الفيوم تبحث آليات الميكنة والزراعات الحديثة
التقى الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، صباح اليوم بمكتبه، مع الدكتور الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، لبحث سبل التعاون المشترك، في ظل توجه الدولة للتحول للأخضر، والاستعداد لمؤتمر "قمة المناخ" خلال شهر نوفمبر المقبل، بحضور الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والدكتور علاء شيلابي الباحث بمركز البحوث الزراعية، نقيب الزراعيين بالفيوم.
تناول اللقاء، بحث سبل التعاون المشترك بين محافظة الفيوم، ونقابة الزراعيين لعرض الرؤى والمقترحات بمجالات الميكنة والزراعات الحديثة، بجانب آليات الري الحديث لتحسين العائد الاقتصادي للعاملين بقطاع الزراعة، إضافة لآليات العمل المشترك في إطار المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة، من خلال تنفيذ مبادرات لزراعة الأشجار المثمرة، وتنظيم ندوات توعوية للمواطنين بأهمية التوسع في زراعتها، وكذا تعريف المواطنين بمخاطر التغيرات المناخية وآليات مواجهتها.
وأوضح محافظ الفيوم، خلال اللقاء أن المحافظة قامت بعددٍ من الإجراءات بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية ومتطوعي المبادرات الشبابية، بدأتها بالأمس بتدشين أولى المبادرات "أشجار بلا كوارث" تفعيلاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بشأن زراعة الأشجار المثمرة والخشبية والزينة بالشوارع والميادين والمؤسسات الحكومية، من خلال المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة، إضافة للتنسيق بين منظمات المجتمع المدني ومديريتى الزراعة والري، لتكثيف الندوات التوعوية بالشأن نفسه، فضلاً عن طرح الرؤى والمقترحات لحملات التشجير بشتى أنحاء مراكز المحافظة.
وعقب اللقاء، شهد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، والدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، ندوة بعنوان "الحد من من أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، للتوعية بمخاطرها وآليات مواجهتها، التى جرت فعالياتها بنادي نقابة الزراعيين الفرعية بمدينة الفيوم، بحضور الدكتورة مرفت عبدالعظيم عضو مجلس النواب، والمهندس عمرو أبوالسعود، ووليد هويدى، وحاتم المليجي أعضاء مجلس الشيوخ، والدكتور حسن فولي رئيس الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، والدكتور ربيع مصطفى وكيل وزارة الزراعة بالفيوم، وعدد من أعضاء هيئة تدريس جامعة الفيوم المهتمين بالشأن الزراعي والري، والباحثين بمركز البحوث الزراعية، وحشد من المزارعين.
في بداية كلمته بالندوة، رحب محافظ الفيوم، بنقيب الزراعينن وبكافة الحضور، مشيرًا إلى أن العمل على أرض المحافظة يتم من خلال منظومة متكاملة للعمل المشترك بالتنسيق بين كافة الجهات، للارتقاء بمختلف القطاعات لتحسين الحياة المعيشية للمواطنين، مضيفا أن الدولة المصرية تستعد لاستضافة مؤتمر "قمة المناخ" خلال شهر نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، وهو أقوى تجمع دولي لمناقشة آليات مواجهة التغيرات المناخية للحد من مخاطرها، على المستويين البيئي والمجتمعي، موضحاً أن القطاع الزراعي يعد أحد القطاعات التى تتأثر بالتغيرات المناخية، لافتاً إلى أن إقليم الفيوم واجه في العام قبل الماضي موجة من السيول التى تمت مواجهتها بتضافر الجهود المشتركة.
وأضاف المحافظ، أن التغيرات المناخية تضرب العديد من دول العالم، ويجب العمل على مواجهتها من خلال رؤى العلماء والدراسات العلمية لذوى التخصص، آملاً الاستفادة من عقد مؤتمر "قمة المناخ" بمصر، في الخروج بعدد من التوصيات التى تخدم دولتنا المصرية خاصة وقارتنا الإفريقية على وجه العموم، مؤكداً أن القيادة السياسية معنية بأن تحقق قمة المناخ أهدافها المرجوة، والاستفادة من التوصيات الناتجة عنها وتطبيقها بشكل عملي على أسس علمية، لافتاً إلى أن الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة تشهد طفرة تنموية على كافة المستويات، من خلال الاهتمام بقضايا المجتمع والتحديات التى تواجه العالم، التى تحتاج للعمل بشكل كبير بإنكار الذات وإيثار الآخر وبذل المزيد من الجهد، معرباً عن بالغ أمله بأن تحقق "ندوة الحد من أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي" مستهدفاتها وتحقق نتائج فعالة.
