هند رستم.. دخلت الفن بالصدفة واعتزلت حبًا في مدام فياض
تحل اليوم الاثنين، ذكرى وفاة الفنانة هند رستم الـ11 والتي رحلت عن دنيانا في 2011، بعد صراع طويل مع المرض.
وولدت ناريمان حسين مراد هند رستم في حى محرم بك، بمحافظة الإسكندرية لأب من عائلة تركية مصرية، كان يعمل ضابط فى الشرطة ودرست بمدرسة «سان فانسان دى بول»، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1946.
دخلت الفنانة هند رستم مجال التمثيل بالصدفة، من خلال الذهاب مع صديقتها لأحد مكاتب الإنتاج المعروفة لإجراء اختبارات التمثيل لاختيار وجوه جديدة، للمشاركة في فيلم «أزهار وأشواك» عام 1947، حتى أعجب بها المخرج حلمى رفلة، ومنحها دورًا صغيرًا.
ظهرت موهبة الفنانة هند رستم الملقبة بـ"مارلين مونرو الشرق"، منذ دخولها مجال الفن والتمثيل، حتى وصلت إلى قمة تاريخ الفن السينمائى.
وتركت بصمات واضحة بالمشاركة في 123 فيلماً وحصد العديد من الجوائز المحلية والعالمية.
ولقبت الفنانة ناريمان حسين مراد، والمعروفة فنيًا باسم «هند رستم» بعدة ألقاب من بينها، «ملكة الإغراء ومارلين مونرو الشرق».
واستطاعت هند رستم خلال مشوارها الفني، تجسيد شخصيات الفتاة اللعوب، البنت الشعبية، المرأة الأرستقراطية، السيدة الصعيدية، الراهبة، الراقصة والمعلمة ورأت في وصفها بملكة الإغراء ظلم لها لحصرها في أدوار الإغراء فقط.
وقدمت دور فتاة «معتوهة» من خلال المشاركة في مشهدين فقط في فيلم «الستات مايعرفوش يكدبوا» بطولة إسماعيل ياسين، شادية وشكري سرحان، وأعقبها توهج نجمها الفني وبلوغ القمة.
وقدمت هند رستم ما يقارب 100 فيلم بالسينما المصرية، أبرزها شخصيات «هنومة، في باب الحديد، توحة في فيلم توحة بطولة محسن سرحان وإخراج حسن الصيفى، طعمة في فيلم إسماعيل يس في مستشفى المجانين« وعزيزة في «ابن حميدو» بطولة أحمد رمزي وإسماعيل يس وعبد الفتاح القصري».
ولقبت هند رستم بـ«ملكة الإغراء» بعدما وصفها بذلك اللقب الإعلامى مفيد فوزي، وهو ما كانت ترفضه كونه لا يتناسب مع موهبتها الفنية إطلاقا، بالإضافة لأنه يظلم حجم نجوميتها، من خلال تقديم العديد من الأفلام السينمائية المهمة، والتي حققت من خلالها نجاحاً كبيراً، قائلة: «كنت أزعل لما يتقال عليا ملكة الإغراء أوي».
وبحسب تصريحات، لابنتها الوحيدة بسنت محسن رضا في لقاء سابق عبر شاشة قناة DMC مع الإعلامية إيمان الحصرى، قائلة: «الجمهور يُدرك جيدًا، أنّ هذا الوصف يُشير إلى قوامها، بغض النظر عن موهبتها التمثيلية، كما أنها لم تكن ترتدي ملابس الأفلام رغبة منها، وإنما وفقاً لرؤية المخرجين».
وكشفت الفنانة هند رستم في حوار نادر لها مع الإذاعي وجدي الحكيم، أنها لا تهوي مشاهدة الأفلام العربية، لاستيائها من وجود ألفاظ وشتائم خلال الأفلام، قائلة «الموضة الجديدة بقت إننا نشتم وده عيب كبير جداً.. أين الرقابة؟.. مفروض إن السينما تهذيب زي السجن».
وأشارت إلى أنه خلال تصوير فيلم «لا أنام»، تواجد أحد أعضاء الرقابة داخل البلاتوه، منعًا لتصوير مشاهد خارجة، مشيرة إلى أن رصيدها السينمائى يبلغ نحو 123 فيلماً، مؤكدة على أنه «بكل فخر محدش هيعمل إغراء زي ما أنا عملت».
