حصاد «البرسيم» نهاية مارس يُبشر بتخفيف الطلب على الأعلاف.. وتجار: الإنتاج كبير هذا العام
يدخل المحصول الجديد لـ«البرسيم» موسم الحصاد نهاية الشهر الجاري، بنظام الزراعة المبكرة، على أن تدخل الأعلاف الخضراء بنسبة أكبر حيز الحصاد أول مايو المقبل، ما يشكل تخفيفاً للضغوط على الأسعار الحالية لكل من البرسيم والأعلاف التي زادت مكوناتها بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
زراعيون وتجار قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن البرسيم ارتفعت الفترة الماضية بسبب تأخر عملية القطف «الحش» نتيجة لعدم اكتمال عملية الإزهار والنمو، وهو ما يأتي متزامناً مع ارتفاع أسعار الأعلاف ومكوناتها من الذرة والنخالة والقمح والصويا عالمياً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرين إلى أن حصاد المحصول الجديد من البرسيم يهدء الطلب على الأعلاف ويهبط بالسعر.
ارتفاع في مكونات الأعلاف التقليدية عالمياً
وسجلت أسعار الذرة الصفراء المستوردة زيادة 10% خلال الفترة الأخيرة، ليسجل الطن 5350 جنيه، وبلغ سعر فول الصويا 11 ألف جنيه، بينما بيع تبن القمح بـ350 جنيه للطن، والنخالة 3350 جنيه، واستقرت أسعار الجلوتين المحلي 14300 جنيه، والمستورد 14700 والكسب 6100 جنيه.
أحد تجار البرسيم الحجازي بدمياط، محمد الصايغ، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن المحصول تأثر الفترة الماضية بموجة الطقس الباردة، مما أثر على نموه الذي شهد حالة من التباطؤ، مع نقص المعروض في السوق، مما أدى إلى ارتفاع سعر الطن لـ3.2 ألف جنيه، ومن المتوقع لمن زرعوا المحصول باكراً أن يقوموا بحصاده نهاية مارس الجاري، على أن يدخل الإنتاج المتأخر في نهاية أبريل أو أول مايو المقبل على أقصى تقدير.
وتخفف المساحات الإنتاجية المزروعة بالبرسيم من ضغوط استيراد الأعلاف اللازمة لتسمين الأغنام والماشية، في وقت تستورد فيه مصر أغلب استهلاك ثروتها الحيوانية من الأعلاف، وشهدت فيه الأسعار ارتفاعاً كبيراً العام المنصرم نتيجة للاختناقات في سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الأعلاف والشحن.
قيمة غذائية واقتصادية كبيرة في البرسيم
أضاف محمد الصايغ، أن المحصول الجديد سيخفف الطلب على الأعلاف التي زادت الفترة الأخيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة في ظل اعتماد السوق على النسبة الأكبر من استهلاكه على المستورد، مشيراً إلى البرسيم يحظى بقيمة غذائية عالية علاوةً على كونه علف اقتصادي مقارنة بغيره من الأعلاف، وهو ما يشجع من الإقبال عليه وزيادة الطلب.
وأهم ما يميز البرسيم عن بقية الأعلاف هو احتوائه على قيم غذائية كبيرة منها السعرات الحرارية والبروتين والألياف اللازمة لتسمين العجول والأغنام، ويجعلها أكثر دراً للألبان.
سعيد زغلول، عضو شعبة القصابين بغرفة الجيزة التجارية، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن التوسع في زراعة الحبوب كالقمح والذرة والصويا من شأنه خفض فاتورة استيراد المكونات العلفية بشكل كبير، علاوةً على أن التوسع في زراعة البرسيم من شأنه توفيره أمام المُربين والنزول بتكاليف التربية التي يشكل فيها العلف 70% تقريباً، ويبشر بتراجع السعر للحوم.
يدعم تكاليف التربية ويهبط بالأسعار
أضاف سعيد زغلول، أنه من المتوقع أن تراجع استهلاك الماشية من الأعلاف صيفاً مقارنة بشهور فصل الشتاء التي تشهد ارتفاعاً في الاستهلاك ومعامل التحويل، حيث أن كل كيلو علف يعطي الماشية شتاءً 500 جرام لحوم، ترتفع صيفاً إلى 700 جرام، متوقعاً أن تسهم الزيادة في المساحة لمزروعة العام الجاري من البرسيم في توفير احتياجات المُربين من الأعلاف الخضراء.
وتبلغ المساحة المحددة لزراعة القمح سنوياً في مصر ما يقرب من 3.5 مليون فدان، تنتج ما يقرب من 10 ملايين طن قمح، بينما تبلغ مساحة الفول ما يقرب من 350 ألف فدان، وتصل مساحة البرسيم لنحو 3 ملايين فدان لصالح الثروة الحيوانية.