مباحثات مصرية - جزائرية لتعزيز التعاون في قطاعات متنوعة
ترأست مساء اليوم الثلاثاء، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، و أحمد زغدار، وزير الصناعة الجزائري، أعمال الاجتماعات التحضيرية على المستوى الوزاري للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، والتي تنعقد أعمالها بالعاصمة الجزائرية، في إطار العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين، بحضور السفير مختار وريدة، سفير مصر في الجزائر، وحميد شبيرة، سفير الجزائر في القاهرة، ووفدي الخبراء من الجانبين المصري والجزائري.
وخلال الاجتماع استمع رئيسا الجانبين المصري والجزائري، إلى عرض من رئيسي وفدي الخبراء، حول نتائج الاجتماعات الفنية التي انعقدت على مدار يومي الأحد والإثنين، وما تم التوصل إليه من تفاهمات على مستوى مجالات العمل ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى استعراض وثائق التعاون المقترح التوقيع عليها خلال أعمال اللجنة العليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين، لدفع الجهود التنموية في البلدين، تنفيذًا لتوجيهات قادة البلدين، وتلبية لتطلعات الشعبين الشقيقين.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، على عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والجزائر، ومواقف المؤازرة المتبادلة التي تثبت الأخوة الحقيقة وعراقة التاريخ المشترك الذي يجمع الشعبين الشقيقين، والتطلع إلى تعميق أطر التعاون بما يعكس إرادة القيادة السياسية في البلدين، موجهة الشكر للحكومة الجزائرية على حفاوة وطيب الاستقبال الذي يعكس قوة العلاقات بين البلدين.
ولفتت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية العمل على انتظام ودورية انعقاد اللجنة العليا، انطلاقاً من دورها الفعال كمظلة تنتظم تحتها كافة أطر التعاون الثنائي، وآلية لتنمية وتطوير علاقاتنا المشتركة في كافة المجالات، ومناسبة مهمة للتشاور وتبادل الرؤى والأفكار وقصص النجاح بشأن جهود التنمية التي تنفذ في البلدان.
وأشادت وزيرة التعاون الدولي، بالإجراءات التي اتخذتها مؤخرًا الحكومة الجزائرية، لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتيسير الإجراءات للمصدرين المصريين، والتواصل المستمر بين الجهات المعنية في مصر والجزائر، وهو ما يعكس اهتمام الجانبين بدفع علاقات التعاون المشتركة إلى آفاق أكثر رحابة، من خلال تحويل هذه المقترحات إلى اتفاقات وتفاهمات خلال اجتماعات اللجنة المشتركة.
كما تطرقت وزيرة التعاون الدولي، إلى ترحيب وزارة التعاون الدولي بتبادل الخبرات في مجالات اختصاص الوزارة وما تؤديه (بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات المصرية) من دور تنموي وتعاون وثيق مع شركاء التنمية وتوفير التمويلات الميسرة طويلة الأجل، فضلاً عن إشرافها على اللجان المشتركة، ومشاركة ما تم خلال السنوات الماضية من قصص نجاح وخبرات متراكمة في إطار تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية لجمهورية مصر العربية، فضلا عن تبادل الخبرات وتعزيز العمل المشترك في المجالات ذات الأولوية مثل الأمن الغذائي والنقل والمواصلات والمناطق اللوجيستية والمجالات الأخرى.
وأوضحت "المشاط"، أهمية قيام القطاع الخاص من الجانبين بالدور المطلوب لتعزيز العلاقات المشترك وتهيئة البيئة المناسبة لتدفقات رؤوس الأموال، لافتة إلى أن الحرص على توسيع وتنويع مشاركة القطاع الخاص المصري في منتدى الأعمال المشترك المقرر عقده على هامش أعمال اللجنة العليا للمشاركة في الجهود التنموية والمشروعات التي يتم تنفيذها في دول الجزائر .
وشددت أن تجربة التنمية التي وضع أساسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها في مختلف المجالات والمتابعة المستمر لهذه الجهود، أضحت محل تقدير وإلهام للعديد من الدول، موضحة أن الحكومة المصرية على استعداد تام للمشاركة في نقل التجربة لكل البلدان العربية والأفريقية الشقيقة والصديقة، بما يعظم الجهود التنموية. كما تحدثت عن استعدادات مصر لاستضافة ورئاسة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ وسعيها لتعزيز التعاون متعدد الأطراف في مجال العمل المناخي لدعم جهود المجتمع الدولي بشأن توفير التمويل للدول النامية والاقتصاديات الناشئة لتقليل أضرار التغيرات المناخية ودعم التحول الأخضر.
وصرحت أن الجلسة الختامية للجنة العليا المشتركة برئاسة دولتي السادة رئيسي الوزراء ستشهد التوقيع على عدد من الوثائق التي تنظم علاقات التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة كالري والموارد المائية، والتعاون بين المعاهد الدبلوماسية، والنقل البري، والرقابة المالية، والبيئة، والتنمية المستدامة وغيرها من المجالات الحيوية التي تهم البلدين.
من ناحيته عبر السيد أحمد زغدار، وزير الصناعة الجزائري، عن ترحيبه بالوفد المصري برئاسة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، موضحًا أن الدورة الثامنة من اللجنة المشتركة تأتي في أجواء تاريخية في حياة الشعبين المصري والجزائري حيث يحتفلان بثورة يونيو في مصر وعيد الاستقلال في الجزائر، كما أنه يعكس الإرادة السياسية الصادقة للقيادة السياسية في البلدين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه السيد الرئيس عبد المجيد تبون، للارتقاء بالعلاقات بما يحقق المصالح المشتركة ويدفعها نحو مزيد من التطور.
وأوضح أن الدورة الثامنة التي تنعقد عقب انقطاع دام لسنوات، تعتبر محطة لإجراء تقييم شامل وموضوعي للعلاقات بين البلدين وتذليل المعوقات، وبذل المزيد من الجهد لتحقيق انطلاقة متجددة في العلاقات، تستند إلى بناء منظومة قانونية مستقرة تعزز العمل الاقتصادي المشترك وتحفز الاستثمارات المشتركة، وكذلك العمل التجاري لاسيما وأن الجزائر ومصر انضمتا مؤخرًا إلى منطقة التبادل التجاري الحر الأفريقية التي تم تدشينها وهو ما يدعو إلى مزيد من التنسيق والتعاون لتعزيز الاستثمارات المشتركة في قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والخدمات للنفاذ للسوق الأفريقية وتعظيم الاستفادة من الفرص الواعدة. وأكد ثقته بأن اللجنة ستخرج بتوصيات ومحاور عمل من شأنها أن تدفع العلاقات بين البلدين وتهيئها للأفضل.
ومن المقرر أن تُعقد الدورة الثامنة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة اجتماعاتها في العاصمة الجزائرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، و أيمن بن عبد الرحمان الوزير الأول الجزائري، الأسبوع الجاري عقب ختام الاجتماعات التحضيرية، حيث يشهد رئيسا وزراء البلدين التوقيع على وثائق التعاون المشترك .