وظهرت موهبة هند رستم الفنية في وقت مبكر، حيث بدأت بالرقص والغناء والتمثيل في الحفلات المدرسية، وتطور الأمر إلى محاولة حضور معظم العروض السينمائية ومراقبة أداء النجوم حتى يتحقق حلمها.
وقدمت الفنانة هند رستم العديد من الأدوار، بخلاف الإغراء والتي وصفت من خلالها، «دور الأم والزوجة» وظلت تقدمها لسنوات طويلة تكللت فيها أعمالها بالنجاح الكبير.
ومن ضمن المواقف التي انحازت فيها هند رستم لأمومتها عن الفن، رفضها ارتداء المايوه من أجل ابنتها، بعد تعاقدها على أحد الأعمال الفنية، والمفترض تقديم أحد المشاهد بالمايوه، لكن ابنتها طلبت منها ألا تفعل ذلك، فاستجابت ولم ترتدي المايوه على الشاشة.
وحققت هند رستم حلمها من خلال الظهور بدور «كومبارس صامت» من خلال 8 أفلام، بدأت من مشهد ركوب الخيل في فيلم غزل البنات، حتى تحدثت لأول مرة في فيلم «الستات ميعرفوش يكدبوا».
وبدأت الفنانة هند رستم في التوهج وبلوغ القمة من خلال فيلم «أزهار وأشواك» عام 1964 بطولة يحيي شاهين، والذي كان سببًا إحداث نقلة في حياتها.
تزوجت هند رستم من المخرج حسن رضا، بعد أن أعجب بها، لتنجب منه ابنتها «بسنت» لتبدأ بعدها رحلتها نحو عالم النجوم، وتقديم البطولات بالأفلام.
ونتيجة لنجاحها في الزواج من المخرج حسن رضا، قدمها المخرج حسن الإمام، بعدة أفلام من بينها، «ابن حميدو، صراع في النيل وفيلم لا أنام».
وشهدت الفنانة تألقاً واضحًا من خلال فيلم «باب الحديد» والذي أظهر مواهبها التمثيلية، بعيدًا عن الجمال والدلع والإغراء، وكان لظهورها، كضيف شرف، في فيلم «إشاعة حب» بطولة عمر الشريف أولى خطواتها الفنية البارزة.
مواقف الجدعنة
وتميزت الفنانة هند رستم بمواقف الجدعنة مع زملائها فى الوسط الفنى، والوقوف إلى جوارهم، والتنازل عن أجرها أو جزء منه.
ومن بين تلك الأدوار، مشاركتها بشكل مجاني خلال أحد الأعمال، من خلال التكفل بنفقات الملابس لبطولة فيلم «الجنة تحت قدميها» قبل أن تؤدي الدور الفنانة فردوس عبد الحميد، بعد إصابة الفنانة هند رستم بمرض الصفراء، وخشية ألا يتعطل الفيلم لوقت أطول.
ووعدت هند رستم المخرج حسن الإمام، قائلة، «لن أنسى لك عندي دور، بطولة هدية سأقدمه لك بعد شفائي».
وكان المخرج حسين حسن الإمام هو منتج الفيلم، وهند رستم هي المرشحة للبطولة، ووافقت حبًا في والده المخرج حسن الإمام قائلة: «إن لوالدك المخرج الكبير حسن الإمام فضل اكتشافي في السينما وفضل إعادتي لها بعد 7 سنوات اعتزال، لذلك فأنا أقدم هذا الفيلم كهدية له».
اعتزالها
واعتزلت الفنانة هند رستم مسيرتها الفنية، في عام 1979، احترامًا لرغبة زوجها الدكتور محمد فياض، والذي تزوجها بعد طلاقها من المخرج محسن رضا، بعد أداء فيلم «حياتي عذاب» بطولة عادل آدهم وعمر الحريرى، ثم اعتزلت الفن والحياة العامة ورفضت الظهور في الأحداث العامة.
وفاتها
تعلقت هند رستم بزوجها الدكتور محمد فياض، وكانت تحب لقب «مدام فياض»، وكان الأحب لقلبها، لكونها عاشت معه أجمل سنوات عمرها قبل وفاته في عام 2009، فأصيبت بحالة اكتئاب، لترحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2011 عن عمر يناهز الـ 80 عامًا.