كنيسة أبو سيفين المنيرة.. قصص الوجع والمحبة والتلاحم الوطني
كنيسة أبو سيفين المنيرة.. تجاوزت المشاهد والسيناريوهات، لحادث حريق كنيسة أبو سيفين في المنيرة بإمبابة، حدود الخيال، فكيف لمجموعة من المصلين، الذين حضروا في الصباح لأداء قداس الأحد، أن يعلموا أنها صلاتهم الأخيرة، التي أخذتهم في رحلة إلى السماء، لتكتب الأدخنة المتصاعدة، الكلمة العليا والفصل في حجب رؤيتهم عن الدنيا وخروجهم من الكنيسة محمولين عبر النعوش في «جنائز».
وعلى الرغم من قسوة الحادث المأساوي لحريق كنيسة أبو سيفين المنيرة الغربية بمنطقة إمبابة، في محافظة الجيزة، إلا أنه أظهر العديد من الأبطال ومن بينهم، الكاهن والقمص عبد المسيح بخيت، الذي سطر اسمه بين صفوف الشجعان لمحاولته إنقاذ الأطفال، على الرغم من خطورة بقائه وسط الأدخنة والنيران لإصابته بداء السكري، ولكن هذه البطولة وضعت اسمه بين صفوف الضحايا للحادث الأليم.
وتوالت قصص التضحيات، التي كان بطلها تلك المرة، رجال الحماية المدنية بالجيزة، والمواطن محمد.
بطولات رجال الحماية المدنية
فقد سطر رجال الحماية المدنية بالجيزة، مشاهد بطولية، جسدت أسمى معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، من خلال قدراتهم في السيطرة على الحريق، ونقل المصابين والضحايا إلى المستشفيات.
وأجرت قوات الحماية المدنية، بقيادة اللواء جابر بهاء، مدير الحماية المدنية بالجيزة عمليات التبريد لمنع تجدد النيران مرة أخرى.
شهامة المصريين.. أولاد البلد
تداول رواد مواقع السوشيال ميديا، صورة لشاب يدعى محمد، وهو يرقد على سرير داخل إحدى المستشفيات، ملوحًا بيديه بعلامة النصر، أثناء زيارة أحد القساوسة والمشايخ له داخل المستشفى، لتحيته العظيمة لموقفه الشجاع ومخاطرته بحياته لإنقاذ الأطفال داخل كنيسة أبو سيفين المنيرة في بطولة وصفت بـ«شهامة أولاد البلد»، ليؤكد أهمية الوحدة الوطنية والترابط بين أبناء شعب مصر العظيم.
حالة تضامن شعبي
تقدمت العديد من أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتها ومؤسساتها بخالص التعازي للكنيسة الأرثوذكسية وأسر الضحايا والرئيس السيسي في حادث حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة ، والذي وقع صباح أمس الأحد الموافق 14 أغسطس، راح ضحيته 41 شخصًا و14 مصابًا وفقاً لبيان وزارة الصحة.
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يعزى قداسة البابا تواضروس
وتلقى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اتصالًا هاتفيًّا، مساء أمس الأحد، من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لتقديم واجب التعازي، في وفاة ضحايا الحريق الذي وقع في كنيسة أبو سيفين المنيرة الغربية في منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة صباح أمس الأحد.
وقال القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن فضيلة الإمام الأكبر أعرب عن خالص تعازيه في الضحايا، وصادق مواساته لأسرهم وذويهم متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وأضاف القمص موسى إبراهيم، تأكيد فضيلة الإمام الأكبرعلى أن الشدائد تجمع المصريين على قلب رجل واحد.
مفتي الجمهورية يعزى قداسة البابا تواضروس
وحرص الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية على التقدم بخالص العزاء والمواساة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، في ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة الغربية بإمبابة، والذى وقع صباح أمس الأحد.
