معرض أثري عن رحلة العائلة المقدسة في مصر بمناسبة العيد الـ 112 للمتحف القبطي

افتتح، مساء اليوم، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار مؤمن عثمان، معرضا أثريا مؤقتا؛ بمناسبة العيد الـ 112 للمتحف القبطي، بعنوان "الهروب إلى مصر".
وقال مؤمن عثمان، إن المعرض سوف يستمر حتى 30 يونيو المقبل، ليروي مراحل رحلة العائلة المقدسة بمصر، وحياة المسيح منذ البشارة بميلاده وحتى العودة لفلسطين مرة أخرى، مشيرًا إلى أن المعرض يضم 11 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف منها 4 مخطوطات من العهد القديم والجديد، وسبع أيقونات نادرة، بالإضافة إلى مجموعات من العملات الحديثة التي أصدرتها مصلحة سك العملة عام 2018 عن محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر.
من جانبها، قالت مدير عام المتحف جيهان عاطف، إن الاحتفالية تتضمن كذلك افتتاح حصن بابليون للزيارة، وتنظيم عدد من المحاضرات عن محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر، وعرضا غنائيا للكورال وألحان قبطية، وأيضا افتتاح معرض فني لفناني وزارة السياحة والآثار.
يذكر أن المتحف القبطي يقع داخل حدود حصن بابليون الروماني بالقرب من كنيسة أبي سرجة، وكنيسة السيدة العذراء الشهيرة "بالمعلقة"، والمعبد اليهودي، بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.
ويتكون المتحف من جناحين؛ الجناح القديم تم افتتاحه في 14 مارس عام 1910، والجناح الجديد تم افتتاحه في 20 فبراير عام 1947، ويربط بين الجناحين ممر، تم تطوير وترميم المتحف في عام 1984، ثم تم إغلاقه مرة أخرى بجناحيه عام 2000، لإعادة تطوير العرض المتحفي به، ليتم افتتاحه للجمهور في 2006.
وفي 20 ديسمبر عام 2021، قرر مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، تسجيل مبنى المتحف ضمن الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.
ويضم المتحف أكبر مجموعة من الآثار القبطية في العالم، حيث يحتوي على 26 قاعة بالإضافة إلى قاعة مصر القديمة، وتبلغ عدد مقتنياته حوالي 16 ألف قطعة أثرية ما بين معروض ومخزون، ومن أهم القطع التي يضمها المتحف مجموعة مخطوطات مكتبة نجع حمادي، وكتاب المزامير، وستارة الزمار، وشرقية باويط، وأيقونة رحلة العائلة المقدسة.
ولعب العالم الفرنسي (جاستون ماسبيرو) دورًا مهما في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري، وقد بدأت فكرة إنشاء متحف للآثار القبطية باقتراح من مهندس لجنة حفظ الآثار العربية هيرتس باشا عام 1889.
وتم إنشاء المتحف القبطي بمجهودات مرقس سميكة باشا الذي كان مهتمًا بحفظ التراث القبطي، فمنحه البابا "كيرلس الخامس" بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أرضا تابعة للكنيسة المعلقة، نظرًا لأهمية المكان وعظمة مكانته التاريخية، بدأ مرقس سميكة بجمع الآثار القبطية والعديد من العناصر المعمارية من الكنائس القديمة والأديرة الأثرية وقصور الأغنياء من الأقباط، وبدأ إنشاء المتحف 1908م، وتم افتتاحه عام 1910، وتولى سميكة إدارة المتحف كأول مدير حتى وافته المنية في أكتوبر 1944.
وظل المتحف ملكاً للبطريركية حتى عام 1931م، إلى أن قررت الحكومة المصرية ضمه لإشرافها المباشر؛ نظراً لقيمته الأثرية الهامة.