القوات المسلحة تنجح في تطهير كامل المدن والقرى حتى خط الحدود الدولية الشرقية من «فلول الإرهاب»
يعد الاحتفال بعيد تحرير سيناء هذا العام؛ بمثابة شهادة نجاح جديدة للدولة المصرية والقوات في الانتصار على الإرهاب؛ وعودة الحياة إلى طبيعتها بأرض الفيروز التي طالما كانت ناجحة وشهادة على بطولات وإنجازات المصريين.
ويحمل الاحتفال بالذكرى الأربعين لتحرير سيناء أهمية كبيرة؛ حيث إنه دليل قاطع على تطهير أرض سيناء من الإرهاب؛ وبدأ أهالي القرى الحدودية في نطاق مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، في العودة إلى منازلهم بعد انتهاء القوات المسلحة من تطهير كافة المدن بنطاق المحافظة، وتمشيط وتطهير القرى من دنس الإرهاب الأسود، حتى خط الحدود الدولية الشرقية، وضمت تلك الجهود كلا من قرى المهدية، ونجع شبانة، وأبو مسافر، والمزحلف، والعجرا، والطايرة، وقوز أبو رعد.
وانتهت القوات المسلحة من تطهير وتفتيش كل متر من تلك القرى في الأيام القليلة الماضية، بعد مغادرة أهالي القرى الحدودية لها، وانتقالهم للعيش في مدن العريش والإسماعيلية والزقازيق والقاهرة وغيرها، لمنح القوات المسلحة الفرصة لاستخدام «القوة » في مواجهة العناصر الإرهابية، دون أية مخاوف على الأهالي، وهو الأمر الذي تزايد في فترات سابقة حتى استخدامهم كـ«دروع بشرية»، لإحباط عمليات «التطهير».
وارتكزت عملية التطهير على معلومات دقيقة وفرتها هيئة الاستخبارات العسكرية، بالتعاون مع أهالي قرى مدينة رفح، والمنطقة الموجودة جنوبها، بتنسيق كامل مع القوات المسلحة بنطاق محافظة شمال سيناء، لضمان ضبط العناصر التكفيرية، أو التعامل معها، دون الإضرار بالأبرياء من أهالي تلك القرى.
ففي مدينة رفح بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها ؛ والتي أظهرت أن القوات المسلحة نجحت في طرد العناصر الإرهابية من كامل مدن محافظة شمال سيناء، وقراها حتى خط الحدود الدولية الشرقية، مع استمرار أعمال التفتيش والمداهمات في المناطق الصحراوية، لضمان تطهير شبه جزيرة سيناء من فلول الإرهاب، وحماية أهاليها من شرورهم، وذلك بالتزامن مع العمل على تحقيق مشروعات التنمية الشاملة، والتي تكفل لأهالي تلك القرى «الحياة الكريمة».
أما في قرية المهدية، والتي بدأ أهاليها في التوافد عليها، قبل أيام قليلة من شهر رمضان المُعظم، والتي عادت بعض الأسر إليها كاملة، وعادت بعض الأسر ممثلة في عائلها ورجالها، ليطمئنوا على استقرار الأوضاع، وصولاً للتواصل مع أهاليهم للعودة لأراضيهم.
ويقول أحد مشايخ قبيلة السواركة من سكان قرية «المهدية»، إن أهالي قرى مدينة رفح كانوا يعيشون في حالة من اليأس والحزن الشديد، بسبب التنظيمات الإرهابية ووجودهم داخل قراهم، مع استخدام العنف والقوة معهم لإجبارهم على طاعتهم، مشيراً إلى أن من يخالف رأيهم كانوا يصفونه بـ«المرتد»، ويعذبونه أمام الجميع أسوأ أنواع العذاب حتى الموت، ليرهبوا أهالي القرية، مثل ذبح البعض بحجج واهية، وإطلاق النيران على آخرين، وصولاً لاستخدام «الشنيور» في قتل أهالي تلك القرى.
ويضيف أنهم فوجئوا بأن الإرهاب قد انتهى من قراهم، بعد ملاحم متتالية للتعاون بين أهالي سيناء والقوات المسلحة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قد انتهت من تطهير قريتهم الحدودية قبل عدة أشهر، لكن لم يُسمح لهم بالعودة إليها، إلا بعد تمشيط كل متر في القرية، للاطمئنان على عدم وجود فخاخ، أو متفجرات أو إلغام أو بقايا مخلفات الحرب معهم، والتي قد تضر الأهالي وأبنائهم.
وأشار إلى أن القوات المسلحة والجهات المسئولة في الدولة تواصلت معهم، وسيتم توفير كامل احتياجاتهم التنموية، لإصلاح ما دمره الإرهاب في الفترة المقبلة.
واكد أحد أبناء قبيلة الرميلات، من سكان قرية المهدية أن السواد الأعظم من أهالي شبه جزيرة سيناء وطنيين، وأن «القبائل» تبرأت بشكل تام وكامل من «أي خائن ممن سعى للمال على حساب وطنه»، على حد قوله.
