إيران تتطلع لملء فراغ النفط الروسي في أوروبا بعد الاتفاق النووي
تهدف إيران إلى ملء الفراغ الذي خلّفته روسيا في سوق النفط الأوروبية إذا تمكّنت الدولة الشرق أوسطية من إبرام اتفاق مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.
تحاول الشركة الحكومية المنتجة للنفط في الجمهورية الإسلامية استعادة العملاء في دول مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا وتركيا، في حالة تخفيف العقوبات التي تستهدف صناعة الطاقة واقتصادها، وفقاً لأشخاص على دراية باستراتيجية إيران.
في نهاية 2022، ستحظر أوروبا على معظم الدول الأعضاء فيها شراء الشحنات المنقولة بحراً من النفط الروسي، مما يخلق حالة من عدم اليقين بشأن العرض.
تخضع كل من إيران وروسيا لعقوبات اقتصادية شديدة تفرضها دول غربية بشكل أساسي، ومن المقرر أن تخفّض دول الاتحاد الأوروبي شراء معظم الخام الروسي ابتداء من الخامس من ديسمبر المقبل، عقاباً على غزو أوكرانيا، وقادت الولايات المتحدة تشديد العقوبات على مدى السنوات الأربع الماضية في محاولة لإبطاء برنامج إيران النووي.
بالنسبة لإيران؛ يمكن أن يساعدها التركيز على السوق الأوروبية في التعامل مع المنافسة الشديدة، في سوقها الآسيوية الممتازة، في مواجهة تدفق الشحنات الروسية المخفضة.
مع اقتراب توقيع الاتفاق النووي بشكل مثير، ترى الجمهورية الإسلامية أنَّ هناك فرصة لاستبدال بعض النفط الروسي الذي لن تتمكّن معامل التكرير الأوروبية من شرائه، وفقاً لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة استراتيجية الطاقة.
الخام الإيراني الثقيل هو نوعية مماثلة بدرجة كافية لنوعية الأورال الروسية، ويمكن أن يكون بديلاً إلى جانب خام البصرة المتوسط العراقي.
اشترت جميع دول البحر الأبيض المتوسط الخام الإيراني سابقاً، فقد كانت أوروبا تستورد عموماً حوالي 600 ألف برميل يومياً من طهران قبل فرض العقوبات، في حال تعافي المبيعات إلى تلك المستويات؛ فإنَّ ذلك لن يؤدي إلا لتلبية جزء بسيط في طريق استبدال النفط الروسي، إذ يتوقَّع "سيتي غروب" أنَّ حوالي 1.25 مليون برميل من مبيعات الخام والمنتجات المكررة الروسية إلى أوروبا معرّضة لخطر العقوبات.
قال الأشخاص إنَّه بمجرد عودة إيران إلى السوق؛ فإنَّها ستستهدف بيع نفطها بالسعر الكامل، في الوقت الحالي، يُباع الخام الإيراني بشكل أساسي في آسيا، ويحصل المشترون على خصومات لتعويض الصعوبات في الشحن والتأمين على الشحنات المرسلة التي ما تزال تواجه تعقيدات بسبب العقوبات، وفقاً للأشخاص والتجار الذين يتعاملون مع خام الشرق الأوسط.
واضطرت إيران إلى تعميق الخصومات التي تقدّمها للتنافس مع تدفق الشحنات الروسية التي تباع بأسعار مخفّضة.
ولا تظهر المنافسة في آسيا أي علامة على التوقف، وقال مسؤول غربي إنَّ روسيا تواصلت مع عدّة دول آسيوية لمناقشة إمدادها بالنفط بموجب عقود نفطية طويلة الأجل بتخفيضات كبيرة، في الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى بناء إجماع على خطة من شأنها أن تحدد سعراً لبيع النفط الروسي من أجل حرمان الحكومة في موسكو من الأموال.
وعززت إيران إنتاجها وصادراتها النفطية أسرع مما كان متوقَّعاً بعد تخفيف العقوبات آخر مرة بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وتستعد حالياً لتكرار ذلك مرة أخرى، وتأمل في تحويل إنتاجها النفطي من منبوذ في الأسواق إلى مطلوب.