعليم، ما أثمر عن إقرار نظام امتحانات الترمين لأبناء مصر في الخارج، حرصًا على مستقبلهم، مشيدة بدور دعاة وبعثات الأزهر في مختلف الدول، والذين يمثلون نموذجا مشرفا للقوة الناعمة المصرية ويتحدثون بمختلف اللغات ومنها السواحيلي، مؤكدة أهمية التنسيق مع سفاراتنا بالخارج للوصول إلى أهم رموز الجالية المصرية في كل دولة وربطهم بالمصريين في مختلف الدول الأفريقية.
وفي السياق ذاته، أعرب سفير مصر في كينيا، عن تهنئته لوزيرة الهجرة لثقة القيادة السياسية واختيارها لتولي حقيبة الهجرة، مشيدًا بحرصها على الربط مع الأشقاء في إفريقيا للاستفادة من فرص التنمية والاستثمار في العديد من المجالات، خصوصًا أن آخر منصب لها قبل تولي الحقيبة الوزارية كان مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الإفريقية.
وأوضح، أن هناك فرصًا كبيرة لتعزيز التعاون والتجارة البينية بين مصر وكينيا، كذلك التعاون الاقتصادي والصحي مع كينيا، مع انتشار التطبيقات الذكية ووسائل التحول الرقمي، بجانب فرص تنشيط حركة الطيران والسياحة بين مصر وكينيا، وآليات فتح الأسواق الكينية أمام الدواء المصري، والتعاون في ملفات الصحة وتدريب العمالة الكينية والتعليم، وتعظيم الاستثمارات المصرية في كينيا في عدد من المجالات.
وأكدت وزير الهجرة، أن كينيا من الدول التي يمكن تعزيز مجالات التعاون في العديد من الآفاق التي تشهد فرص نمو مستقبلي كبير، وتمثل فرصة جيدة للاستثمارات المصرية في مجالات الصحة والتعليم والمشروعات الصغيرة، والانطلاق في هذه البيئة المواتية لتحقيق العديد من المكاسب المشتركة والتوسع في الصناعات الخضراء، وذلك في ظل تحضيرات مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27).
ورحبت باستمرار تعاون وزارة الهجرة مع السفير لبحث أوجه التعاون مع الجالية المصرية في كينيا والوقوف على أبرز احتياجاتهم ومشاكلهم والتنسيق حال وجود شكاوى لهم، بجانب بحث أوضاع الطلبة المصريين الدارسين في كينيا، والتنسيق بشأن عقد اجتماعات عن بعد مع الجالية والطلاب المصريين هناك، في إطار مبادرة "ساعة مع الوزيرة".
وأكد عطية، قبل استلام مهامه، أن هناك العديد من المجالات التي يمكن الاستفادة منها بين البلدين، ومن بينها تنشيط حركة الطيران والسياحة بمختلفة أنواعها خاصة السياحة الشرائية والدينية والعلاجية من خلال التسويق والترويج الجيد وتقديم عروض وباقات جاذبة للسائح الكيني، وإمكانية تصدير الدواء المصري إلى كينيا وباقي الدول الأفريقية بكثافة وإرسال الأطباء والصيادلة المصريين للاستفادة من خبراتهم، بجانب التعاون لتدريب العمالة الكينية على شئون الضيافة وأعمال الفندقة والمهن السياحية، والتعاون مع الجانب الكيني في مجال الاتصالات والكهرباء والطاقة، وزيادة التبادل التجاري والتعاون في مجال التعليم.
واختتمت جندي اللقاء بالتأكيد على أن هناك خطة موضوعة للقاء الجاليات المصرية حول العالم، عن طريق تقنية "زووم"، ومن بينها الجالية المصرية في كينيا، ودعت السفير للتعاون المستقبلي، ودراسة آليات تعظيم الاستثمارات المصرية في القارة السمراء، والتعاون مع الأشقاء الأفارقة، للتنمية في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن وزارة الهجرة على استعداد تام للتعاون مع سفارة مصر في كينيا ومختلف السفارات المصرية التي تُعد بمثابة خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية.