مفطرات الصوم.. تعرف عليها حتى لا تقع في المحظور
مفطرات الصوم من الأمور التي يبحث عنها كل مسلم في شهر رمضان خوفا من الوقوع في المحظور عن طريق مفطرات الصوم التي تستوجب القضاء أو القضاء والكفارة.
وتتعدد مفطرات الصوم، ومنها ما هو مشروع كما في السفر والمرض وغيره ومنها مفطرات الصوم غير المشروعة التي يتعمدها الإنسان أو يسعى إليها.
وفي سياق التقرير التالي يستعرض مستقبل وطن نيوز مفطرات الصوم وآراء الفقهاء إضافة إلى تعريف الصيام وحكم مشروعيته.
تعريف الصيام
صوم رمضانَ من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الله سبحانه وتعالى الصوم على عباده المسلمين، ودلّت الآيات الكريمة والسنّة النبويّة الشريفة على فرض الصيام على كاّفة المسلمين، ومن أنكر صيام رمضان كافراً، ومن أدرك الشهر وكان سليماً غير مريض، أو مُقيماً غير مسافرٍ، أصبح الصوم عليه واجباً شرعيّاً، إمّا أداءً وإمّا قضاءً، وما عدا الهرم الكبير الطاعن في السن، ومن به مرض مُزمن وشديد لا يشفى منه فهذان لا يستطيعا صيام رمضان لا قضاءً ولا أداءً.
و الصيام لغةً إمساك وترك الشيء الذي يمتنع عنه الشخص، من كلامٍ بذيءٍ، أو طعامٍ، أو شرابٍ، بمعنى صمتاً وإمساكاً وتركاً عن الكلام، ويعني الامتناع عن الشرب والأكل وإتيان النساء من طلوع الشمس إلى غروبها.
ودليل ذلك حكاية مريم -عليها السلام-: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً) ويعني سكوتاً وإمساكاً عن الكلام، كما يُقال للسّاكت صائم لإمساكه عن الكلام.
الصيام شرعا
الصيام شرعاً يأتي بمعنى الامتناع والإمساك بنيَّةٍ عن مُفسدات الصوم وعن جميع المُفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشّمس؛ أي أنّ الصوم هو الإمساك عن تناول شيء حِسّي يدخل بطن الشخص في فترة مُعيّنة، وهو من طُلوع الشّمس إلى غروبها، وتُعدّ النيّة شرطاً من شروط استحضار القلب والعزم على تمسّك الشّخص بنيّة الأجر و الثواب؛ وذلك ليتميّز العبد بأفعاله بين العادة والعبادة، فيُعتَبر الصوم بذلك طاعةً وتقرُّباً لله تعالى.
مفطرات الصوم
يبطل الصوم إمّا بانتفاء شرطٍ من شروطه، أو باختلال ركن من أركانه، وأصل هذه المُفطرات ثلاثة، وردت في كتاب الله في سورة البقرة، قال تعالى: (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ)، وقد أجمع علماء الأمّة على أنه يجب الإمساك وقت الصوم عن المطعوم، والمشروب، والجماع، وقسّموا المُبطلات إلى قسمين:
ما يبطل الصيام ويوجب القضاء
- الأكل والشرب مُتعمّداً، ذاكراً لصومه: والأكل معناه إدخال شيء إلى الجوف عن طريق الفم، ما ينفع وما يضرّ بشكل عام، وذهب جمهور العلماء إلى أنّ من أكل الصائم أو شرب ناسياً فإنّه يُكمل صومه ولا قضاء عليه، والدليل حديث أبي هريرة أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (من نسِيَ وهو صائمٌ، فأكل أو شرب، فلْيُتِمَّ صومَه، فإنّما أطعمه اللهُ وسقاه) ولا فرق في ذلك إن كان صيامه فرضاً أم نفلاً، لعموم الأدلة عند الجمهور.
