280 كيلو جرام ذهب.. تعرف على مراحل تصنيع باب الكعبة المشرفة
حظيت الكعبة المشرفة بعناية ورعاية قادة المملكة العربية السعودية، منذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حتى الآن، وتعددت شواهد الاهتمام بالكعبة المشرفة من اهتمام بكسوتها وتطيبيها وغسيلها وغيرها من الجوانب التي تعكس حرص ولاة الأمر بكل ما يٌعنى بقبلة المسلمين.
وكشفت رئاسة الحرمين الشريفين، -فى بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- مراحل تصنيع باب الكعبة المشرفة والذي بدأ في عام 1363هـ، حيث أمر جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بصنع باب جديد للكعبة المشرفة من الألمونيوم بسمك (2.5) سم، وارتفاعه (3.10)م، مدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزُين الباب بأسماء الله الحسنى.
واستمر هذه الباب حتى عام 1397هـ؛ حيث أمر جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز، بصنع باب جديد للكعبة وهو الموجود إلى اليوم، وبرزت الفكرة عندما لاحظ جلالته قدم الباب ورأى آثار خدوش فيه فأصدر توجيهاته فورًا بصنع باب جديد للكعبة المشرفة وباب التوبة من الذهب الخالص، وباب التوبة هو باب السلم الذي يصعد به إلى سطح الكعبة المشرفة.
وبلغ ما أُنفق في صناعة البابين (باب الكعبة وباب التوبة) (13.420.000) ريال، عدا كمية الذهب التي بلغت (280) كيلو جرامًا، وكان الذهب عيار 999.9%، واستغرق العمل فيه من غرة ذي الحجة عام 1398هـ إثني عشر شهرًا، وقد أُقيمت ورشة خاصة لصناعته.
ويمتاز الباب بدرجة عالية من المتانة والجودة، بحيث يقوم بوظيفته بدون الاحتياج إلى صيانة، وقد جرى تفصيل الهيكل الإنشائي وتجهيزه ليوفر الباب جمال التصميم الزخرفي من جهة ومراعاة عوامل الطقس والموقع في تحمل الحرارة الشديدة والأمطار من جهة أخرى.
أما بالنسبة للزخرفة والكتابة على الباب، فقد اختيرت من أنواع متجانسة ومن أهم عناصرها هي زخرفة الإطار البارز، وهي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل؛ حيث تعطى له الأهمية اللازمة؛ لأن قفل الكعبة المشرفة له ميزة خاصة في الشكل التراثي والوظيفي.
ونُقش على الباب عدد من الآيات والقرآنية هي: (ادخلوها بسلام آمنين)، و(وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)، و (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، و (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، و (قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ).
ويقع باب الكعبة المشرفة في الجهة الشرقية منها، وهو الآن يرتفع عن الأرض من الشاذروان (222سم)، وطول الباب نفسه (318سم)، وعرضه (171سم)، وبعمق ما يقارب نصف متر.