الاختيار3| تعرف على «أحداث سجن بورسعيد».. خطة الإرهابية لنشر الفوضى
بمجرد عرض مسلسل "الاختيار3" ومشاهدة الحلقات الماضية، والتي وثّقت بالأدلة فترة مهمة في تاريخ مصر خلال تولي جماعة الإخوان الإرهابية الحكم، وسعي قياداتها للسيطرة على مفاصل الدولة بعمل الفوضى التي أثارت العنف على مستوى الجمهورية، وكان من بينها «أحداث سجن بورسعيد»، وهي الأحداث التي وقعت في أعقاب صدور قرار محكمة جنايات بورسعيد بإحالة أوراق عدد من المتهمين بقضية مجزرة استاد بورسعيد - في المحاكمة الأولى لهم - إلى مفتي الديار المصرية؛ لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم.
في يناير 2013 قام عدد من الجماعات الإرهابية بارتكاب أحداث الاشتباكات والعنف والشغب التي جرت بمحافظة بورسعيد، ومحاولة اقتحام سجن بورسعيد العمومي بقصد تهريب المساجين وإحداث حالة من الفوضى والخراب والدمار بمدينة بورسعيد.
وأعدت الجماعات الإرهابية لتنفيذ جريمتهم؛ بعدما قسموا أنفسهم إلى مجموعات، الأولى تولت سجن بورسعيد، وتوجهت المجموعات الأخرى صوب أقسام الشرطة ومنشآت شرطية ببورسعيد؛ للاعتداء عليها واقتحامها وتهريب السجناء فيها والاستيلاء على ما بها من أسلحة وذخائر وأثاث وتخريبها وإتلافها وحرقها بالنيران.
لم يكتف المتهمون بما فعل لكنهم قاموا بتجهيز أسلحة وذخائر، من نوعية مدفع "جرينوف" وبنادق آلية ومسدسات وزجاجات مولوتوف وأسلحة بيضاء وحجارة، وحددوا يوم النطق بالقرار في قضية مجزرة ستاد بورسعيد موعدا لتنفيذ جريمتهم، مستغلين في ذلك تجمعات أهالي المتهمين بتلك القضية أمام محيط السجن لرفضهم ترحيل أبنائهم للقاهرة لحضور جلسة الحكم، لخوفهم من أن يتعرضوا للبطش من قبل مشجعي النادي الأهلي، وفور صدور الحكم بتلك القضية قامت المجموعة الأولى من هؤلاء المتهمين بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوب أبراج السجن المتواجد بها أفراد الحراسة وصوب البوابة الرئيسية والمباني والسور الخاص به.
وكانت المجموعة الثانية من الجماعات الإرهابية توجهت إلى قسم شرطة الكهرباء المجاور للسجن، واقتحموه وخربوا فيه واستولوا على ما فيه من أسلحة نارية وأحراز قضايا أخرى وسرقة أجهزة الحاسب الآلي وأشعلوا النيران به، وكان ذلك بعد محاولات مستميتة من رجال الشرطة العاملين به الدفاع عنه، غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك لقلة عددهم وكثر المعتدين.
وبالنسبة للمجموعة المجموعة الثالثة فتوجت الجماعة الإرهابية إلى أقسام الشرطة، وأطلقوا النيران عليها ورشقها بزجاجات المولوتوف وقد استمر الاعتداء عليها وخاصة قسم شرطة العرب طوال اليوم، غير أن رجاله من الضباط والأمناء المكلفين بتأمينه دافعوا عنه وعن أنفسهم، وقاموا بإطلاق الغاز المسيل للدموع على من تجمعوا حوله من الأهالي بتحريض من المتهمين، وقامت قوات الشرطة باعتلاء سطح القسم والرد على مصادر النيران للدفاع عن أنفسهم وحتى لا يتمكن المتهمون من اقتحام الأقسام مثل قسمي شرطة المناخ والشرق والزهور والميناء.
يوم 27 يناير واصل الجماعات الإرهابية اعتداءهم حال قيام الأهالي بدفن من استشهدوا، وأثناء مرور الأهالي بالجثامين أمام نادي القوات المسلحة والشرطة، وقاموا بمحاولة اقتحام نادي الشرطة إلا أن القوات المكلفة بتأمينه أطلقت قنابل الغاز عليهم لتفريقهم، غير أنهم عادوا واقتحموا الناديين وسرقة محتوياتهما وإضرام النيران بنادي الشرطة، وواصلوا أفعالهم الإجرامية في الاعتداء على الأقسام والمنشآت الشرطية لليوم الثالث على التوالي، مصممين على إحداث الفوضى بالمدينة الباسلة والتي ظلت على مر التاريخ تدافع ضد العدوان الأجنبي قاصدين من ذلك إسقاط وكسر شوكة الشرطة وإحداث حالة من الخراب والدمار، ونسى هؤلاء المتهمون - هم ومن عاونهم ومن ساعدهم من الذين امتلأت قلوبهم حقدا وبغضا وكراهية لهذا الشعب الكريم وهذا الوطن العظيم - أنهم أبناء وطن واحد.
وكانت قضت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد السعيد شربيني، بمعاقبة 20 متهمًا بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة، ومعاقبة 12 آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة 18 متهما بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات؛ وذلك لإدانتهم بارتكاب أحداث الاشتباكات والعنف والشغب التي جرت بمحافظة بورسعيد، ومحاولة اقتحام سجن بورسعيد العمومي.