ومن جهته، قدم نقيب الزراعيين الشكر لمحافظ الفيوم، لدعمه الدائم لنقابة المهن الزراعية بالفيوم، وجهوده المتعددة للارتقاء بكافة القطاعات، مشيرا إلى أن مجلس نقابة الزراعيين عقد العديد من الندوات التوعوية، بعدد من المحافظات خلال الفترة الماضية وستأتي باقي المحافظات تباعاً، وتناولت الندوات محاور التغيرات المناخية، والزراعات والميكنة الحديثة، وأساليب الري بالرش والتنقيط، كما تم عقد ندوة مع مسئولي الزراعة لعدد من ممثلي الدول الإفريقية، لتعزيز قدرات الدولة المصرية لاستضافة مؤتمر "قمة المناخ"، مشيرًا إلى أن تغيرات المناخ مرتبطة بالأمن الغذائي، موضحا أن دول شرق آسيا تأثرت بشكل كبير بالفيضانات التى ضربتها، وكذلك دول أوروبا التى تأثرت بجفاف الأنهار، وحرائق الغابات التى تضرب دول أمريكا، مؤكدا على أن التغيرات المناخية أصبحت واقعا، لابد من وضع آليات علمية لمواجهته وتجنب مخاطره.
وأضاف، أن الدولة المصرية اتخذت عددا من الإجراءات لمواجهة التغيرات المناخية، للحد من تأثيرها على القطاع الزراعي وإنتاج الغذاء، شملت تنفيذ المشروعات القومية لأرض مستقبل مصر بـ"توشكى، والدلتا، ووسط سيناء، والأكسجين الأخضر بقناة السويس، إضافة للزراعات الحديثة في ظل تحول الدولة للأخضر كرئة تنتج الأكسجين، وتأهيل وتبطين الترع، بهدف والمحافظة على التربة، وتوفير الغذاء، وتحسين جودة الحياة، واستغلال مصادر الطاقة المتجددة، واستخدام طاقة الرياح كما هو قائم بمشروعات الزعفرانة، وتوليد الكهرباء بالمساقط المائية بالسد العالي جنوب مصر، وإطلاق مبادرة وزارة البيئة "اتحضر للأخضر"، موضحا أن نقابة الزراعيين تستهدف زراعة 50 ألف شجرة مثمرة بمشاركة الشركات الزراعية، في إطار المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة.
ولفت نقيب الزراعيين، إلى أن التحدي الأهم الذي يواجه العالم هو الاحتباس الحراري وما يخلفه من أثار سلبية على البيئة والمجتمع، جراء الثورة الصناعية في دول أوروبا، التى تحملت تبعاتها الدول النامية، مشيرا إلى أن أحد أهم المحاور التى ستناقش بمؤتمر "قمة المناخ" هو العدالة المناخية، ودعم الدول النامية المتضررة من التحولات المناخية خاصة بإفريقيا، وتخفيف استخدام الوقود العضوي، والعمل على وضع الحلول المقترحة لتأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة، ودور الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في ذلك.
وفي السياق نفسه، أوضح نقيب الزراعيين بالفيوم، أن ندوة "الحد من أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي" تتناول ثلاثة محاور وهي، الآثار الاقتصادية والاجتماعية للتغيرات المناخية على القطاع الزراعي، ودور منظمات المجتمع المدني في الحد من أثر التغيرات المناخية، والدراسة الميدانية لمدى الوعي بالمتغيرات المناخية بالمجتمعات الريفية، ويحاضر بالندوة عدد من أساتذة الجامعة، والباحثين الأكاديميين، مشيراً إلى أن النقابة الفرعية للزراعيين بالفيوم، تعد خطة للمشاركة بالمبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة، من خلال توفير الأشجار وزراعتها، وكذا إعداد برنامج مكثف للندوات التوعوية للمواطنين بهذا الشأن.
وخلال الندوة تم عرض فيلم تسجيلي لأنشطة نقابة الزراعيين بالفيوم تضمن، توثيق نشاط النقابة من حيث تنفيذ الندوات التوعوية، والقوافل الطبية، والمعارض الغذائية، والأمسيات التثقيفية، والتدريبات الشبابية على أعمال تجفيف النباتات الطبية والعطرية، وأساليب الري الحديث، وتعلم "اللاند سكيب"، وأساليب التسويق، وورش عمل لتمكين المرأة الريفية.