«الأزولا» تكتسب شعبية كـ«علف رخيص عالي القيمة» بين المُربين بعد ارتفاع الأعلاف
وجد مُربو الدواجن والأرانب والأغنام، ضالتهم في أعلاف الأزولا، بعد ارتفاع أسعار المكونات العلفية مثل الذرة وكسب الصويا وتبن القمح والنخالة، خلال الفترة الأخيرة على خلفية جفاف المحاصيل ونقص المعروض عالمياً والحرب الروسية على أوكرانيا، وقالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن ارتفاع أسعار الأعلاف إلى أكثر من 10 آلاف جنيه، دفع كثيرين منهم نحو «الأزولا» كعلف رخيص السعر.
وتنتمي الأزولا إلى النباتات السرخسية الصغيرة التي تعيش طافية على أسطح المجاري المائية، وترتبط بنوع من الطحالب وهي غنية بالبروتين بشكل كبير، وكانت تنمو في حقول الأرز المغمورة بالمياه، ويُنظر إليها باعتبارها حلاً جذرياً لمشكلة نقص الأعلاف وارتفاع كُلفتها على مُربين الدواجن.
«الأزولا» أعلاف رخيصة غنية بالبروتين والأحماض الأمينية
محمد نبيل، عضو شعبة الدواجن، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إنه يستخدم الأزولا بنسبة تصل لـ40% كأعلاف بعد ارتفاع أسعار الأعلاف إلى 10100 جنيه بادي 23% مطلع الشهر الجاري، وأنها نباتات مناسبة للبط والدواجن والأرانب سواء كانت جافة أم مبللة، وترتفع النسبة إلى 80% للماعز والأغنام، موضحاً أنها ذات جدوى اقتصادية كبيرة في التسمين.
وتلعب أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية والتحصينات، دورًا مهمًا في حساب التكلفة النهائية لإنتاج قطعان البط والدواجن والطيور، وتشكل عاملًا مهمًا في تحديد أسعار الدواجن في مصر، وتتأثر صناعة الدواجن في مصر بمدخلات ومستلزمات إنتاج تتغير بشكل دوري، وتتكون الأعلاف اللازمة لتربية الدواجن، من الذرة، والرجيع، والدشيش، والفول.
الأعلاف تستحوذ على 70% من تكاليف التربية الداجنة
أضاف عضو شعبة الدواجن، أن محتوى الأزولا غني بالبروتين مقارنة بردة القمح، كما يحتوى على أحماض أمينية، لكنها لا تستخدم كمصدر علف وحيد للبروتين، إذ يجب خلطها مع مواد علفية أخرى، وهو ما يجعل معامل التحويل لدى الدواجن أعلى، مشيراً إلى أنه مع ارتفاع تكاليف التربية، التي تستحوذ فيها الأعلاف على 70% من التكلفة، تصبح الأزولا حل مناسب ورخيص.
وسجل سعر الدواجن البيضاء اليوم الأحد، 39 جنيهًا للكيلو، وسعر الدواجن الساسو: 43 جنيهًا للكيلو، وسعر الدواجن البلدي: 43 جنيهًا للكيلو، وسعر الدواجن أمهات البيض: 23 جنيها، وبيع البط البلدي بسعر 45 جنيها، وسعر البط المسكوفي: 45 جنيها، بينما سجل سعر البط مولار: 37 جنيها.
من جانبه، قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن ارتفاع أسعار الأعلاف خلال الفترة الأخيرة بسبب ظروف الزراعة في المناشيء كالأرجنتين التي أصاب محصولها الجفاف، وبعد الحرب الروسية على أوكرانيا، أجبر كثير من المربين على اللجوء لبدائل رخيصة السعر، وإن كانت غير مجزية بالدرجة ذاتها التي توفرها أعلاف التسمين.
حلول غذائية «غير مستدامة» مع المزارع الكبيرة
أضاف رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن بعض المربين يلجؤون إلى حلول مشكوك في استدامتها فمنهم من يلجأ إلى بقايا «العيش الجاف» وهو مصدر ليس غني بالبروتين، ومنهم من يلجأ إلى بقايا الأسماك التي تُخلط مع العلائق، لكن في المزارع الكبيرة لا يمكن الاستغناء بأي حال عن الأعلاف، داعياً إلى التوسع في زراعة مكوناتها في مصر الفترة المقبلة، لخفض الاستيراد.
وتخضع أسعار الدواجن في مصر، لآليات العرض والطلب، وحجم المعروض من السلعة الذي يتميز حاليًا بالوفرة في الأسواق، وتشمل أيضًا، أسعار البط، وأسعار الكتاكيت، وأسعار البيض، وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإنه قد زاد متوسط نصيب الفرد في مصر من لحوم الطيور والدواجن، بنسبة 18.1 في المئة، بإجمالي 13.7 كيلو جرام، وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الطيور والدواجن، 96.4 في المئة العام الماضي؛ حسب بيانات النشرة السنوية لحركة الإنتاج والتجارة الخارجية بجهاز الإحصاء.