وذهب مالك إلى أنّ من أكل أو شرب ناسياً في رمضان فلا قضاء عليه، وكذلك الأمر في غير رمضان، فإن كان الصيام نافلةً فأكل أو شرب الصائم ساهياً أو ناسياً فلا قضاء عليه.
- إذا أكل الصائم أو شرب أو جامعَ ظانّاً منه غروب الشمس، ومثله عدم طلوع الفجر، وبعد الانتهاء ظهر خلافه، في هذه المسألة لأهل العلم قولان:
الأول: أنّ عليه القضاء، وهذا مذهب جمهور العلماء، ومنهم الأئمّة الأربعة. والثاني: أنه لا قضاء عليه، وهذا مذهب أحمد في أحد قوليه، وإسحاق، وابن حزم، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
تعمُّد الأكل والشرب
تعمّد الأكل والشرب في رمضان يُوجب القضاء فقط، قال الإمام الشافعيّ وأحمد في الرواية المشهورة عنه، وأهل الظاهر، والسبب عدم ورود نصّ صريح يوجب الكفّارة في الأكل أو الشرب، إلا في الجماع، فيقتصر عليه ولا يتعدّى إلى غيره؛ وذلك لعِظَم هتك حرمة شهر رمضان، فبإمكانه أن يصبر عن الجماع إلى الليل بخلاف الأكل والشرب فهو ما اعتاد عليه.
أما القول الثاني فهو أن تعمُّد الأكل والشرب في رمضان يوجب القضاء والكفّارة معاً، قياساً منهم على الجماع، والعلّة في ذلك اشتراكهما في انتهاك حرمة الصوم. اعتمد هذا القول مالك وأبو حنيفة وإسحاق.
تعمُّد القيء
فإن كان القيء بعدم إرادة الصائم، أي غلبه القيء وخرج بنفسه، فالقول فيها وبلا خلاف لا قضاء عليه ولا كفارة، لحديث أبي هريرة أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (مَن ذرَعه القيءُ وهو صائمٌ فليس عليه قضاءٌ، ومَنِ استقاء فليَقْضِ).
الحيض والنفاس
المرأة التي حاضت أو نفست في نهار رمضان، ولو في اللحظة الأخيرة منه، فسد صومها، ويجب عليها قضاء هذا اليوم، وهو بإجماع العلماء.
مكروهات الصيام
- صوم الوصال وهو وصل الصّيام بألا يفطر الشخص بين اليومين لا بأكلٍ ولا بشربٍ، وهو أيضاً مكروه عند كثيرٍ من العلماء، ودلالة ذلك الحديث عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (نهَى رسولُ اللهِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -عن الوِصالِ في الصومِ، فقال له رجلٌ من المسلمين: إنك تُواصِلُ يا رسولَ اللهِ، قال: وأيُّكم مِثلي؟ إني أَبيتُ يُطعِمُني ربي ويَسقينِ. فلما أبَوا أن ينتَهوا عن الوِصالِ واصَل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأَوُا الهلالَ، فقال: لو تأخَّرَ لزِدْتُكم، كالتَّنكِيلِ لهم حين أبَوا أن ينتَهوا).
- الزيادة والمبالغة في الاستنشاق والمضمضة ويكون خشية ذهاب الماء إلى الجوف والبطن.، ودلالة ذلك.
- بلع النخامة: لأن بلع النّخامة يصل إلى الجوف والبطن، ويقوى به الشخص، ويكون إلى جانب الضرر والاستقذار الذي يجلبه هذا الفعل.
- تذوّق الطعام من دون الحاجة: إلا من كان مُحتاجاً إلى ذلك، فمثلاً أن يكون الشخص طبَّاخاً ويحتاج لتذوّق الملح أو ما شابه فلا بأس، لكن مع الحذر من وصول شيءٌ من ذلك الطعام إلى حلقه أو الجوف؛ لأنّه يكون قد بَطُل صيام.