وقال مفتى الجمهورية في بيانه، «تألمَّنا أشدَّ الألم، وننعى بمزيد من الأسى والحزن ضحايا الحريق الذي وقع صباح أمس الأحد، ونعرب عن خالص التعازي والمواساة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، وإلى الكنيسة المصرية في ضحايا حريق كنيسة "أبو سيفين" بمنطقة المنيرة الغربية بإمبابة، سائلًا المولى عزَّ وجلَّ أن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يُلهم أُسَر الضحايا وذويهم الصبر والسلوان».
وتوجَّه المفتي بخالص العزاء والمواساة إلى أسر الضحايا وأهاليهم، سائلًا المولى عزَّوجلَّ أن يحفظ مصرنا الغالية ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
حالة تضامن عربي
أرسل العديد من الرؤساء والملوك والأمراء والشخصيات العالمية برقيات تعازى للرئيس السيسى والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية وأسر الضحايا والشعب المصري، في حادث حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة الغربية بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، والذي وقع صباح أمس الأحد، وراح ضحيته 41 شخصًا على الأقل، من بينهم عددا من الأطفال.
وقدمت سفارة سويسرا التعازى لأسر الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي، متمنية للمصابين الشفاء العاجل.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، عن بالغ حزنها لفقدان العديد من الأطفال حياتهم فى حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة الغربية، بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة.
فاجعة ومصيبة كبرى.. وفاة 6 من عائلة واحدة
تأتي تلك القصة التي كان سببها حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة الغربية بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، لتسجل أصعب القصص التي يمكن أن تمر على الجميع.
وتتمثل قصة وفاة 6 من عائلة واحدة في وفاة الثلاثة توأئم، وهم «مهرائيل، يوسف وفلوباتير باسم أمير، أشقاء بعمر الخامسة، تجمعوا في الصباح ممسكين بأيدى بعضهم البعض، سيراً على الأقدام للكنيسة، ليكونوا محمولين جنائز عند المساء».
لم تكن قصة الأطفال الثلاثة لعائلة باسم أمير، الأصعب في رواية حادث كنيسة أبو سيفين المنيرة، ولكن الصدمة لوجود 3 أشقاء آخرين، بينهما توأمين، وهما، «مريم و بارسينا تامر وجيه بعمر الـ 5 سنوات وشقيقهم إبرام تامر وجيه بعمرالـ 3 سنوات، ممسكين بأيدى والدتهم الأرملة إيرينى وجدتهم وخالتهم ميرنا، والتي كانت تنتظر الاحتفال بزفافها خلال أيام، ليكونوا في رحلة عائلية إلى السماء ليلحقوا بوالدهم المتوفى منذ عام.
صلاة الجنازة على ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين
قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مساء أمس الأحد، تقسيم المصلين على ضحايا حادث حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة في إمبابة، لتقام صلاة الجنازة على مجموعتين، إحداهما فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالوراق، والأخرى في كنيسة السيدة العذراء، ورئيس الملائكة ميخائيل بالوراق.
تعويضات الضحايا والمصابين
قامت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، بزيارة مصابي حادث كنيسة أبو سيفين المنيرة ، بحى إمبابة، والذين تم نقلهم لمستشفى العجوزة وإمبابة العام من أجل الاطمئنان على حالتهم الصحية.
ووجهت القباج، فور وقوع الحادث، مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالجيزة بسرعة التحرك وضرورة تكثيف الجهود نحو مساعدة الأهالي مقدمة التعازي لأسر المتوفين، وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين، كما وجهت فرق الهلال الأحمر المصري بالتواجد في الموقع لتقديم أوجه الرعاية.
وتقرر صرف مبلغ 50 ألف جنيه في حالة وفاة رب الأسرة ومبلغ 25 ألف جنيه في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة، ومبلغ 5 آلاف جنيه لكل حالة إصابة ودعم أسر الضحايا لمدة عام مع صرف معاش شهرى للأسر التي فقدت عائلها.
وتقديم كافة أوجه المساعدات التي تحتاجها الأسر المنكوبة، كما تقرر صرف 50 ألف جنيه أخرى لأسر الضحايا من قبل الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية.
