السياحة تعلق الآمال على انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية قريبا.. وخبراء: الحل في «غرب أوروبا»

بينما ينظر قطاع السياحة المصري بترقب للصراع الروسي الأوكراني المشتعل حاليا، وتداعياته المحتملة على القطاع في وقت يمثل البلدين 30% من السياحة الوافدة إلى مصر، فضلاً عن تأثر قطاع الطيران بارتفاع التكلفة، وطول زمن الرحلات بعد إغلاق المجال الجوي من قبل دول عديدة في مواجهة الطيران الروسي، يجمع خبراء السياحة، في تصريحاتٍ إلى «مستقبل وطن نيوز» أن استئناف تدفق السياح الروس والأوكرانيين، رهن هدوء الصراع وتسويته عبر المفاوضات.

الخبراء الذين عبروا عن آمالهم في انتهاء الأزمة وتأثيراتها على القطاع، عبروا عن تفاؤلهم بتوقعات توافد السياح من دول غرب أوروبا في النصف الثاني من الشهر الجاري، مع تحسن حالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة، ورفع العديد من البلدان قيود السفر على مواطنيها، داعين إلى تكثيف الحملات الترويجية الفترة المقبلة لتعويض النقص المحتمل في السياحة الروسية والأوكرانية.

30 % من السياحة الوافدة لـ«الروس والأوكران»

رئيس جمعية مسافرون، عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، عاطف عبداللطيف، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن الصراع الدائر بين الجارتين روسيا وأوكرانيا، أثر على معدلات وفود السياح الروس والأوكران، بما يمثلونه من 30% من السياحة الأجنبية الوافدة، مشيرا إلى أن انتهاء الأزمة الراهنة عبر الطرق الدبلوماسية كفيل بإعادة سريعة لمعدلات تدفق سياح البلدين على مصر، كون الأخيرة من الأسواق والوجهات السياحية المفضلة لهم.

ولا توجد أعداد معلنة عن إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر خلال عام 2021، لكن بيانات سابقة لوزارة السياحة والآثار أظهرت أن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال النصف الأول من العام بلغ 3.5 مليون سائح، وهو أكثر بقليل من عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 2020 كله والذي بلغ 3.39 مليون سائح.

وكشف اتحاد شركات السياحة التنفيذية أن عدد السياح الروس الذين زاروا مصر منذ استئناف رحلات الطيران المباشر بلغ 680 ألف سائح روسي، مشيرا إلى أن مصر أصبحت المقصد السياحي الثاني للسياح الروس بعد تركيا.

تكثيف حملات الترويج في دول غرب أوروبا

وأوضح عبداللطيف، أن تكثيف حملات الترويج الدعائية للسوق المصري، خاصة في دول غرب أوروبا، من شأنه تعويض النقص العددي في نسب الإشغال، خاصة أن هذه الدول تمثل النسبة الأكبر من السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر، معربا عن تفاؤله بانتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية خلال أيام.

من جانبه، قال محمد موسى، خبير قطاع الطيران، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن إغلاق المجال الجوي الروسي أمام الطيران الغربي والعكس، تسبب في أزمة عالمية بالقطاع تمثلت في طول فترات الطيران، وحاجة بعض الطائرات للتزود بالوقود خلال الرحلة الواحدة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الوقود بشكل كبير للغاية على الصعيد العالمي، معتبراً أن الصراع بين البلدين ألقى بظلاله على العالم كله.

عودة الحركة الجوية عالميا لطبيعتها لن يكون قريبا

وتابع موسى، أن عودة الحركة الجوية لن يكون قريبا ما لم تنته الأزمة الحالية بتسويات بين الطرفين المتصارعين، وأن الحجوزات خلال الفترة الحالية تشهد نموا من قبل دول غرب أوروبا، التي من المتوقع أن تمثل مددا للقطاع السياحي الفترة المقبلة، في ظل الأزمة الحالية.

وسبق أن صدر قرار من وزارة السياحة والآثار، بالتنسيق مع غرفة المنشآت الفندقية، باستضافة السياح الأوكرانيين في الفنادق لعدم إمكانيتهم من العودة لبلادهم بعد غلق المجال الجوي الأوكراني؛ بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، وأعلنت وزارة السياحة، تحمل صندوق السياحة تكلفة إقامة ووجبات السياح الأوكرانيين، في فنادق فئة 3 نجوم في حدود ما يعادل 10 دولارات أمريكية للفرد في الليلة الواحدة، وألزمت الوزارة، فنادق فئة 3 نجوم، بضرورة الاستمرار في استقبال النزلاء العالقين مع تقديم 3 وجبات ومشروبات خفيفة يوميًا، مع التأكيد على عدم تحميل النزيل أي مبالغ إضافية نظير إقامته في الفندق، علما بأن التمويل سيتم من الصندوق بشكل سريع.