الغاز الأمريكي يقترب من تسجيل أكبر مكاسب شهرية
صعدت عقود الغاز الطبيعي الآجلة في الولايات المتحدة لتقترب من تسجيل أكبر مكاسب شهرية على الإطلاق، مدعومة بالطقس الحار وانتهاء صلاحية خيارات أغسطس.
وقفز الغاز بأكثر من 70% في يوليو على الرغم من أن انقطاع الإنتاج في مصنع فريبورت للتصدير في تكساس قد تسبب في تقطع السبل بالغاز في السوق المحلية، فقد تم حرق الجزء الأكبر من هذا الإمداد للحصول على الطاقة لتبريد المنازل والشركات وسط درجات حرارة شديدة.
و قفز الطلب على الغاز لغرض توليد الطاقة بأكثر من 10% هذا الشهر مقارنة بالعام الماضي إلى مستويات قياسية، وفقاً لبيانات "بلومبرج إن إي إف" (BloombergNEF).
أدّى تصاعد استخدام الغاز في الصيف وضعف نمو الإنتاج من أحواض الصخر الزيتي إلى ترك مخزونات الوقود أقل من المعدل الطبيعي بنحو 12%، مما أثار مخاوف بشأن قيود الإمداد في الأشهر الباردة.
واتسع هامش الغاز الذي يسمى بـ"صانع الأرامل" بين عقود الغاز تسليم مارس وأبريل -وهو رهان أساسي على مدى انخفاض المخزونات بحلول نهاية الشتاء- إلى أعلى مستوى منذ عام 2006 في هذا الوقت من العام.
هذا الصيف في طريقه ليكون الأكثر سخونة في السجلات التي تعود إلى عام 1950 في الولايات المتحدة، بناءً على مقياس لكيفية تأثير الطقس على الطلب على الطاقة، وفقاً لما قاله مات روجرز، رئيس "كوموديتي ويذر غروب" (Commodity Weather Group).
ويجلب الارتفاع الأضواء لخيارات شراء الغاز لشهر أغسطس، والتي كانت بلا قيمة تقريباً، قبل يوم من انتهاء الصلاحية، مما يضيف المزيد من الزخم إلى الارتفاع حيث يضطر بائعو الخيارات لتغطية مراكز البيع. مع تداول العقود الآجلة الآن بالقرب من 9.20 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، لا يزال هناك حوالي 12000 عقداً من 8.90 إلى 9.10 دولار قائمة حتى إغلاق يوم الإثنين. ومازال هناك أكثر من 25000 عقد بسعر 10 دولارات مفتوحة.
قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول في "بي أو كيه فاينانشيال سكيوريتيز" (Bok Financial Securities)، إن بعض المتداولين ذوي الرهانات الهبوطية يتعرضون للضغط وسط ارتفاع الأسعار. وأشار إلى أن توقعات الطقس الأكثر سخونة من المعتاد والمخاوف بشأن المزيد من التخفيضات في الإمدادات الروسية إلى أوروبا وهي وجهة رئيسية لصادرات الغاز الأميركية- تعني "لا أحد يريد أن يبيع".
تؤكد قفزة الأسعار مدى التقلب الذي شهدته سوق الغاز هذا العام، حيث أدت الحرارة الشديدة في جميع أنحاء العالم إلى زيادة إجهاد المخزونات حيث أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل الإمدادات .
وفي أوروبا، قفزت أسعار الغاز إلى أعلى مستوى في أكثر من أربعة أشهر، حيث تستعد المنطقة لمزيد من التخفيض في الإمدادات الروسية التي يمكن أن تضعف بشدة الجهود المبذولة لإبقاء الأنوار مضاءة والمنازل دافئة هذا الشتاء.