3 نعوش وأب مكلوم وأم تصارع الموت.. تفاصيل حادثة عصافير الجنة في الدقهلية

عصافير الجنة هو الاسم الذي أطلقته وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال الثلاثة الذين ذبحتهم أمهم في الدقهلية وتركت رسالة إلى زوجها تشد من أزره.

عاد الأب من الغربة مثقلًا بالألم ليدفن أولاده، عصافير الجنة في التراب، بدلًا من أن يفتح لهم ذراعيه ويجدهم بين أحضانه، بعد أن تم استدعاؤه من السعودية – حيث يعمل – ليستلم جثث أطفاله، عصافير الجنة، بعد أن ذبحتهم الأم، لتشهد القرية جنازة مهيبة، في حين لم تفارق الصدمة وجه الأب المكلوم.

بدأت القصة حين قامت “ح. م. أ” بذبح أولادها الثلاثة، عصافير الجنة: أحمد 9 سنوات، وأنس 4 سنوات، وسمية 4 أشهر، وبعد أن تأكدت من أنهم فارقوا الحياة، خرجت من البيت تبحث هي الأخرى عن حظها من الموت، وألقت نفسها تحت عجلات جرار زراعي، إلا أنها لم تصب إلا بجروح قطعية في الرقبة تصل إلى القصبة الهوائية، ليتم نقلها إلى المستشفى الدولي لإجراء عملية أوعية دموية.  

وأقيمت صلاة الجنازة على عصافير الجنة بعد عودة الأب من المملكة العربية السعودية، واستلام تصريح الدفن وجثث أبنائه الثلاثة من المستشفى الدولي بالمنصورة الذي ترقد فيه الأم وهي تصارع الموت بعد أن تخلصت من أطفالها الثلاثة. 

وأظهرت التحقيقات الأولية عن مفاجأة من العيار الثقيل حيث تم العثور على رسالة غامضة بخط يد الأم تعترف فيها بارتكاب الواقعة في الوقت الذي لم تكشف فيه عن السبب المباشر لارتكاب الواقعة. 

رسالة الأم

قالت الأم في رسالتها المؤثرة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "أنا يا محمد وديت ولادك للجنة، أنت كمان هتروح معاهم الجنة، علشان مقصرتش معانا في حاجة، أنا اللي قصرت معاهم وخصوصا أحمد، فكان لازم أوديه الجنة، لأن ذنبه في رقبتي، لا علمته الكلام ولا التعليم، وإخواته معاه في الجنة، اصبر واحتسبهم عند الله، ويابختك بالجنة، أما أنا فادعيلى علشان كنت بتعذب في الدنيا ومش قادرة أعيش، سامحني ربنا يكرمك باللى تستاهلك ويعوض عليك بولاد أحسن من ولادي".

ويعمل الزوج محمد أحمد المتولي شرف 38 سنة مدرسًا للغة الإنجليزية بالمملكة العربية السعودية، أما الأم فهي تخرجت في كلية التربية قسم اللغة العربية، ويشهد لها أهل القرية بحسن السير والسلوك، وليس لهم أي عداوة شخصية، وكانت تقيم بمفردها مع أبنائها.

وكان مدير أمن الدقهلية تلقى إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة منية النصر من أهالي قرية ميت تمامة، التابعة لدائرة المركز، بالعثور على 3 أطفال مذبوحين داخل منزلهم بالقرية.

وعلى الفور انتقل ضباط المباحث وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، وبالفحص تبين العثور على 3 أشقاء مذبوحين داخل منزلهم، وتم نقل الجثامين لمشرحة المستشفى، وتبين أن الأطفال هم: أحمد 9 سنوات، وأنس 4 سنوات، وسمية 4 أشهر، وبهم جروح ذبحية بالرقبة، داخل غرفة نومهم.

وبتكثيف التحريات تبين أن وراء ارتكاب الجريمة الأم “ح . م أ" بقرية ميت تمامة مركز منية النصر، والتي قامت بذبح الصغار وخرجت لتلقي بنفسها أمام جرار زراعي ليتم فرض كردون أمني في محيط الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.