المشاركون في مؤتمر الإفتاء: مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم
دعا المشاركون في فعاليات الجلسة الافتتاحية بمؤتمر دار الإفتاء العالمي الأول لمركز "سلام" لدراسات التطرف إلى ضرورة تبني خطاب يرسخ للتعايش السلمي والتسامح ونبذ التطرف والإرهاب، وأنَّ مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف.
وقال رئيس قسم المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب لدى مجلس الأمن السفير أحمد سيف الدولة: إن تنظيم مؤتمر لمكافحة التطرف في هذا التوقيت من شأنه معالجة مسألة شديدة الخطورة في وقت يعاني فيه العالم أجمع ويلات الإرهاب والفكر المتطرف.
وأوصى رئيس قسم المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب لدى مجلس الأمن، بضرورة تكثيف الجهود الإعلامية لمكافحة الخطاب الإرهابي، بما في ذلك تكثيف جهود القيادات الدينية والمعنية، قائلًا: "ينبغي تنمية الوعي العام لدى المجتمعات لعمل خطاب مضاد للإرهاب والتطرف، وينبغي أن يوسع الخطاب الإيجابي وتوفير المصداقية ومعالجة الرسائل المثيرة للعنف، ترسيخا للتعايش بين الشعوب والحضارات".
من جانبه، قال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور سلطان محمد النعيمي: إنَّ التسامح والتعايش هو السبيل الوحيد لوجود التنمية، لأنَّ الأمن لا يأتي فقط بسواعد رجال الأمن.
وأضاف ـنَّ أهمية المؤتمر تأتي على قدر مناقشته لقضية التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى خطورة ظهور جماعات ترتكز على أيديولوجية دينية متطرفة.
وتابع: "أن دولة الإمارات قد أدركت خطورة ظاهرة التطرف والفكر التكفيري مبكرًا وما يحدث من أعمال عنف، مشددًا على ضرورة تشكيل البيئة العالمية لمواجهة الإرهاب، فالإمارات ما زالت يدًا بيد مع مصر في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وإنضاب بؤره للوصول إلى التنمية والتسامح، والمواجهة لا بدَّ أن تبدأ بالنشء والولوج إلى الوسائل الإعلامية لتصحيح الخطاب الموجَّه والداعم للخطاب المتطرف".
بدوره، أعرب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين عن أمله في أن يخدم المؤتمر البشرية جمعاء وبعدالة وإنصاف وحق دون تفريط، مناشدًا بضرورة حماية مقدسات المسلمين من التدمير والخراب والتدنيس، داعيا المولى- سبحانه وتعالى- أن تعود القدس لسابق عهدها وتمكُّن كافة المسلمين من الصلاة فيه.
من جانبه، أكَّد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان أنَّ التطرف يدور حول فكرة مركزية واحدة هي احتكار الرأي الذي يؤدي إلى الرفض ثم يؤدي إلى الإرهاب والتصفية الجسدية، كما أن الإعلام المتطرف يؤدي إلى إزكاء العداء بين دول العالم، فالإعلام المتطرف يحول القضايا المحلية إلى قضايا عالمية، فكل مشكلة تمس حياة إنسان ما في دولة ما سرعان ما تصير مشكلة عالمية.
كما دعا إلى إعادة النظر في المفاهيم التي فرضت ذاتها على واقع المسلمين وأدت إلى تأجيج الصراعات والنزاعات.
وقال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري إنَّ أخطر ما نواجهه جميعًا وما تواجهه دولنا وأوطاننا هو الفكر المتطرف، وانتشار تيار متطرف يتبنى فكر التكفير وحمل السلاح جرَّاء منظومة فكرية عامرة بالأفكار المغلوطة.
وأضاف: "لقد واجهنا جملة أفكار متطرفة كثيرة على مدار سنوات ماضية تستخدم مصطلحات ومفاهيم مغلوطة"، مشيرًا إلى أن تلك التيارات الـ 40 تبدأ بجماعة الإخوان، مرورًا بجماعة التكفير والهجرة والجماعات الإسلامية، "وقد توصلنا إلى أن تلك التيارات تنطلق من عدد من المصطلحات والأفكار من بينها عدة منطلقات وقواسم مشتركة، وهي 7 أفكار محددة، فلا يخرج إرهابي قط إلا وقد عبر على تلك الأفكار، وأبرزها: فكرة التكفير، والجاهلية، وفكرة الولاء والبراء، وحتمية الصدام وغيرها من الأفكار".
وأكَّد أنَّ مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف، كما أشار إلى أن مواجهة الإرهاب ليست من التجديد في شيء، إنما هي إطفاء للنيران وواجب وقتي لتحقيق مقاصد الشريعة، وينبغي أن نشارك العالم حولنا فيما يشغلنا من هموم.
وتابع: "نحن المسلمين في حاجة إلى أن نقدم أطروحة ناجحة لمكافحة التطرف، وأن نساهم مع العالم في قضية التنمية المستدامة وقضية المرأة والطفولة وصناعة القيم وبناء الحضارة".
ولفت النظر إلى أنَّ مصر والأزهر الشريف ودار الإفتاء وعلماء مصر كانوا لكم ولدولكم سندًا وعضدًا وقوة لكل الدول الشقيقة، واليوم نجتمع لنحتفل بإطلاق مركز "سلام" الذي يأتي خطوة يسعد بها كل مخلص مؤتمن على الشريعة، حتى نتصدَّى لخطر الإرهاب وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية.
واستطرد: "نحن نريد أن نتشارك مع الأمم المتحدة في دراسة معمقة وندوات، والاشتباك مع رؤية الأمم المتحدة التي تطلق شعار (لا للجوع)، ونحن نقول إنَّ هذا الدين جاء رحمة للعالمين، ونحن ندعو الدنيا إلى زيادة الإيمان والحفاظ على الأوطان متمنين لمركز سلام التوفيق في رسالته".