ويوضح أن ظهور الإرهابيين في قرية المهدية، وتحولها لـ«بؤرة إرهابية» حدث في يوم وليلة خلال عام 2013؛ حيث فوجئ أهالي القرية ذات صباح بوجود أشخاص غرب كثر، وبعض من أهالي رفح، وصفهم بـ«القلة القليلة» المتعاونين معهم، مع وجود سيارات لديهم، وأعلام وسلاح، مشيراً إلى أن هؤلاء التكفيريين كان بينهم أشخاص من سيناء، ومن الوادي، ومن فلسطين، وسوريا، وليبيا، وحتى دول غربية، موضحاً أن تلك التنظيمات كان بينها «أجانب كثر»، ما يعني أن مصر كانت تُحارب مليشيات مدعومة خططياً واستخباراتياً من الخارج، وليس مجرد أشخاص «معتادي إجرام»، أو ذوي فكر خرب فقط.
ويكشف ابن قبيلة الرميلات، أن الإرهابيين فخخوا عدد كبير من منازل قريتهم، حتى يتم تفجيرها سواء عن بعد أو باستخدام ما يعرف بـ«شراك خداعية»، مما فجر عدد كبير من منازل الأهالى .
وشدد أحد أبناء قبيلة السواركة، والذي يعيش في منطقة «الطايرة»، القريبة من الحدود المصرية الشرقية أيضاً، على أن أهالى سيناء حاربوا الإرهاب جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة، حتى إذا اضطروا إلى مغادرة أراضيهم بسبب « العناصر الإرهابية» فإنهم واصلوا التواصل مع القوات المسلحة ، وهو أمر رئيسى ساهم فى تحقيق الأمن والاستقرار، موضحاً أن القبائل السيناوية توافقت على منع دفن أياً من أبناؤهم المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية في مقابرها، وعدم نسبه للقبيلة أو الأعراب عموماً، بسبب الدمار والخراب الذي ألحقوه بقراهم.
أما في منطقة «نجع شبانة» والتي نجحت القوات المسلحة في تطهيرها من دنس العناصر الإرهابية، يؤكد أحد الأهالى أنهم غادروا منازلهم بإرادتهم في ظل تواجد العناصر الإرهابية.
وأشار إلى أن الجميع لم يكن يحلمون بالعودة لأراضيهم مرة أخرى، لكن القوات المسلحة نجحت في استرداد الأرض، بل ويجري التنسيق لإطلاق حزمة كبيرة من المشروعات الخدمية والتنموية للقرية، ما سيكفل لأهالي القرية مصدر دخل وحياة كريمة بعيداً عن أية أنشطة غير قانونية قد يسعى البعض لاستقطابهم إليها.
ويوضح أن قرى رفح على موعد مع منظومة «بنية تحتية» متكاملة، مثلما تواصل معها المسئولين، ورجال القوات المسلحة؛ حيث يجري عمارة منازلهم، وتجديدها وحتى بناؤها حال تضررها بشكل كامل، كما يجري رصف الطرق، وحفر آبار، مع السعي لتوفير المزيد من المشروعات في الفترة المقبلة .
وعن الأنفاق بين «رفح»، وقطاع غزة، قال إن الأهالي كانوا يبلغون القوات المسلحة عنها، وأي شيء سلبي يتم رصده، مضيفاً: «في البداية كنت تستطيع أن تقول إن هناك 5 آلاف نفق أو يزيد، وهي الأنفاق التي (بوظت البلد)، عبر استخدامها لمرور السلاح والأفراد والعتاد وغيرها، حتى استطاعت القوات المسلحة من القضاء على خطرها.
ويشير إلى أن أحد الأساليب الخسيسة للعناصر الإرهابية، نظراً لفقد ادعاء تعاون الأهالي مع الجيش بأنهم كانوا يتهمون الأهالي بـ«العمالة » دون أي صحة لهذا الأمر، حتى يعذبونهم ويذبحوهم ويخوفوا أهالي سيناء لينضموا إليهم، لكن ذلك لم يتحقق.
وعن رحيلهم من القرية، قال إن الإرهابيين كانوا يجبرونهم على ترك منازلهم، بما فيها من أثاث وسلع حتى يأخذونها لأنفسهم، مضيفاً: «كان ممنوع ترحل، ولو رحلت يجب أن تترك خلفك كل شيء»، معرباً عن ثقته بأن الأمور ستتغير للأفضل بفضل جهود القوات المسلحة الباسلة.
وأشار أحد الأهالى الى أنه لولا الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجهود القوات المسلحة، لم يكن الإرهابيين ليتركوا مدن وقرى شمال شرق سيناء التي حولوها لبؤرة في وقت سابق، موضحاً أنهم يجولون أراضيهم ليلاً ونهاراً حالياً بدون خوف من التنظيمات والعناصر الإرهابية، كاشفاً عن أن القوات المسلحة توفر لهم حصص ومواد غذائية، وكافة احتياجاتهم المعيشية حتى يقضون يومهم بـ«حياة كريمة».
فيما، يقول أحد أبناء أهالي قرية نجع شبانة جنوب رفح، إن ما عاشوه من ويل ومآسي بسبب التنظيمات الإرهابية، جعلت أهالي القرية يكرهون أي فرد قد يكون شبيه بالتنظيمات الإرهابية ، موضحاً أنهم يوجهون طاقة الغضب الموجودة لديهم حالياً لطاقة خير ورخاء وبناء لصالح الوطن.